حكاية “ذات”

حكاية "ذات"
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

خاص الكتابة

ذات يوم جلست شاعرات مصريات، وقررن أن يصنعن العالم، عالمهن، العالم من حولهن كما يردن. أغمضن أعينهن، وتماست الأيدي. قالت واحدة: سنمد الحبل السري الذي انقطع بين الناس والشعر، وقالت أخرى: سنذهب بالشعر إلى كل قرية في مصر، وقالت عبير عبد العزيز: سنصنع "ذات".

“ذات” اسم لجماعة، أو مجموعة، أو تجمع شعري، يجمع شاعرات مصريات قررن أن دورهن يتخطى الكتابة، بل أن يصل ما يقلنه إلى الناس حتى يصبح له قيمة. الفكرة انطلقت من حلوان حيث تقيم الشاعرتان عبير عبد العزيز وهبة عصام.

تقول هبة: “الفكرة هي أن يعود الشعر إلى الناس مرة أخرى، يقترب منهم، أن نغير طريقة تقديمه التقليدية”. فكرت الشاعرات في طرق عديدة لتقديم الشعر، وكانت التجارب التي قدموها، في أكثر من مكان وكسروا فيها الشكل التقلييدي ناجحة.

الفكرة هي أن تتداخل الفنون على خشبة المسرح بحسب هبة، بحيث يكون الشعر هو عمودها الفقري، لذا دخلت الموسيقى، ودخل الفن التشكيلي، والعرائس.

تقول الأساطير النقدية القديمة أن المرأة حكاءة وأم الرواية، وتستدل بشهرزاد، لكن شاعرات ذات أثبتن أن شهرزاد شاعرة أيضاً وأم القصيدة. “فكرنا أن تكون الجماعة للشاعرات فقط، حتى تضيق الدائرة فنستطيع أن نتحكم فيها” تقول هبة. تصمت قليلاً، تفكر، ثم تضيف “كما أن ضغوط الحياة تأخذ الشاعرات أحياناً، فنكون محفزاً لهن للعودة إلى الكتابة”. تكمل “من الآخر، الشعر يحتضر حتى بيننا كشعراء، نحن فقط من يحضر الأمسيات ونشعر بالملل، فما بالك بالناس العاديين، الشعر يحتاج إلى إنقاذ”.

هبة ورفيقاتها إذن في مهمة إنقاذ للشعر، من الناشر الذي يرد على الشاعر “كتب الشعر مش بتتباع”. الناشر ربما يكون محقاً في ظن هبة، فدواوين الشعر لا تباع لأن الشعر كفن  ابتعد عن الناس. هبة ترى أن المثال الأقرب لاقتراب الشعر من القارئ، أيام قصائد أم كلثوم “كان الشعر رابطاً ثقافياً بين كل الناس، حتى الأميين، هذا الرابط لم يعد موجوداً الآن”.

“ذات” ليست جماعة أدبية، لكنها مشروع ثقافي، تسعى عبير وهبة وناهد وحنان ومها ونجاة وغيرهن إلى ضم شاعرات من كل الدول العربية إليه، وليس من مصر فقط، “لأننا سنختار شاعرات في كل عرض حسب موضوعات نصوصهم، لأن العرض يكون قائماً على الحوارية، كأن الشاعر ممثل على المسرح وملتزم بدوره، الشاعرة ستقول نصوصها، لكننا سنختار ماذا ستقول بالضبط في هذه النصوص” بحسب هبة.

هبة تدين لعبير عبد العزيز بالفكرة، تصفها بأنها “شجرة خير” و”مخلصة لأحلامها”، وتجهزان معاً لتجربة جديدة تربط نصوصاً شعرية بخيوط حوارية، مع دمية ماريونيت في دور الراوية، تحركها الفنانة تقى منصور، بأداء صوتي للفنانة ابتسام الراوي، وبمصاحبة الفنان سيد جابر على العود، بمكتبة كتب خان (13 شارع دجلة بالمعادي) يوم الأربعاء الموافق 19 فبراير 2014م، في السابعة مساءً، وبمشاركة الشاعرات مها شهاب، ناهد السيد، حنان شافعي وعبير عبد العزيز وهبة عصام.

هل تستطيع “ذات” أن تغير بوصلة تاريخ الأدب، وتلفت النظر مرة أخرى إلى الشعر. الإجابة يملكها من حضروا المؤتمر الأول الذي أقامته الشاعرات في الفيوم، وربما الذين سيحضروا المؤتمر الثاني القادم في الأقصر أو الإسكندرية، وربما الذين سيلفون وراء شاعرات “ذات” في محافظات مصر، وهن يخرجن منها أجمل ما فيها: الشعر. الإجابة التي تحلم بها هبة: ربما، من يدري؟.

 

اقرأ لشاعرات “ذات”

 

موسيقى سيرك

عبير عبد العزيز

ثلاث قصائد

هبة عصام

عاهات مستديمة

حنان شافعي

قصائد

ناهد السيد

نصوص

مها شهاب

 

مقالات من نفس القسم