قصيدة رديئة

قصيدة رديئة
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

أتجهز الآن للشتاء، إنه قريب. وأنا أنتظره كامرأة في الثالثة والثلاثين أو الرابعة والثلاثين، ربما السبعين والتسعين.

امرأة معمرة أصيبت بالزهايمر، ولم تعد تتذكر شيئاً سوى تكوير اللحم المفروم على هيئة كرات صغيرة ولف  أصابع ورق العنب دون أي نظرات وجودية لما يعنيه هذا التكرار المستمر .

أحشر  نفسي داخل الحلم من جديد، لكن الباب ينغلق وتنفتح عيني دون إراداتي، لأجدني داخل نفس الحياة ولم أتقمص أدواراً جديدة، المنزل في نفس مكانه، والأتربة لم تجد منازل جديدة تسكنها غير منزلي .

المطبخ لا يزال على ضيقه، ثمة امرأة منكوشة تبحث عن إناء الضغط وتطلب من الله ألا ينفجر في وجهها .

امرأة تلقي حبات الفاصوليا والبازلاء مع ثمار الجزر والكوسة والبطاطس وتراقب دوائر الماء داخل الإناء.

لا أحب الكوسة لكني لن أحرمها من الرفقة، بالرغم من كونها لينة جداً لدرجة تؤهلها لتحمل كل كرهي لها، لكني سأضعها في الإناء.

سيتهامس عليها كل من البطاطس والجزر بكل صلابتهما المعروفة وسيسخرون منها، سيسعدني هذا جداً.

سأجلس معهم داخل إناء الطهي متربعة الساقين وأرهف السمع جيداً، حتي أسمع ما يتهامسون به وأنا أتسلي بمراقبة حبات البازلاء وهي تتقافز في الماء المغلي.

هكذا هناك دور لكل من الكوسة والبطاطس والجزر والبازلاء.

الفاصوليا.. الفاصوليا.. سأتذكر في المرة القادمة ألا أضعها معهم في نفس الإناء

………

أشعر أن الكتابة رديئة  سأضيف لها الكثير من التوابل الحارة لأخفي الرداءة.

سأطبخها في إناء كبير وأقلبها جيداً، وأضيف الكاري لتصبح قصيدة ذهبية لامعة فلا ينتبه أحد لكونها قصيدة رديئة .

سأصبها بعد ذلك برفق في طبق زجاجي ماركة لومينارك، وأضع القليل من البقدونس في المنتصف، وأقدمها للمدعوين  وهي تمد ساقيها في وجوههم  بتبجح، وأبتسم لها بامتنان .

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي
في البيت
سارة عابدين

سر

موقع الكتابة الثقافي
في البيت
سارة عابدين

الصوت