تحتَ لحافِ مَقتِي

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

شعر : عائشة الحطاب *

يَهطلُ الدَّمُ على جُذوعِ الأَرضِ

تعبثُ الرِّيحُ بعَراجينِ الشَّجرِ

مَن يريدُ أَن يتزيَّنَ بأَزهارِ الثَّلجِ

تحتَ رُدهاتِ السَّماءِ؟  

أَن يكونَ شفاهًا غليظةً

ترضعُ الحبَّ ناعمًا بإِفراطٍ؟

مَن يريدُ الخروجَ منَ الوقتِ المهدُورِ؛

بينَ الأَحذيةِ

الصَّناديقِ

القبَّعاتِ

وحقائبِ السَّفرِ؟

 

زمنٌ تربَّعَ على النَّوافذِ

أَطرافُه مجعَّدةٌ تنمُو دونَ احتفالاتٍ

مطرُ الدَّهشةِ أَنبتَ عظامَ الموتَى

كيفَ لكَ أَن تتسرَّبَ من ثقبِ الوقتِ؟!

يفيضُ مزرابُ عينيكَ كالغرابِ النَّاعقِ

وغطرسةُ الذِّراعينِ مجذِّفةٌ أَمامَ طُوفانِي

جَنيني قطٌّ يَموءُ

جرسٌ

سَديمٌ سقطَ على سَريرِ المخاضِ

كنَملٍ يفقسُ بيضَ النَّميمةِ.

 

يغمرُني قَلبي المَنطوقُ

أَرتجفُ بأَنصالِ الكلامِ شَراراتٍ

أُسافرُ بالعطرِ

وبثَوبي الخَمريِّ المُذابِ في جَسدِي

مُلتهبةٌ كالفَراشةِ

ليسَ لي غيرُ مَسارِ خطٍّ نَحيفٍ

بينَ الغيومِ وَ… بَينِي.

 

لملمتُ بقايا انْبعاثِي

زرعتُ في نَفْسي التَّكهُّنَ

لأَكونَ حارسةَ شهواتِ النُّبوءَةِ

لكنَّ يَدَكَ مَعي

لمْ تَزلْ تُدمِنُ النَّبضَ في سَرابِ الخَدرِ.

 

تمرُّ طيورُ الأَملِ في طَريقِ السَّماءِ

تعبرُ أَجسادَ السُّحبِ

فتَرى التَّوهُّمَ يَبتسمُ بصمتٍ

دفءُ المهدِ يُصغِي

والزَّمنُ يمرُّ مُبصِرًا فَقدًا

يتكوَّرُ الأَلمُ بِارْتعاشاتٍ غامضةٍ

قمرُ الكُسَالى رَقراقٌ بالدُّعاءِ

وسِرُّ الموجِ يَعزفُ لحنَهُ الِملحِيَّ

على صُخورِ الانتظارِ الحَميمةِ.

 

شيءٌ عميقٌ يُخاطِبنُي

يتحرَّكُ في ِوجُودِي

جِسمي ممدَّدٌ في الغَيبوبةِ

تلمعُ نقطةٌ ضَوئيَّةٌ في عينيَّ

ثمَّة ميلادُ شعورٍ نائمٍ

وقصائدُ آتيةٌ بترصيعِ نُجومٍ

مياهُ النَّومِ تُسافرِ بصفاءِ الأَحلامِ

هذا اللَّيلُ مَهجعٌ يجلسُ فوقَ ظلِّها

في اللَّيلِ رغواتٌ تفورُ في كأْسِ التَّأَملِ

كَمْ أَحتاجُكَ هُنا في انتفاضِ أَوردَتي.

 

تلتهمُ عقاربُ الوقتِ الوقتَ تحتَ عرشِ الأَبدِ

أَرفعُ جمجمةَ الهواءِ عن رَأْسي الثَّقيلِ

سأُغمضُ نَفْسي عليكَ

وأَغمِدُ جُرحي فيكَ

أَيْقِظْني من تحتِ وسادةِ الحُزنِ

ما بَيني وبَيني بابُ عَيني

اغْمُرني بحَفنةٍ رطبةٍ

واتْرُكْني عالقةً بينَ شفاهِ النِّداءِ

العَصافيرِ

الزَّنبقِ

اللَّيلِ

أَصدقاءَ لي بعدَكَ.

 

جِرارُ المَدى ترشحُ ريحًا هوجاءَ

أَهدابُ اللَّيلِ تنعسُ في هَديلِ اليَمامِ الصَّامتِ

تعطَّلَ قمرُ الكلامِ تحتَ لحافِ مَقتِي.  

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

* شاعرة أردنية

 

 

خاص الكتابة

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم