جرةٌ مملوءةٌ بالحنين .. وقصائد أخرى

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

 محمود فهمي

سأجلسُ هنا

على حجرٍ

في زاويةٍ تطلُ على الماضي
سأنتظرُ الطيورَ التي رحلتْ
أن تعودَ مرةً أخرى

 

 

 أنا الذي هناك

أجلسُ عند عتبةِ البيتِ

أعدُّ قطراتِ الماءِ المتساقطةِ

من زيرٍ موضوعٍ بجوار الباب

أراقب نبتةً صغيرةً تنمو على مهلٍ

أسفلَ منه

أحرسُ إوزاتِ أمي

كي لا يختلطنَ بإوزات الجارات

أجرى خلفهنَّ

فيختلط الضحكُ بالصياح

هناك
أطاردُ الفراشاتِ فى حقلٍ بعيدٍ
أفـرُّ
من صاحب غيطِ الطماطمِ
وفى جيوبي حباتٌ خضر

أنا الذي في أول الغيطِ
أتابع الحجرَ وهو يعلو
في طريقهِ الى السباطات البعيدةِ
سأجلسُ هنا
منتظرًا أن أعودَ ببعض البلحِ والبهجةِ والغناء
ربما استطعتُ أن أكملَ الطريقَ
إلى آخره

…………………………………………..

ربما

 

لستُ طماعًا

لا أريدُ شيئًا

سوى أن تتوقف الخيباتُ عن ملاحقتي

لا أريدُ

سوى أن أنامَ تحت شجرةٍ قديمةٍ

سأخرج عددًا من المجلاتِ المرحةِ

التى أحتفظ بها تحت السرير

سأمسحُ عنها الأتربةَ

وأضعها إلى جوارى

 

ربما يخرج أبطالُها يتقافزون حولي

ربما يدخلون إلى حلمٍ بلا نهايةٍ

صانعين سماءً من البهجة

وشوارعَ ملونةً

 

ربما حين أستيقظُ

أكون قد تهتُ عنى

فأفقدُ لبعض الوقتِ

ذلك الولدَ الذي نام منذ برهةٍ

فوق وسادةٍ

صارتْ مخبئًا للكوابيسِ

 …………………………………………………..

لا أثرَ لى

 

 سأقتفى أثرى

سأتبعُ هذا الظلَّ الذي يهبطُ وحيدًا

فوق الدَرَجِ القديمِ

ولا يعود إلا عند منتصف الليلِ

محملًا بالخيباتِ

والوجعِ

 سأسيرُ على مقربةٍ منه

عسى

 أن أُبعِدَ عنه الكلابَ الضالةَ

والسياراتِ المسرعةَ

وسبابَ قائديها

 سأجمعُ ما يسَّاقطُ من قلبِه فوق الأرصفةِ

حتى لا يزعِجَ بدموعَه

الأطفالُ

 وهم في طريقِهم إلى المدارس

 والعجائزُ

 في انتظارهم الطويلِ للباصات

والسيداتُ اللواتي يغنين في الشرفاتِ

وهُنُّ يُخرِجْنَ الأغطية

وضحكاتِ الليلِ إلى الشمسِ

سأراقبُ الأحزان وهي تتسللُ إلى قلبِه

الواحدة تلو الأخرى

ربما استطعتُ صدَّها عنه

سأتبعُ هذا الظلَّ كحارسٍ أمينٍ

لكننى أخشى

أن أضلَّ الطريقَ إلىَّ

  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من ديوان “ظلٌ عند زاوية الطريق” الحاصل على المركز الأول في المسابقةالمركزية التي تقيمها  الهيئة العامة لقصور الثقافة 2017

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم