تجربة عبده رمزي التشكيلية.. بساطة التعبير وصلابة الحديد

تشكيل
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

محمد عكاشة

لعل ما يميز الفن الفطري هو تمازج الشعور بالطبيعة في حالة توحد خاصة ليخلقا حالة تشكيلية شديدة الوضوح وأيضا غامضة الحس، إذ تتسم بأعلى درجات الصدق والانسجام، حيث يسيطر الحس على المعرفة ليكون له المساحة الأكبر مع فرض خصوصيته على الشكل، وكأن الشكل أفرزته الطبيعة ولم تتدخل فيه سوى أيد لاتني إلا أن تتشكل وتتلون بملامحها. ولعل أيضا عفوية الشعور لها عظيم الأثر في توجيه شكل التقنية والأداء والتي من أهم. خصائصها سطوة المخزون البصري والذي يعيد صياغة الأشكال والألوان في الداخل طبقا لمفهومه وحسه التلقائي لينتج عملا فنيا مرآته الروح الفطرية الشفافة

وفي معرض الفن الفطري الأول والذي أقامته وزارة الثقافة المصرية في قصر الفنون بدار الأوبرا، وفي قراءتي لمشوار أحد أهم الفنانين التلقائيين -الفنان عبده رمزي رزق الله، 1961، وجدت أنه في مشواره الفني ارتباطاً وطيداً بينه وبين أعماله التي تعبر عن البيئة الشعبية المصرية وانهماكه في نقل إحساسه المرهف عن حياة الريف وتأثره بالفن الشعبي والذي يعتبر أحد أهم روافده. ودور البيئة الشعبية في تشكيل وعيه وإدراكه إذ  أنها عناصر حية تتحرك من حوله متعايشا معها وأيضا هي متغلغلة في سلوكياته وأفعاله كواحد من خلاياها ومن تلك الجماعة الشعبية بكل ما تنتجه من أعمال حرفية ترقى لمستوى فني رفيع توارثناها وبقيت بداخلنا ونحاول دائما إحيائها، من أشكال لحيوانات وأشخاص.. كشيخ الخفراء والخفير وراكب الحمار والمرأة الريفية والفلاح وكثير من العناصر التي تعبر عن هذه البيئة، فثمة يد ساحرة رصدت الواقع الريفي بنعومة وبساطة التعبير مع تطويع الخامة الصلبة بالطرق والنار والتجميع باللحام؛ وما أعجب أن يتلاحم رهافة الحس وتطاير الشرر وتصاعد اللهب وتشكيل عملا إبداعيا يعبر ببساطة وشفافية فطرية عن ما يحسه.

وقد كتبت الفنانة (نجوى العشري1953-2021) بمجلة نصف الدنيا. (الأعمال النحتية لعبده رمزي من التماثيل الشعبية والرموز لها دلالات خاصة. ويتناول فيها أهم مظاهر الحياة الشعبية(5)..) وعبده رمزي يعد أهم النماذج الأصيلة والحقيقية للفن الفطري بما تحمله أعماله من تكوين تلقائي يرصد واقعه دون انشغاله بثقافة معينة أو بدراسة أكاديمية مقننة مما جعله مميزاً بأعماله الحديدية والتي أحيانا يتدخل فيها بالطرق  والثني في استخدام الخامة وعمله بها وحرفيته ومعرفة أسرارها  و تطويعها تطويعاً ليناً مما  جعله يستخدم أصعب العناصر تشكيلا بهذه الخامة مثل تمثال العازفة، الكلب، المرأة النائمة، كل هذه التماثيل والتي عرضت في معرض الفن الفطري الأول، قدم فيها عبده رمزي الجديد في فن تشكيل الحديد ولم يعتمد في كل أعماله علي تجميع الخردة فقط كغيره من الفنانين وإنما تدخل  بيده في هذه التماثيل بحرفية عالية في تشكيل خامة الحديد وتطويعه وتشكيله للتمثال وأجزاءه من البداية للنهاية كقطعة طين في يده،  فعبده رمزي الفنان الفطري الذي بدأ مشواره الفني في  ضواحي مدينة بنها، قد أقام لنفسه ورشة للحام الحديد في إحدى القري وسط بيئته التي يعشقها وبدلا من استخدامه خامة الخشب والتي بدأ بها إلا أنه قد حول اتجاهه إلي تشكيل الحديد الخردة وتجميعه وشكل تماثيله الأولي من وحي بيئته، أقام أول معرض له في قصر ثقافة بنها عام 1990 وكان هذا المعرض هو نقطة البداية والتي انطلق من خلالها باشتراكه في مسابقات وزارة الشباب وحصوله علي عدة جوائز ميزته وأشارت إليه من قبل النقاد والمهتمين بالحركة التشكيلية في مصر

وإذا حاولت أن تتواصل مع أعماله في كل معرض أقامه ستجد أن تشكيلاته  الفطرية يشوبها حالة من الهيام والشاعرية  والسحر، رغم بساطة ووضاحة موضوعاته المختارة ومحاكاته لواقعه المفعم بتشكيلات حية تتحرك من حوله ، أو إذا جاز التعبير مواضيع مباشرة تكمن دلالاتها وغموضها وسحرها في فطريتها وقد استخدم مزلاج الباب كرأس بجعة واستخدم جنزير حديد ليكون جسم حشرة طويلة، الطبيعة هي الموحية له، طبيعة صامتة، مهملة ملقاة أحيانا في كم من المخلفات تتحرك الصورة متقمصة  للشكل في حواسه فيجتهد لخلق التكوين ونقل الصورة بتحد بالغ مع ذاته ومع صلابة الحديد، ويجتهد  بمعرفته وتعايشه مع بيئته وعناصره التي تتحرك من حوله مع محاولة تطويع الخامة ليحقق التكوين الأمثل في التشابه مع الطبيعة، أيضا عدم إتقان عبده رمزي  للقراءة والكتابة جعله في حالة مغايرة تخص ذاته هو فقط، ولم تشوش القراءات من نقد ومن تعريفات وتشبيهات ومن اطلاع علي ما يحدث من حوله من تطورات في السلب والإيجاب جعل حواسه وصورته الداخلية للشكل نقية لا تهتز فيظل شيخ الخفراء علي شكله القديم ويظل الفلاح بنظرته في الأفق ثابتا وصلبا لا يتزعزع وتظل الحيوانات تتحرك في أمان داخل حواسه وصورته الداخلية التي تشكلها وتترجمها يده ليحقق لذاته سعادة عند خلق الأشكال أشبه بإنجاز طفل لمهمة صعبة ينجزها الكبار من هنا جاءت أعماله الفطرية بريئة في تطبيعه مع من حوله، فرصده في بداية مشواره الفنان الراحل حسن عثمان(1929-2014) عندما كان عضوا في لجان التحكيم للمسابقات الفنية بوزارة الشباب وكتب عنه في عدة صحف، وأشار إليه مما كان له كبير الأثر في بدايته ـ فعرضت أعماله في  عام 1992 وقد نال عدة جوائز من الوزارة وعن لسانه أعطته هذه الجوائز دفعة قوية للأمام في تطوير أعماله وتأكيدًا لهذا الخط الذي رسمه لنفسه فاشترك في صالون الشباب في عام 91، 1993 ورشحه الصالون لإقامة معرضا في الأكاديمية المصرية للفنون ـ بروما بإيطاليا وذلك في سبتمبر 94 وعرض أعماله مثل الصياد والفلاحة والجرة وراكب الدراجة والعودة من السوق، وفي تمثال الصياد ـ استخدم قطعتين من ماسورة لتكّون النصف الأسفل للجذع العلوي وربطة أسلاك علي الوسط لتمثل الحزام وربطة أسلاك معلقة علي عصا من الخلف تمثل المقطف أو السلة وقد تمثل الشبكة ويثني ساقا ويوقف ساقا  أخرى مستقيمة لتعطي دلالة الحركة أو بداية المشي واجتهد بحرفيته في تكوين الوجه بالطرق واللحام وطي الذراعين بتلخيص بسيط لتمسك بالعصا المعلقة علي الكتف وحركة الأطراف للجسم انفرد بها عبده رمزي في أبسط صوره، ومن نفس المعرض، ماسكة الجرة..- قطعتان من الحديد المشطوف المضلع تمثل الذراع ـ الساعد والكتف في حركة ملخصة لتمسك بالجرة فهي تنحني وتتدلي من رأسها أسلاكا مجدولة تعبر عن ضفائر الشعر، وقطعة صاج علي الرأس تنهدل بالطرق لتعبر عن غطاء الرأس وجزء من ماسورة(كوع) لموتور تمثل الجذع العلوي والسفلي في انحناءة مبهرة.

وفي راكب الدراجة استخدم شكمان السيارة ليمثل الجذع العلوي والرقبة وماسورتان تنحني واحدة وتستقيم الأخرى عند حركة القدم علي الدراجة مع نظرة غامضة تحسها وراكب الدراجة ينظر للفراغ، تلخصت الحركات والأشكال في هذا المعرض وعبر عبده رمزي تعبيرا صادقا مع ذاته ومع تكويناته في كل الأشكال، وفي نفس العام عرضت أعماله في معرض مختارات من الفن  المصري المعاصر ـ المؤتمر الحادي عشر لوزراء الخارجية ـ فعرض عملا لطائر أبي قردان، فجاء بكوع ماسورة ليمثل ظهر الطائر ومسمارين ليمثلا الرِجلان والرقبة ومجموعة أسلاك لتمثل الذيل ليكونّ الطائر وحركة رجليه ورقبته تكون إيقاعاً ملموساً ومحسوسًا يتناغم مع قطعة الخردة التي شكلها عبده رمزي.

وإذا كان الفنان الفطري لديه من الشجاعة ما يجعله يقدم على تشكيل تكويناته لينجح من خلالها في المزج بين القواعد الأكاديمية والاجتهاد والمعاناة في خلق مواضيع تعبر عن الذي بداخله وكذلك مجابهته في تقديم أعمال بسيطة تحمل قيما تشكيلية مختلفة إحدى سماتها صدق المشاعر وبراءتها. فهو يشكل طبقا لمخزونه البصري البسيط المشحون بميراث مطعم بمعتقدات وعادات وتقاليد. والفنان الفطري رغم عدم إدراكه للقواعد الأكاديمية وأيضا لفلسفة الشكل كقيمة معنوية واهتمامه بالشكل كعنصر جمالي يحاكي به الفئة العريضة من الناس ومخلصا لها- إلا أن تشكيلاته تتسم بانفعالات مضيئة تحرك بداخلك مشاعر طفولية متحررة من قوانين جامدة وصلبة

وهو لا يشغله تقديم مذهباً فنياً بقدر ما يشغله التعبير عما يجول بداخله.. فمن الإصرار على مقاومة الخامة وتقديم شكلا فنياً ينتج عملاً يعبر عن معاناته الداخلية وأيضا معاناته مع الشكل. ونرى ذلك عند عبده رمزي في معظم أعماله كطائر أبو قردان من معرض مختارات من الفن المصري المعاصر، من تبسيط للشكل بإحضار( كوع ما سوره) لتكّون جسم الطائر ومسمارين وصامولة ليكونا الرجلين في حركة الثني البسيطة المعبرة لإحداها، وثمة انفعال وعاطفة شديدة تظهر في حركة الرقبة، المتناغمة مع بقية الأعضاء.. وفي نفس العام 1994 أقام له المركز القومي للفنون التشكيلية معرضا بقاعة إخناتون بمجمع الفنون بالزمالك في 26 أبريل وعرض في حديقة المجمع هناك تمثال( شلبيه وأولادها الصغار) والضفدع ومجموعة من الطيور والحيوانات وأقتني بعض رواد هذا المعرض أعماله وأفتتحه الفنان / فاروق حسني.(1938) وزير الثقافة الأسبق وقد شهد هذا العام1994 طفرة كبيرة في أعماله ونقلة قوية  بأعماله الحديدية علي الساحة الفنية التشكيلية، وفي نفس العام رشح للسفر إلي روما لعرض أعماله  في الأكاديمية المصرية واختيرت أعماله للاشتراك في معرض التلقائيين بسلفانيا واختيرت أعماله للاشتراك في بينالي القاهرة الدولي وفاز بالجائزة الشرفية، وقد أشار الفنان عصمت داوستاشي 1943..( بأن الفرق بين البدائية والفطرية أنهما ليستا بمعنى واحد. وفي الفطرية تعني فن شعب متمدين متأثر بالرغبة في خلق شعور بالجمال البدائي والواقع النقي.(1)..)

