أغمض عيني، أجدهم يشوشون أحلامي القصيرة الغير مكتملة. أفتح عيني ﻷ جدهم متناثرين أمامي في الهواء.. حولي في كل مكان.
أجمع الهواء في أكياس القمامة الكبيرة. .البقع الصغيرة تتقافز من الأكياس.. أدسهن دساً في ألأكياس..هيا هيا أيتها القحاب.
أقذف اﻷكياس لجامع القمامة وأدخل، أجد المزيد منهم على كل أشيائي،على وردات الستائر والشاشة الكبيرة التي تعرض برنامجي القديم، على التي شيرت الأصفر البولو والكرسي الأحمر الكبير.
أنادي جامع القمامة من جديد: “خذ ..آرائك وستائر وأدراج ..ملابس وأقراط كبيرة لامعة ..خذ، خذ، خذ ..المزيد من أشيائي الملطخة بالبقع البنية”.
البقع البنية لازالت تتراقص أمامي وتقيم أعياد ميلاد لصغارها على جدراني، تشرب العصائر المثلجة في كؤوسي الزرقاء المفضلة. البقعة الكبيرة تتربع على سجادتي وتشرب القهوة بهدوء وهي تتابع رقصهم وصخبهم بامتنان للزمن الذي أهداها هذه اللحظة.
تبتسم لي وتهمس قائلة بثقة قحبة قديمة: “لا مفر نحن هنا دائماً”.
على عجل أطوي الأسقف والجدران وأقذفها لجامع القمامة من النافذة مع المنبهات والساعات ، أرقام الهواتف والرسائل والنوتات الصغيرة الملونة وبرطمان البن المحوج الصغير وكل فناجين القهوة.
يرفع صوته قائلاً: ” ياست العربة ممتلئة ياست” .
أسحب الأرض من تحت قدمي سحباً وأطوح السجادة في الهواء وأخبره أن لا مزيد. لم يعد ثمة منزل. ليس إلا فراغاً مربعاً في الهواء و جسداً معلقاً يتمنى النوم قليلاً دون منبهات للوقت، وروح خفيفة لا تثقلها النوستالجيات المنهكة.