بقلم: وودي آلان،1968
ترجمة: د.إقبال محمدعلي
(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم “نات أكيرمان”، في بيته المؤلف من طابقين، الذي يقع في منطقة Kew Gardens. أرضية الغرفة مغطاة بسجادة كبيرة تمتد من الحائط إلى الحائط… ستائر.. سرير كبير لشخصين.. حمام واسع ملحق بالغرفة المؤثثة بطريقة متقنة.. مجموعة من اللوحات الفنية على الجدران.. مقياس للضغط الجوي لا يسترعي الانتباه).
موسيقى هادئة.. تبدأ الستارة بالترتفاع.. الوقت حوالي منتصف الليل .نات أكيرمان في عمر السابعة و الخمسين، أصلع بكرش، مستلقيا على فراشه، يلبس روب نوم و نعالاً. كان على وشك الانتهاء من قراءة جريدة “الأنباء اليومية”على ضوء مصباح صغير مشبوك على لوح ظهر سريره الأبيض حين سمع فجأة صوت ضجيج يأتي من النافذة.
جلس على حافة السرير يتسمع: ما هذا بحق الجحيم؟
(كان هناك شخص بملابس معتمة يتسلق بصعوبة لدخول غرفة النوم من خلال الشباك…كان الدخيل، يضع على رأسه غطاٌء أسوَد و يرتدي بدلة سوداء، ملتصقة بجسده. يبدو في منتصف العمر، بوجه صارخ البياض و يتنفس بصوت مسموع. يشبه “نات” من حيث المظهر الخارجي. عند وصوله حافة النافذة، تعثر و سقط على أرضية الغرفة).
مَلَكُ الموت: (يصيح، معتقداً أنه لوحده)، يا إلهي، كُدت أكسر رقبتي.
نات: (بذهول)، مَنْ أنت؟
مَلَكُ الموت: مَلَكُ الموت.
نات: مَنْ؟؟
مَلَكُ الموت: مَلَكُ الموت…. اسمع، كادت رقبتي أن تنكسر. هل يمكنني الجلوس؟ فجسدي ما زال يرتعش كورقة.
نات: مَنْ أنت؟
مَلَكُ الموت: مَلَكُ الموت. هل لي بقدحٍ من الماء؟
نات: الموت!! ماذا تقصد بمَلَكِ الموت؟
مَلَكُ الموت: ماذا دهاك؟ ألا ترى ملابسي السوداء و وجهي الأبيض؟
نات: أها.
مَلَكُ الموت: لا أعتقد أنها تشبه، ملابس”عيد القديسين” التنكرية؟
نات: لا.
مَلَكُ الموت: أنا هنا لأقبض على روحك. هل بإمكانك إعطائي قدحاً مِن الماء أو الفريسكا؟
نات: هل تمزح معي؟
مَلَكُ الموت: أمزح معك؟ أنت في السابعة و الخمسين.اسمك نات إيكرمان. رقم بيتك 81، شارع باسيفيك. لا أعتقد أنني أخطأت العنوان..دعني أراجع قائمتي؟ ( بدأ يتحسس جيبه و أخيراً أخرج بطاقة كُتِبَ عليها عنوان بيت نات).
نات: ماذا تريد مني؟
مَلَكُ الموت: ماذا أريد؟ ماذا تعتقد أنني أريد؟
نات: تصورت أنك تمزح معي، فأنا بصحة جيدة.
مَلَكُ الموت: (غير مندهش)، أها..(ينظر حوله).. مكان جميل، هل قمت بتأثيثه بنفسك؟
نات: جئنا بمصممة ديكور و قمت أنا و زوجتي بمساعدتها.
مَلَكُ الموت: (ينظر إلى أحد الصور المعلقة على الحائط)، أحب هؤلاء الأطفال ذوي العيون الكبيرة؟
نات: لا أريد أن أموت.
مَلَكُ الموت: لا تريد أن تموت؟ أرجوك أن لا تبدأ بترديد هذا الموال، إذ أنني ما زلت أشعر بدوار بسبب تسلقي.
نات: تسلقك؟
مَلَكُ الموت: تسلقت أنبوب تصريف المياه. كنت أريد ان يكون دخولي مثيراً. و حين رأيت الشبابيك الكبيرة و أنك ما زلت مستيقظاً تقرأ، قلت لنفسي: المشهد يستحق المغامرة… أتسلق و أدخل خلال لحظات (يفرقع اصبعيه)، التف النبات المتسلق حول كَعبَ قدمي فانكسر أنبوب التصريف ووجدت نفسي معلقاً بسلك و عباءتي بدأت بالتمزق. هيا لننتهِ مِن الموضوع، فليلتي كانت عصيبة.
نات: كسرتَ أُنبوب التصريف؟
مَلَكُ الموت: كسرتَ. إنه لم ينكسر، بل انبعج قليلاً. ألم تسمع صوت ارتطامي بالأرض؟
نات: كنت أقرأ.
مَلَكُ الموت: يبدو انك كنت مستغرقاً في القراءة. (يأخذ الجريدة التي كان يقرأها نات): ” تم القبض على مجموعة كانت تتعاطى المخدرات في إحدى الحفلات”، هل يمكنني استعارتها؟
نات: لم أنتهِ من قراءتها بَعد.
مَلَكُ الموت: (إم.. إم).. لا أدري كيف أُوصلَ لك الخبر يا صاحبي…
نات: لِمَ لمْ تقرع جرس الباب؟
مَلَكُ الموت: كان باستطاعتي، لكني كنت أريد أن تكون المفاجآت مليئة بالدراما. هل قرأت فاوست؟
نات: ماذا؟
مَلَكُ الموت: و ماذا لو كان لديك ضيوف؟ أو جالساً مع مجموعة من الناس المهمين. هل كنت تتوقع مني(أنا مَلَكُ الموت)، أن أقرع جرس الباب الأمامي و أدخل لقبض روحك أمام كل هؤلاء الناس؟ لِم لا تستخدم مخك؟
نات: اسمع أيها السيد، الوقت متأخر جداً الآن.
مَلَكُ الموت: هل قررت أن تُوَدعْ؟
نات: إلى أين؟
مَلَكُ الموت: لتمت. إنهاء الأمر. تذهب إلى حَتفِكَ…(ينظر إلى ركبته)، يبدو أن جرح ركبتي عميق. أتمنى أن لا أصاب بالغرغرينا في أول مهمة لي.
نات: الآن؟ انتظر دقيقة، امنحني بعض الوقت، فأنا غير مستعد للرحيل.
مَلَكُ الموت: آسف. لا يمكنني مساعدتك.. بودي لو أستطيع ولكن آنت ساعتك.
نات: و لم يجب ان “تحينَ” ساعتي الآن؟ لقد وقعت لتوي، قرار دمج مؤسسة” موديست أوريجينال” مع شركتي.
مَلَكُ الموت: هذا الدمج لا يعني شيئاً… مجرد بضعة دولارات زيادة أو نقصان.
نات: هذه القضية لا تهمك بالتأكيد! فكما يبدو لي، أن خدماتكم مدفوعة الأجر.
مَلَكُ الموت: هل أنت مستعد للذهاب الآن؟
نات: (يتفحصه).. اعذرني شكلك لا يقنع بأنك مَلَكُ الموت.
مًلَكُ الموت: و ماذا كنت تتوقع- روك هدسون-؟
نات: عفواً.. لم أقصد ذلك.
مَلَكُ الموت: آسف لأنني خيبت ظنك.
نات: أرجوك ان لا تنزعج مما قلت. لا أدري لم كان يدور بذهني على الدوام… أ أ..أنك أطول.
مَلَك الموت: طولي 5.7 قدم، يتناسب مع وزني.
نات: أنت تشبهني قليلاً.
مَلَكُ الموت: بالتأكيد أشبهك، فأنا موتك.
نات: ألا تستطيع إعطائي المزيد من الوقت.. يوم آخر…
مَلَكُ الموت: لا أستطيع. ماذا تريدني ان أقول؟
نات: يوماً آخر… أربعاً و عشرين ساعة.
مَلَكُ الموت: و ما حاجتك ليوم آخر؟ سمعت في الراديو أن الجو غداً، سيكون ممطراَ.
نات: ألا يمكننا التفكير بحلٍ؟
مَلَكُ الموت: حَلاً؟
نات: هل تلعب الشطرنج.
مَلَكُ الموت: كلا.
نات: رأيت صورة لك في إحدى المرات و أنت تلعب الشطرنج.
مَلَكُ الموت: من المستحيل أن تكون صورتي، لأنني لا ألعب الشطرنج. لربما كانت لعبة ورق..
نات: أنتَ تلعب الورق؟
مَلَكُ الموت: تسألني إن كنت ألعب الورق؟ أرجو أن لا تسألني، إن كانت باريس مدينة؟
نات: هل أنت لاعب ورق جيد؟
مَلَكُ الموت: جداً
نات: سأقول لك ماذا سأفعل..
مَلَكُ الموت: لا تحاول الدخول معي في اتفاقات.