. فقد عرض في هذا البينالي شكل  رجل يركب حماراً وأطلق عليه اسم(جحا) مستخدما قطعة ساق مطوية ليكون جسد الحمار و( قمع) ليجسد غطاء لرأس فقد قام بتكوين ذهني ذاتي للشكل وركب قطعه بشكل موضوعي ليتواصل مع المتلقي أو ليقلد الشكل في الطبيعة، أو يحاكيه طبقا لما رصدته الصورة الذهنية المحيطة به والتي يستلهم معظم عناصره منها، أو طبقا للتكوين الأمثل الذي أفرزه عقله عند الممارسة الحرفية للفن فيدرك بفطريته جوهر الأشياء المحيطة.

وفي عام 1995 أقام معرضا بقاعة الشموع بالمعادي افتتحه الفنان الكبير صلاح طاهر(1911*2007) وحسين بيكار(1913**2002) وعرض نماذج وأشكالا مكررة عالجها بصورة جديدة في عملية البناء والاستلهام من الخردة وفي عام 1996 أقام معرضا في المركز الثقافي الأسباني وكانت إحدى أعماله( بائع الجاز) تبسيطا لشكل رجل وحمار يجر عربة بخزان  شكلها بيده، الحمار أربعة أرجل من المسامير السميكة وحوافر الحمار عبارة عن صامولة قام بلحمها في طرف المسمار وجسد الحمار عبارة عن قطعة صاج مطوية تمثل الجسد والرأس والرقبة. وفي قاعة زينب خاتون أقام له صندوق التنمية الثقافية معرضا تحت عنوان إبداعات الفنان عبده رمزي عرض فيه تمثالا لنسر مجنح..  علي جذع شجرة مجردة فيه طارات من الصاج مهملة وسوست للسيارات وقام بقطع وتشكيل لقم من الصاج لتمثل ريش النسر ليعطي إحساسا بقوة الطائر وصلابته وعرض أيضا تمثالا للخفير بخيرازنته المطوية من أعلي وبالطو من الصاج المهمل يتدلى منهدلا ومتموجا بعشوائية أضافت عليه الإحساس بالحركة.

وكتب الناقد مختار العطار (1922-2006). في كتابه رواد الفن.( أن الفن الفطري يعتبر ترجمة إصطلاح (إنسابت آرت) المشتق من لفظ (انسينوس) اللاتيني بمعنى الفطرة أو الغريزة (2).)

 قطع الصاج أيضا يشكلها دائما لتمثل الملابس حسب شكل التمثال  كرجل جالس يدخن السيجار واضعا ساقا فوق الأخرى تظهر تلقائيته وبساطته في تجسيد البطن بقطعة حديد تشبه ماسك الباب وثبتها بجرأة لتحقق التكوين وغطاء الرأس عبارة عن( طبق السلطانية) فطرة حية تنبض بحرفية أدركها وحاول ترويضها بيده وبذهنه، وفي المركز الثقافي الفرنسي عام1998 أقام معرضا طور فيه أشكاله وتقدم بجرأة بأن شكّل وجها لفلاح وفلاحه  ووضعهما علي قاعدة واحدة، قاعدة ليست تقليدية عليها عصا يحملها بذراعه واهتم في هذا التمثال بالزخرفة والحلي عند المرأة وجدائلها من السلك المتدلي، حقق الشكل وكونه ببساطة دون معوقات. وكتبت د. مروة عزت مصطفى في مقدمة  بحثها بمجلة التراث والتصميم.(إن الحركات الجديدة في تاريخ الفكر الإنساني ماهي إلا تعبير عن واقع الإنسان. وقد احتل الفن الفطري مكانة مميزة وكبيرة في تاريخ الفنون. حيث كان ولايزال موضوعا مهما للبحث والدراسة).(3)

وفي نفس العام منحته وزارة الثقافة المصرية تفرغا ـ انهمك فيها عبده رمزي في عوالمه الغضة وعلي مشارف إحدى القرى وفي ورشته فضل أن يتمهل لمدة أربعة سنوات ليظهر بجديد في أعماله في معرض بمعهد(جوته الألماني) وعدة تماثيل منها الفلاح الذي طور في شكله وتكوينه وتبسيطه مستخدما الطرق وإيجاد الملامس الناعمة والخشنة في الذقن والرأس مستخدما أيضا ألوان مغايرة غير الأسود وبديلا له- ألوان الحرق البني، منهمكا في التجديد والتطوير الذي لا تعوقه نظريات تحد من فطرته وإذا نظرنا إلي اشتراك عبده رمزي في المسابقات والتي أحيانا ما تخص مواضيع معينة لفرض أشكال وتكوينات تحاكي المواضيع المطلوبة فدائما ما ينجح في تطويع الموضوع ليحمل دلالات عدة فكانت أخر المسابقات التي اشترك فيها بينالي بورسعيد القومي الرابع وحصل علي الجائزة الثانية.

وإذا كان المثال الفطري والذي يشكل من الحديد مجسمات مركبة من الخردة وبرع فيها بحس تلقائي يجرد ويبسط الشكل ليوصل الرؤية فهو أيقن أن ذلك يعد اكتشافا  وجهج موهبته في النحت إلي تشكيل الخردة وبرغم انهماكه في تشكيلات يطلبها أصحاب القاعات الخاصة آلا أنها تترك الدهشة لدي المتلقي كونها من الحديد الخردة ولعل ما ينتجه عبده رمزي مؤخرا من أعمال تدخلت فيها أعمال الطرق والصهر والتشكيل لحرفيته في استخدام الخامة يعد نتاجا طبيعيا علي الرغبة الملحة لديه لعملية الحذف والتي قد بدء بها النحت علي قطع الجبس والخشب وثمة أشياء تقلقني من اتجاه عبده رمزي للتجسيم بالحديد وتدخله بالطرق والصهر والتكوين من الخامة وليست الخردة والتي تعتبر هي درجة الإبهار العالية في لفت نظر المتلقي ـ كونها قطعة خردة ـ تعبر وتكون شكلا غير متوقع، من هنا أيضا يريد ان يتحدى الخامة ـ علما أنها ليست هي سر براعة عبده رمزي الرئيسية إنما يكمن سر براعة عبده رمزي في توصيل إحساسه المرهف بهذه البساطة والتلقائية يضاف إلي ذلك رؤيته الثاقبة في استخدام قطعة الخردة وتطويرها.

ويقول:( د ياسر شحاته. إن الفضل الكبير يعود لشجاعة (هنري روسو 1844-1910)في نقل فكرته الأمر الذي أحدث ثورة فنية في أوروبا أطلق عليها نقاد الفن وقتها ثورة الساذجين.(4))

 ومعرض الفن الفطري الأول يقدم نماذج مختلفة من أعمال الفنان عبده رمزي رزق الله وعرض أعمال مثل العازفة شكلها عبده رمزي من الألف إلي الياء دون أن تدخل أي قطعة خردة واستخدام حرفيته في تحقيق المجسم. وعرض أيضا التمساح، وشكله دون دخول أي قطعة خردة، وعرض رجلا يركب حمارا وعدة وجوه استخدم فيها أسلاكا للشعر(ورومان بلي) لحبة العين وطائرا من أسلاك سميكة يشكل حركة معينة وعرض أيضا شكلا لكلب استخدم فيه الطرق من قطع الصاج وبين رجلاه الخلفيتان وهو يقف استخدم صامولة كبيرة لتكون(ذٓكر الكلب) مما أضاف لقطعته هذه فكرة جديدة ومعبرة.

 وعرض أيضا تمثالا لامرأة عارية نائمة شكلها أيضا من الصاج دون إضافة قطعة خردة واحدة ويكمن جمالها في انسيابية الجسم وحالة الاسترخاء والتي تحققت في الشكل المجسم من الحديد فقد بات من الواضح أن عبده رمزي لا يريد أن يترك تعبيراته في سبيل أن يجد قطعة خردة ليجسم الشكل ولكنه قد اختار أن يطرق ويصهر ويلحم ويشكل دون أن تكون قطعة الخردة العامل الأساسي في العمل.

………………………………….

الهوامش. المراجع

2/1…مدونة. ريان الشيباني 15مارس /2010 ـ المدرسة الفطرية

3.. مجلة التراث والتصميم. المجلد الأول. العدد الثالث. يونيو 2021، الصياغات التشكيلية للفن الفطري والإفادة منها في مجال التصميم الزخرفي، د. مروة عزت مصطفى..

4.. جريدة المصري اليوم، صفحة الفن التشكيلي31ديسمبر 2018، الفن الفطري إبداع يتحدى القيود، فادي فرنسيس.. تقرير تفاعلي

5.. مجلة نصف الدنيا، 2أكتوبر 2016، نجوى العشري

 

 

 

مقالات من نفس القسم