كلُّ شيء يُلقي بظلِّه على الطريق، إذا كان الحب يعبر أمامكِ سيقومُ بلاط الأرضيات بتلوين ذاته، وسيتحولُ سقف الغرفة إلى سماءٍ تتسع.
الأحجار الصغيرة ستتساقطُ إذا كان الحنين هو القادم بمواجهتكِ.
الطريق لن يكون موحشًا أبدًا مع ذلك بإمكانه أن ينتهي فجأة.
أريد أن أحكِي لكِ عن وقتٍ سيأتي ستتحولُ الكتابة فيه إلى غرزة واحدة ملونة وسط نسيج بائس ومهتريء، ليس بإمكانها أن تتكاثرلتصنع نسيجًا جديدًا، ولا يمكنُ فصلها عن النسيج وحمايتها في مكانٍ آمن.
كل ما عليكِ فعله هو الاحتفاظ داخلك بفكرة واحدة فقط، هذه الكتابة التي هي غرزة وحيدة تمتلك قدرة خاصة على ابتلاع العالم، ويمكنها –إذا شاءت- اختطافكِ والطيران بكِ بعيدًا جدًا.
سيأتي الوقت الذي سيخبرك فيه الجميع من داخل نفسك ومن خارجها أنه لا فائدة من الكتابة ومن الحياة ذاتها، وربما تجدين نفسكِ داخل شرفة عالية قبل الفجر والفكرة المظلمة هي كل ما تملكين، حينها اسحبي نفسكِ إلى التليفون، اتصلي بالدفء أينما كان ولا تتوقفي عن البكاء والكلام، ثم ضُمي الفكرة المقتولة إلي كراستك، ولا تخبري أحدًا عن الحياة التي كادت تتحول إلى موت.
الكتابة التي ذهبت معكِ إلى أوربا، ستتمكن من الذهاب معكِ إلى العمل، وستجلس بين أصدقائك بوصفها أقرب صديقة إليكِ.
الكتابة لن تتبخر إذا أتى الحب، قولي للرجل الذي يطلب محبتكِ: “لديَّ ابنة تحتاج إلى رعايتي ومحبتي ووقتي، لديَّ ابنة لن أغامر بتربيتها مع رجلٍ يكرهها، إذا كنت تريد امرأة خالصة لكَ فاذهب بعيدًا ولا تلتفت أبدًا إلى امرأة تكتب”.
الكتابة لن تهرب منكِ لأن جرعةً زائدة من الوجع تطفر من عينيك باستمرار، ولن تطلب منكِ توسيع ملابسك، لن تخبركِ أن زميلتك في العمل أجمل، ولن تغضب إذا توقفتِ عن زيارتها، ستنتظرك دائمًا، وحين تعودين ستخبركِ أن المسافة أنعشت روحك، وأن قلبك ينبض بكلام جديد.
الكتابة ستسمح لكِ بأن تكوني طفلتها، ستكون مرآتكِ السحرية التي تسألينها كل يوم: “من أجمل امرأة في العالم؟”، فتهمسُ : “العالم ليس مهمًا على الإطلاق … تعالي نلعب معًا.”
…..
غادة خليفة
2015
اقرأ أيضاً