نات: سنلعب “جين رومي”، إن ربحتَ أنت اللعبة، فسأذهب معك على التو، و إن ربحتُ أنا، عليك أن تعطيني المزيد من الوقت… طيب، القليل من الوقت…يوم آخر.
مَلَكُ الموت: لا وقت لديّ للعب الورق.
نات: هيا ولنرى إن كنت فعلاً، لاعباً جيداً.
مَلَكُ الموت: جعلتني أشعر برغبة شديدة في اللعب.
نات: حاول أن تتحلى بروح رياضية ولنلعب لنصف ساعة فقط.
مَلَكُ الموت: لا يجب أن أفعل ذلك.
نات: الورق هنا في غرفتي فلا تحاول اختلاق الأعذار.
مَلَكُ الموت: حسنا، لنلعب قليلاً، كي أرخي أعصابي.
نات: (يأتي بورق اللعب و قلم و ورقة)، لن تندم على ذلك.
مَلَكُ الموت: توقف عن الحديث معي بلغة رجال الأعمال. هات الورق واعطني قنينة صودا وضَعْ عليها بضع قطرات من الكحول واجلب معها شيئاً من رقائق البطاطس و بعض المكسرات.
نات: لديّ M&M’s في الطابق الأرضي.
مَلَكُ الموت: M&M’s و ماذا لو زارك الرئيس هل ستطعمه M&M’s أيضاً؟
نات: أنت لست الرئيس.
مَلَكُ الموت: وزع الورق.
(يبدأ نات بتوزيع الورق. يقلب أوراقه الخمسة)
نات: ما رأيك في المراهنة بعشرة سنتات على كل نقطة؟ ستجعل اللعبة أكثر إثارة.
مَلَكُ الموت: ألا تعجبك اللعبة بحدِ ذاتها؟
نات: أحس بمتعة أكبر، حين يكون هناك رهان.
مَلَكُ الموت: كما تشاءَ يا نيوِت.
نات: إسمي نات. نات إيكرمان..هل نسيت اسمي؟
مَلَكُ الموت: نيوِت، نات… أشعر بصداع.
نات: هل تريد الخمسة؟
مَلَكُ الموت: لا
نات: اسحب إذاً.
مَلَكُ الموت: (يتفحص الأوراق التي في يده أثناء السحب) يا إلهي، يدي فارغة..!
نات: ماذا يشبه؟
مَلَكُ الموت: ماذا تقصد “بماذا يشبه”؟
(كانا أثناء حديثهما، يسحبان و يرميان الورق)
نات: الموت.
مَلَكُ الموت: ماذا يشبه؟ أنه يشبه النوم.
نات: و هل هناك شيء بعد ذلك؟
مَلَكُ الموت: أها.. في يدك اثنان….
نات: أنا اسألُكَ إن كانت هناك حياة بعد الموت؟
مَلَكُ الموت: (بشرود)..ستعرف فيما بعد.
نات: هذا يعني أنني سأرى شيئاً؟
مَلَكُ الموت: لم تكن إجابتي صحيحة. ارمي ورقتك.
نات: إنه لمن المستحيل الحصول على جواب منك.
مَلَكُ الموت: ذهني مشغول بلعبة الورق.
نات: طيب..العب، العب..
مَلَكُ الموت: أنت تستولي على أوراقي الواحدة بعد الأخرى!
نات: لا تستمر باستراق النظر على أوراق اللعب المكشوفة.
مَلَكُ الموت: أنا لا أسترق النظر. أنا أحاول ترتيبها. كنت أسألك عن ورقة الطرق.
نات: أربعة. هل ستطرق؟
مَلَكُ الموت: و من قال أنني سأطرق؟ كنت أريد معرفة ورقة الطرق، لا غير.
نات: أربعة. و كل ما كنت أريد معرفته، إن كانت هناك حياة بعد الموت.
مَلَكُ الموت: العب.
نات: اخبرني أيّ شيء.. قُلْ لي، أين سنذهب بعد الموت.
مَلَكُ الموت: سنذهب؟ هل تريد ان تعرف بصراحة، كيف ستموت؟ ستسقط على الأرض على كومة صغيرة مِن التبن المتفسخ.
نات: جعلتني أتعطش لهذه اللحظة. هل ستكون مؤلمة؟
مَلَكُ الموت: تنتهي في ثوانٍ.
نات: عظيم (يتنهد)، كنت بحاجة لسماع هذا. مِن رجل يدمج شركته مع شركة موديست إلى…. !!!!
مَلَكُ الموت: ما رأيك بأربعِ نقاط؟
نات: هل ستطرق؟
مَلَكُ الموت: هل أربع نقاط جيدة؟.
نات: لا، لديّ نقطتان.؟
مَلَكُ الموت: أنت تمزح معي.
نات: كلا. أنت خسرت.
مَلَكُ الموت اللعنة.: كنت اظنك تحتفظ “بالستات” في يدك.
نات: كلا. دورك في السحب الآن. اللعنة، (ملك الموت يسحب) هل عليّ أن اسقط على الأرض؟ ألا يجوز أن أكون واقفاً على أريكة حين تقبض روحي؟
مَلَكُ الموت: كلا… العب.
نات: ولِمَ لا؟
مَلَكُ الموت: لأنك يجب ان تسقط على الأرض، فاتركني وشأني فأنا أحاول التركيز.
نات: كل ما أردت قوله، لِمَ عليّ السقوط على الأرض؟ لم لا ينتهي كل شيء أثناء وقوفي بجانب الأريكة؟
مَلَكُ الموت: سأبذل ما بوسعي… هل يمكننا الاستمرار في اللعب الآن؟
نات: هذا كل ما كنت أحاول معرفته. أنت تذكرني بمو ليفتكويتس. أنه عنيد أيضاً.
مَلَكُ الموت: أذكرهُ بِمو ليفتكويتس!! أنا الشخصية الأكثر مثيرة للرعب، أذكره بِمو ليفتكويتس! أهو تاجر فراء؟
نات: ليتكَ كنت تاجر فراء مثله. فمدخوله السنوي يتجاوز الثمانين ألف دولار. ولديه معمله الخاص.. نقطتان..
مَلَكُ الموت: ماذا؟
نات: نقطتان.. سأطرق.. ماذا في يدك؟
مَلَكُ الموت: النقاط التي في يدي أشبه ما تكون بنقاط كرة السلة.
نات: الآس..
مَلَكُ الموت: لِم لا تسكت قليلاً.
(يوزعان الورق و يستمران في اللعب)
نات: ماذا كنت تعني حين قلت أن هذا أول عمل لك؟
مَلَكُ الموت: ألم تفهم ما قلتْ؟
نات: هل تريد ـن تقول لي أنه لم يتم قبض روح أحد مِنْ قَبْل؟
مَلَكُ الموت: بالتأكيد تم قبض أرواح آخرين مِنْ قَبْل و لكن ليس على يدي.
نات: من قام بذلك، إذاً؟
مَلَكُ الموت: آخرون.
نات: هل هناك آخرون؟
مَلَكُ الموت: بالتأكيد. لكل شخص طريقة خاصة يغادر بها الحياة.
نات: لم أكن أعرف ذلك.
مَلَكُ الموت: و من تكون، كي تعرف؟
نات: ماذا قصدت بقولك “مَنْ أكون”؟ هل أنا نكِرة؟
مَلَكُ الموت: لم أقل أنك نَكِرة. أنت مجرد صاحب مصنع للملابس، فأنّى لكَ أن تعرف أسرار العالم السرمدي؟
نات: هرَاء. أنا رجل ثرِيّ، أمتلك الآلاف من الدولارات.. أكمل ولدايّ الجامعة. أحدهما يشتغل في مجال الإعلام و الثاني متزوج… لديّ منزل وسيارة كرايسلر. زوجتي لديها كل ما تحلم به: خَدَم.. معطف من المِنك “الفيزون”، إجازات، وهيّ الآن في فندق “صخرة عدن”،ك ِلفة الغرفة ليوم واحد، خمسين دولاراً لأنها تريد أن تكون قريبة من أُختها و سألحق بها في الأسبوع القادم. هل كنت تظن أنني رجل من الشارع؟
مَلَكُ الموت: حسنا، لا تنفعل.
نات: مَنْ المنفعل؟
مَلَكُ الموت: وكيف تريد مني تحمل إهاناتك؟
نات: هل أهنتك؟
مَلَكُ الموت: ألم تقل لي أنني خيبت ظنك؟
نات: وماذا كنت تتوقع؟ أن أقيم لك حفلاً يحضره كل أهل الحي؟
مَلَكُ الموت: أنا لم أقصد ذلك. لقد أهنتني شخصيا بتعليقاتك.. أنتَ قصير.. أنت كذا و كذا…
نات: قلتُ أنك تشبهني.. لكأنك نسخة طبق الأصل، مني.
مَلَكُ الموت: طيب، طيب.. لنستمر في اللعب.
