تأمّلاتٌ كوپرنيكيةٌ على ضفافِ ابتسامةِ ديدي پِـيتَر الشاسعة

تأمّلاتٌ كوپرنيكيةٌ على ضفافِ ابتسامةِ ديدي پِـيتَر الشاسعة
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

حاتم الأنصاري

(1)

رَائِحَةُ الجُوعِ.. عِطْرُ الجُوعِ

عَبَقُ الجُوع..

اللّيلُ يُنَظّفُ أسْنَانَهُ بِمَعْجُونِ الغوايَةِ الأَصْلِي،

وَالصّمْتُ –كَبِيرُ عَائِلَةِ أَنَاكُونْدَا-

يَتَحَسّسُ بِامْتِنَانٍ

عُنُقَ الكَارِثَة..

لا يَزَالُ الزّنُوجُ زُنُوجا

مَا تَقَلّدُوا التّمَائِمَ

وَتَحَلّوا بِالحِمَمْ..

(2)

“مِنْ أينَ أتَيتِ بِهَذَا الفَرَح؟!

وَإِلى أَينَ تَذْهَبِينَ بِه؟!”

في نَهْرِ الشَكِّ المُقَدّسِ،

تُفْرغُ عَينَانِ حُمُولَةً هَائلةً

مِنْ نَظرَاتِ الاتّهَام..

(3)

شِفَاهُهَا:

تَاريخٌ بَنَفْسَجِيٌّ حَافِلٌ بالحيَاد..

تَأَرْجُحٌ طَفِيفٌ عَلَى حَافَةِ الرّغْبَةِ التَاسِعَة..

شَرَفُ (وَاوٍ) نِصْفِ عَذْرَاء..

جِدَارٌ عُنْصُرِيٌّ يَعْزِلُ 32 مُسْتَعْمِرًا أَورُوبِيًّا عَنِ السَّوَادِ –الأَبنُوسِيّ- الأَعْظَم..

مَارْكِسيّة، ولَكِنّها جَمِيلَة؛ جَمِيلَةٌ جِدّا..

انْتِشَارٌ لعَدْوَى التَّمَادِي بَينَ عَشَائِرِ القُبَلِ الغَجَرِيّة..

اِسْتِراتِيجِيّةٌ لِتَزْويدِ لَحْظَةٍ خَامِلَةٍ بِزَفْرَتَينِ مَائِلتَينِ إِلى الصّهْلَة..

تَقْسِيمُ زَلّةٍ عَابرَةٍ بَينَ بَلَدَينِ شَقِيقَين..

اِنْتِحَارُ ثَمرَةِ مَانغُوسْتِين..

جَنُوبٌ،

وَلَكنّه سَعِيد

سَعِيدٌ جِدّا..

(4)

البَحْرُ أَبْيَض..

البَحْرُ نَاصِعُ البَيَاض..

البَحْرُ أبيَضُ حَدَّ التَمَرُّس،

وَجَمِيعُنَا نُجِيدُ الغَرَق..

بِبَراءةٍ مُنْقَطعَةِ النّظِير،

نَنْزَلقُ تِباعًا إلى القَاعِ

رَافِعِينَ رايَاتِ الفُحُولَةِ

عَالِيَا..

المَوْجُودَاتُ.. مَوْجُودَاتْ!

جُثَثُ حِيتَانٍ بَيضَاءَ وحِيتَانٍ لَبَنِيّةٍ

وأُخْرَى مُلوّنَة..

سَمَكَةُ إِنْقِلِيسَ حَزِينَة..

سَمَكَةُ يُونسَ تَنَامُ بِعَينٍ وَاحِدَة..

سَمَكَة سُلَيمَان تَخُطّ حِكَمًا صِبْيَانيَّةً عَلَى غِطَاءِ صُنْدُوقِ سَمَكَةِ يُونس الّتي تَنَامُ بِعَينٍ وَاحِدَة..

سَمكَةُ مُوسَى خَائِفَة..

سَمَكَةُ مُحَمّد؟! لَا نَدْرِي!

لُؤْلُؤ.. لُؤْلُؤ.. لُؤْلُؤ

لُؤْلُؤ.. مُرْجَانْ.. يَاقُوت

وَلَا أَحَدَ يَحْمِدُ الرّبْ..

قَنَادِيلُ بَحْرٍ تَتَشَارَكُ عَشَاءً خَفِيفًا عَلَى ضَوْءِ مِصْبَاحِ زِينُون..

نَجْمَةُ بَحْر..

الكَثِيرُ مِنْ نَجْمَاتِ البَحْر..

حُشُودٌ مِنْ فَقَاقِيعَ غَاضِبَةٍ تُحَاصِرُنَا بِضَرَاوَةٍ

مِنْ جَمِيعِ الاِتِّجَاهَات..

كَوْمَةُ الجَمَاجِمِ المَسْكُوبَةُ هُنَاكَ لَا تَكْتَرِثُ بِنَا..

رُكَامُ السُّفُنِ يَتَعَالَى عَلَيْنَا..

مِنْ سَقْفِ الحَلْقِ

يَتَدَلّى السُّؤالُ

مِثْلَ صِنّارةٍ تُغَالِبُ سِنَّ اليَأس..

أمَازِلْنا نُعَانِي مِنْ غِيَابِ الطَّرِيق؟

غِيَابُ الطّرِيقِ يَعْنِي إِضَافَةَ مِلْء قَبْضَةٍ مِنَ المِلْحِ الصَخْرِيِّ إِلَى مُكَوّنَاتِ اللُعَابِ،

وَتَشْوِيهَ قَسَمَاتِ اللَامَرْكَزِيّة..

