الميرغنى مبدعاً

رجائى الميرغنى
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

خيرية شعلان

يعد الكاتب الصحفى رجائى الميرغنى شخصية موسوعية كتب المقالة والشعر والنقد الأدبى وله إبداعات فنية كبيرة فى الرسم الحديث وشهدت الفترة الأخيرة من حياته ثراء أدبيا حيث كتب “الرباعيات” وكان على وشك ضمها فى كتاب بإسم “رباعيات الزمن البخيل”، كما إنتهى من كتابة رواية أدبية من وقائع مشاركته فى حرب أكتوبر بدأ كتابتها فى أوائل الثمانيات من القرن الماضى ويروى فيها كيف نجح الفلاح المصرى المواطن من كل مهنة وصنعة وقرية فى مصر تحقيق النصر فى حرب أكتوبر 73 وعبر الهزيمة المعنوية والإجتماعية والعسكرية والحياتية التى عاشها منذ 1967 .
وغم همومة السياسية ونشاطاته ومهارته الصحفية والمهنية إلا أنه لم يتوقف يوما عن ممارسة هواياته الثقافية من إطلاع وكتابة ونقد تنوعت بين قضايا الشعر والأدب والموسيقى والرسم .
كان له عمود أسبوعي ثابت فى جريدة البديل اليومية بعنوان ” قاب قوسين” خلال الفترة (2008-2009)


كما له العديد من المشاركات والكتابات فى مجال التشريعات الصحفية والنقابية على المستوى المحلى والعربى والدولى من خلال إنخراطه فى العمل النقابى منذ سبيعينات القرن الماضى وكان أبرزها كتابه عن تاريخ نقابة الصحفيين الذى صدر عام 2005 ، وأعد عام 1993 كتاب “الصحفيون فى مواجهة القانون 1993″ الذى صدر عن مؤسسة دار الهلال.
الميرغنى من مواليد محافظة المنيا عام 1948 فى الخامس والعشرين من شهر سبتمبر، وينتمى لأسرة وطنية لها دور بارز فى تاريخ مصر حيث كان والده الشيخ محمد الميرغنى واحدا من قادة ثورة 1919 بمحافظة المنيا وأختير عضوا فى اللجنة الوطنية التى أدارت شئون بندر المنيا أثناء أحداث الثورة،وخاض الميرغنى الكبير انتخابات مجلس النواب وتصدر الدعوة إلي الأفكار الاشتراكية ضد الفقر والجهل والمرض بالمحافظة ، وكان شديد الإيمان بالوحدة الوطنية فكان يلقى خطبه فى الكنائس والمساجد على السواء، كما حصل على شهادة العالمية من الأزهر الشريف فى 3 فبراير 1938 وعمل محاميا شرعيا بعد الحصول عليها.


تخرج الكاتب الصحفى رجائى الميرغنى من قسم الصحافة بجامعة القاهرة عام 1970 بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف.أسهم فى الحركة الوطنية للطلاب منذ تفجرها فى فبراير 1968. وأمضى الفترة من عام 1970 حتى 2013 صحفيا فى وكالة أنباء الشرق الأوسط تدرج فى مناصبها حتى أصبح نائبا لرئيس التحرير وتم ترشيحه عقب ثورة 25 يناير كرئيس للوكالة لولا بعض التدخلات المعادية.
كانت له تجربة ثرية فى اليمن حيث عمل مديرا لمكتب وكالة أنباء الشرق الاوسط بها فى الفترة 1988 – 1992 وكان شاهدا وراصدا لحدث الوحدة اليمينة وجمع عدد كبير من الملفات الخاصة باليمن سياسيا وإجتماعيا وتاريخيا كان يستعد لعمل كتاب حول اليمن الحديث
كانت مشاركته فى حرب أكتوبر 1973 ملهما له لكتابة روايته “حرب أكتوبر” التى عايش أحداثها كمجند أثناء الفترة / 1972 – 1975، وحفظ الميرغنى تجربته الثرية بمشاركته فى الحرب فى ذاكرته لم ينس يوما أسماء المجندين زملائه ولا قادته ولا الأحداث التى وقعت وكان شاهدا عليها ولا حكايات البطولة والموت والنصر ، وكان يردد دائما : أن من لم يشترك فى حرب أكتوبر فاته الكثير.
نشرت فصول من الرواية فى بعض صفحات التواصل الإجتماعى “الفيس بوك” وعدد من الصحف والمجلات فى مناسبات ذكرى أكتوبر خلال السنوات الماضية.


وقاتل الميرغنى ضمن صفوف اللواء 16 مشاة معركة “المزرعة الصينية ” بالدفرسوار، والتى تكبد فيها العدو خسائر فادحة فى الأرواح والمعدات ، وأصيب بشظية مدفعية خلال هذه المعركة، وعاد لأرض المعركة مرة أخرى بعد تضميد إصابته.
أما إبداعه فى الرسم فقد بدأ مبكرا من أوائل سبيعيات القرن الماضى حيث تضم مكتبته ملفات كثيرة لرسوم بالزيت والجاويش على الورق وطورهوايته بعد ذلك بالرسم الجرافيتى فى الفترة الأخيرة من حياته وله رسوم متنوعة ومتميزة من الرسوم الجرافيتى من عام 2000 حتى رحيله
وتشاء الأقدار أن تكون حادث مرضى صعب تتعرض له زوجته الصحفية خيرية شعلان عام 2013 إلى تفجر إبداعه فى كتابة الرباعيات، فكان يجلس على مكتبه بالساعات رافضا المشاركة فى أى فاعليات أو حتى تناول الطعام وكانت أول رباعية تفتق عنها إبداعه بإسم ” الزمن البخيل” وهو الإسم الذى أطلقه على الرباعيات التى جهزها للنشر ، وتضم أكثر من 250 رباعية قسمها الى أربعة فصول وقام بنفسه برسم الغلاف وتجهيزه بالشكل الذى يرضيه.

زمن بخيل بِيسِد البيبـان على شمس بُكـره
ويميل بِضِله التقيـل على كل نَبْته وزهـره
وِعنده نوبة جنون تظهر لما يلقى الشروق
بيطُل م الكلمه السَدِيده، وِالخَطوَه المِعَافره

 

اقرأ أيضاُ

رجائي الميرغني فناناً

من رباعيات الزمن البخيل

أكتوبر.. فصل من رواية لم تنشر

مقالات من نفس القسم