(يستمران في اللعب.. يختفي صوت الموسيقى بالتدريج و يتضائل الضوء حتى يعم المكان الظلام… بعدها تبدأ الإنارة بالإنتشار التدريجي… ينتهي اللعب… يحسب نات النقاط)
نات: ستة و ثمانون…مائة و خمسون…. خَسَرتَ
مَلَكُ الموت: (ينظر بقنوط إلى ورقاته)… كان عليّ أن لا أرمي رقم تسعة اللعين.
نات: إذاً، أراك غداً.
مَلَكُ الموت: ماذا تقصد بِ “أراك غداً”؟
نات: لقد ربحت يوما آخر، فاتركني و شأني الآن.
مَلًكُ الموت: هل أنت جاد؟
نات: حسب الاتفاق.
مَلًكُ الموت: صحيح، لكن..
نات: بلا “لكن”.. ربحت أربعاً و عشرين ساعة… أراك غداً.
مَلَكُ الموت: لم أكن أعرف أننا كنا نلعب “لكسب الوقت”.
نات: هذا هو عيبك. كان عليك أن تكون أكثر انتباهاً لما تقول.
مَلَكُ الموت: أين أذهب خلال هذه الأربع و عشرين ساعة؟
نات: هذا لا يعنيني. المهم أنني كسبت يوماً آخر.
مَلَكُ الموت: وما تريدني أن أفعل الآن؟ التسكع في الشوارع؟
نات: احجز غرفة في أحد الفنادق و بعدها اذهب إلى السينما. خذ حمام ساونا… لا تعقِّد القضية.
مَلَكُ الموت: علينا عَد النقاط مرة ثانية.
نات: أنت مديونٌ لي بمبلغ، 28 دولاراً.
مَلَكُ الموت: ماذا؟؟
نات: نعم يا مغفل… أنظر و اقرأ.
مَلَكُ الموت: (يفتش جيوبه) لديّ بضعة دولارات..لا يوجد لديّ 28 دولاراً.
نات: اكتب لي شيكاً بالمبلغ.
مَلَكُ الموت: ومن أي حساب ستسحبه؟
نات: انظروا مع مَنْ أتعامل!
مَلَكُ الموت: قاضيني.
نات: حسناً أعطني كل ما في جيبك و بهذا لن تكون مديناً لي.
مَلَكُ الموت: اسمعني، أنا بحاجة إلى هذه النقود.
نات: و ما حاجتك للنقود؟
مَلَكُ الموت: عم تتحدث؟ هل تدرك بُعدَ المسافة التي علينا أن نقطعها؟
نات: يعني؟
مَلَكُ الموت: يعني!!.. يعني أنها بعيدة جداً.
نات: يعني؟
مَلَكُ الموت: يعني، أن علينا شراء البنزين و دفع رسوم المرور.
نات: وهل سنذهب بالسيارة؟
مَلَكُ الموت: ستعرف فيما بعد. ( بانفعال)، اسمع سأعود غداً و ستعطيني فرصة اللعب مرة ثانية لاستعادة نقودي و إلا ستوقعني بورطة حقيقية.
نات: كما تشاء. وسنلعب سواء ضاعفنا أو خسرنا. فأنا ملزم بكسب بضعة أسابيع أو لربما شهر. بطريقة لعبك هذهِ لربما سأكسب سنوات.
مَلَكُ الموت: لا سبيل آخر لي.
نات: إذاً، أراك غداً.
مَلَكُ الموت: (عند عتبة الباب)، أين استطيع الحصول على فندق جيد؟ ماذا دهاني؟ أسأل عن فندق و لا يوجد في جيبي فلس واحد!!سأذهب إلى بيكفورد(يأخذ الصحيفة).
نات: اخرج، اخرج. هذه صحيفتي (يسترجعها).
مَلَكُ الموت: (أثناء خروجه)… كان عليّ أن أقبض على روحه منذ البداية، بدلاً من التورط معه بلعب القمار.
نات: (يصيح نات من وراءه)، كُنْ حذراً عند نزولك السُلم لأن البساط الذي يغلف إحدى درجاته سائب.
(فجأة، نسمع صوت سقطة داوية. يتنفس نات الصعداء ثم يمشي مجتازا سريره حيث التلفون).
نات: هلو، مُو؟ هذا أنا.. اسمع، لا أدري ان كان أحد يمزح معي أو شيء من هذا القبيل، لكن مَلَكُ الموت كان معي لتوه.. لعبنا الورق… كلا قلتُ لك مَلَكُ الموت بشخصه. أو لربما أحد ما، كان يدعي أنه ملك الموت… هل تعرِف يا مو، الرجل، كان في منتهى الغباء.