غِيَابُ الطّرِيقِ يَعْنِي تَهَدُّجَ ثِيَمةِ التِّيْهِ،

وَانْقِشَاعَ الهَالَاتِ النورَانِيةِ الّتِي كَانَتْ تُغَلّفُ، بِحَنَانٍ،

رُؤُوسَ السَمَاسِرَة..

وَلكِنْ

كَيْفَ وَصَلَتْ هَذِهِ الزّرَافَةُ السُّودَانِيَّةُ اللّطِيفَةُ إِلى هُنَا؟!

إِنّهَا أَطْوَلُ مِنْ سُورَةِ النّهَار..

(بِالكَادِ تَحْفَظُ الأَمْوَاجُ الشَّاهِقَةُ

آيَاتِ رَقبَتِهَا..)

كَمَا إِنّ رُمُوشَهَا كَثِيفَةٌ بِمَا يَكْفِي لِتَأْجِيجِ نِيرَانِ الغِيرَةِ

فِي نُفُوسِ الظِّلَالْ..

بِصَوْتِهَا المَسْفُوكِ، تَصْدِيَةً، عَلَى سُفُوحِ المَلَل،

تُخَاطِبُنَا بِصِيغَةِ المُفْرَد..

بِأَصْوَاتِنَا المَنْقُوعَةِ، اِسْتِرَاقًا، فِي حَسَاءِ الغَيْبِ،

نُخَاطِبُهَا بِصِيغَةِ الأُمّة:

– يَا ضَيْفَ القَاع!

– يَا أُمَّ القِمّة!

– لَا يَنْبَغِي أَنْ تُقَاطِعَ السَّمَاءَ حَتّى وَإنْ قَاطَعَتْك!

– وَلَكِنْ..

– عَلَيكَ أَنْ تُرَاضِيهَا كَأيّ طِفْلَةٍ بَكْمَاءَ تُضِيءُ وَتُطْفِيء، أَو كَأَيّ قَصِيدَةٍ تَعْطسُ سيولاً مُضْحِكَة، أَو كَأيّ ذِكْرَى أَلِيمَة،

– وَلَكِنْ..

– وَأنْ تَحْمِلَ عَنْهَا الشَّمْسَ وَالنُّجُومَ وَالكَوَاكِبَ وَالأَقْمَارَ الطَّبِيعِيةَ وَالأَقْمَارَ الصِّنَاعِيّةَ وَالمَلَائِكَةَ وَالنّيَازِكَ وَالشًّهبَ وَالغَضَبَ والعَذَابَ العَارِمَ وَالرَّحْمَةَ النَّادِرَةَ إِنْ دَعَتِ الحَاجَةُ، ثُمَّ تُكَدِّس كُلَّ ذَلِكَ فِي فَمِكَ دُونَ أَنْ تَنْزَحَ مِنْكَ شَهْقَةٌ وَاحِدَة، أَجَلْ! لَا تَنْتَظِرْ حَتّى يَتَشَقّقَ ظَهْرُهَا، وتَهْطلَ حُمُولَتُهَا كَامِلَةً عَلَى رُؤُوسِ البِيضِ وِتُجّارِ السِّلاحِ، فَيَرْجِع البَاقُونَ إِلَى أَهْلِيهِم فَرِحِينْ.. أدِرْهَا وَدُرْ مَعها، أدِرْها وَدُرْ حَولَها، أدِرْهَا وَدُرْ مَعها، أدِرْها وَدُرْ حَولَها، أدِرْهَا وَدُرْ مَعها، أدِرْها وَدُرْ حَولَها إِلَى أَنْ تُجْهِضَ فَحْوَى المَرْكز.. لَا تُنَاهِزْهَا! فَقَطْ تَسَاوَقْ مَعهَا كَمَا لَوْ كُنْتَ لَفْظَهَا الفُلْكلُوريّ المُدَلّل.. وعِنْدَمَا تُخْطِئُ فِي حَقّكَ، لا تُنْكِرْهَا، فَقَط تَسَتّرْ عَلَيهَا كَمَا تَتَسَتّرُ عَلَى نَغمَةٍ مُجْرِمَةٍ تَجْتَهِدُ فِي الإِفْلاتِ مِنْ عَدَالَةِ الإِيقَاع. وَإذَا حَدّثتْكَ نَفسُكَ بِتَلافِيهَا وَالتَّلَاشِي، اِنْزَعْ سَدّادَةَ المنْفَاخِ الأَرْضِيِّ مِنْ مُؤخِّرَتِك، وَاتْرُكْ ذِرَاعيكَ لِلهَوَاءِ، وَسَتَندَفِعُ، كَبَلّونَةٍ مُصَابَةٍ بِالجَفَافِ، فِيْ مَدَارَاتٍ إهْلِيلِيجِيّةٍ دَائخَة؛ قَبْلَ أنْ تَعُودَ، كَرِيشَةٍ مُصَابَةٍ بِالأَلْزَهَايْمَر، إِلَى حِجْرِهَا؛ بِالقُرْبِ مِنْ جَبَرُوتِ الزَّبَدْ..

الزَّبَد الّذي لَمْ يَذْهَبْ جُفَاء؛

الزَّبَد الّذي لَمْ يَذْهَبْ أَصْلا!

(5)

مُسْنِدًا ظَهْري

إلَى عَبَقِ جُوعِ اللّيل،

أُتَابعُ مِن بَعِيد

أجْسَادَكِ بَالِغَةَ الكَثْرَة:

مَازَالَتْ تُنَاطِحُ، فِي الفَرَاغِ،

قَطِيعًا مِنَ الصَّرخَاتِ الأَبَدِيّة..

مقالات من نفس القسم

يتبعهم الغاوون
د. سارة حامد حواس

قصيدتان

موقع الكتابة الثقافي art 45
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

نصوص

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم