حذاء باربي متسع قليلاً

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

يسقط كلما خطت خطوة جديدة، الخطوات تتكوم خلفها ولا تصل أبداً، الحذاء أيضاً يتمنى الوصول، يظن أن باربي هي التي تمنعه، لا يكف عن الارتطام بأرض الطريق الصلبة .

ظل باربي يكافح من أجل الوصول، يظن أنه أكثر خفة بدون باربي كما أنه لا يحتاج لحذاء، يجري الظل خفيفاً  ( يحتار قليلاً أين يذهب)  أسفلت الشارع الملتهب لا يؤثر به.

باربي لازالت تثبت حذاءها مع كل خطوة .

ظلها يصل من دونها، لكنها لا تعرف أين ذهب. تجلس باربي وحيدة تتذكر ظلها وكيف كانت تداعبه عندما كانت حياتها أكثر بساطة في متجر الألعاب بدون طرق مملتهبة، ولا أحذية متسعة.

كانت مثبتة ببساطة في علبتها الملونة ولم تعرف  بعد أن حذاءها متسع..

الشمس تغرب، الطريق لم يعد ساخناً، تخلع باربي حذاءها وتنهض لتبحث عن ظلها.

الظل مختفي في الظلام (يتمنى ألا تجده تلك التي تنهكه بخطوات مرتبكة)

الشمس تعود من جديد، يوم ويوم ويوم آخر، وباربي تبحث عن ظلها.

أقدام باربي تكبر من المشي المستمر والحذاء لا يصبح متسعاً.

الظل يحلق وحيداً (يراقب باربي). باربي لم يعد الأطفال يرغبون  في اللعب بها، تخبرهم أن حذاءها أصبح مناسباً ولن يسقط، لن يضطرون للبحث عنه في غرفهم الملونة بين أكوام الألعاب المكدسة (تظن انها أسباب كافية).

الأطفال يخشون دمية متسخة بلا ظل؛ حتى لو كان حذاءها مناسباً. الحياة تهجر باربي بأقدامها المتسخة وبشرتها المتربة وشعرها الأشعث، الظل مازال يحلق خفيفاً، الحذاء أصبح مناسباً.لكن باربي مازلت تخلعه كل مساء وتجلس وحيدة تكتب خطابات إلى ظلها، الأطفال يخشون الدمية التي بلا ظل. الأطفال يخشون الدمية التي بلا ظل.

 

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي
في البيت
سارة عابدين

سر

موقع الكتابة الثقافي
في البيت
سارة عابدين

الصوت