“ابناء الجبلاوي” للكاتب إبراهيم فرغلي رواية تستلهم في مسارها العام شخصيات نجيب محفوظ بعد فقدان كل كتاباته من المكتبات والبيوت، ويتم إيجاد بعض شخصيات نصوصه في الطريق ينفذون مشاهد من الروايات. ورواية ابراهيم فرغلي تبحث عن هذا المفقود، كيف ضاع وكيف يمكن إعادة جمعه، ليمزج بين الحس الواقعي في السرد وفانتازية وخيالية الفكرة.
ويبدو فرغلي نفسه كأنه يبحث عن أب للأدب العربي، فتكون روايته أحد الأعمال التي تعمد محفوظ أبا و تتبع مسار شخوصه الروائية. بخلاف ذلك تبدو هذه الفكرة الروائية بالنسبة لي مستهلكة ومعادة عن اختفاء أعمال كاتب والبحث عنها.
ثم ما الأنسب لشخصيات الرواية أن تبقى داخل كتاب أم تخرج للطرقات، تسرب هواجسها ومساحات الرؤية الفنية في الواقع إلي المارة. وهل بالفعل يمكن أن يهتم العالم بضياع أعمال كاتب ورواياته، حتى لو كان الكاتب هو محفوظ نفسه.
بطل الرواية لقيط يبحث عن أبيه، أو ربما لا يبحث، بل يجني حياة هي ثمرة ذلك. ومن ناحية أخرى تصحبه ذكرى أم قررت أن تعاقب نفسها بالبقاء في دار مسنين آخر ثلاث سنوات في حياتها كما تركت ابنها أول ثلاث سنوات في حياته في دار أيتام. يتبقي لبطل الرواية بضعة علاقات تحررية بالنساء. تبدو جزءا مكملا لكونه وحيدا. بعلاقات كثيرة مؤقتة، وهو يفتقد العلاقات الدائمة المقيمة التي غابت عن رحلة حياته، غير أن التفاصيل في كتابة لقاءات البطل النسائية تبدو أحيانا غير مهمة، وإضافية على النص.
**
الرواية تقتفي أثر أب، ومقالي هذه المرة ينشر في موقع يدشن مشواره بملف يختتم عبره أب ومؤسس للموقع مشواره مع الموقع. ويسلم راية التحرير لفريق جديد من الأصدقاء، نتمني لهم كل التوفيق. ليتبقى من كل الحياة أن نتبع أثر بعضنا البعض، نتبادل الحكايات ونستلهم من مشوار بعضنا البعض مسار.