المخزنجى.. دردشة ساخنة مع ساحر متمرد

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

حاوره: نببيل عمر

لم أتحمل دموعا انزلقت بالإكراه من عيني الكاتب الرائع محمد المخزنجي‏,‏ كنا جلوسا في بهو فندق أحاوره‏,‏ وجاءت سيرة أمه وهو يروي ما قالته لضابط البوليس حين اقتحمت الشرطة بيته في المنصورة‏:‏ والنبي يا بني لا تبدهل ضنايا‏,‏ كان المخزنجي وقتها طالبا في كلية الطب‏,‏ مشاغبا سياسيا من الطراز الأول‏,‏ شغب من شاب حالم بوطن يجب أن ينتزع منه الفساد والاستبداد والقهر والظلم‏,‏ ليطل برأسه علي نور الحرية والتقدم والتكافؤ والعدل‏.‏

وقد دفع عامين من عمره خلف القضبان في السبعينيات, والمدهش أن الصوت التي تشي ملامحه بطيبة هائلة, كان المتهم الأول في انتفاضة الخبز في يناير عام1977 بالمنصورة, منسوبا إليه التحريض علي العنف ومحاولة قلب نظام الحكم.

 

ذكريات اللحظة المؤلمة المشحونة بوجع الأم علي فلذة كبدها مقيدا، كونت في عينيه سحابة عابرة أمطرت رذاذا, كاشفة عن إنسان مازال يحلم بأن يغير العالم..

المدهش أن حالة التمرد علي الواقع رسمت كثيرا من خطوات حياته, وعدلت أحيانا مساره العملي, فقد تعرف علي الموهوب الفذ يوسف إدريس وصادقه في لحظة تمرد, انتقل من طب الحميات إلي الطب النفسي في لحظة تمرد, استبدل رحلته الدراسية من الولايات المتحدة إلي روسيا في لحظة تمرد..فالمخزنجي له شعار في الحياة يلزم نفسه به ألا أقود احدا وألا يقودنا أحد, وهو شعار اقتبسه من الكاتب الأمريكي الأرمني الأصل وليم سارويان.

كنا نتبادل المكالمات التليفونية من سنوات دون أن نلتقي وجها لوجه, نتشارك هموما وطنية, وحين سألته الحوار, قال: أنا بعيد عن الحوارات واللقاءات التليفزيونية من مدة.

قلت: نجعلها دردشة أصدقاء التقوا بعد غياب.

دائما أقف في أول طابور المعجبين بـمحمد المخزنجي, متسائلا: كم موهوبا مبدعا في مصر لا يقدره أهلها حق قدره, بينما أنصاف الموهوبين يتصدرون المشهد؟!, نعم نحن في عصر الميديكور والعجزة والمصنوعين بالإلحاح ودعايات الشلة والكلام المنقول والزن علي الودان في كل جنبات حياتنا إلا قليلا.

كان فوز الكاتبة سفيتلانا ألكسيفيتش بجائزة نوبل هذا العام بمثابة أكليل من الزهور معلقا في صدره, فـسفيتلانا تكتب بالروسية, ومن أعمالها التي دفعت بها لمنصة التتويج روايتها أصوات تشيرنوبل, وهي رواية واقعية, تحقيق معمق بلغة الأدب وأساليب سرده عن ضحايا وأهالي الكارثة النووية, والمخزنجي له عمل بنفس المواصفات الفنية تقريبا, كتبه ونشره قبل رواية سفيتلانا بسنوات طويلة هو لحظات غرق جزيرة الحوت, فصول تشيرنوبل الأربعة, ولم يقدره إلا المبدع جمال الغيطاني الذي فقدناه مؤخرا, ونشر بعضه حلقات في أخبار الآدب, معتبره رواية جديدة في شكلها وحكيها, بينما نظر إليها الآخرون نظرة مقالات أدبية.

سألته: ما الفارق بين ما كتبته سفيتلانا وما كتبته أنت؟

أجاب ببساطة: سفيتلانا كانت أكثر عمقا فروايتها مخزون من الألم الإنساني, وما كتبته كان لحنا حزينا غلب عليه الشجن, شهود الكارثة عندها يتكلمون وهي حولت كلامهم إلي نصوص وفصول, في الأول مع زوجة أول الضحايا, رجل الإطفاء الذي أصيب بالسرطان ومات خلال أيام, كان نفسها تحتضنه ولا تقدر, ممنوع عليها ذلك, وحين فعلت إنسال جزء من لحمه في يدها, مشاهد مريعة ومخيفة ومشاعر مثخنة بجراح نافذة لا تلتئم, ما كل هذا الوجع الإنساني وما أصعبه.

قلت: لكن هذا أدب أقرب إلي تقرير الواقع حرفيا.

قال: ثمة رواية جديدة اقتحمت العالم, نتيجة التغيرات الخرافية التي لحقت به, رواية جمعت بين فن الصحافة في التحقيق وفن السرد في الرواية, بلغة الأدب, فإضافات العلم فاقت خيال أي مبدع, وتجاوزت وقائع روايات التشويق والجنس والتقطيع السينمائي, هل هناك خيال يصل إلي ما اكتشفناه في تيلي بورتاشن, وهو النقل عن بعد, لو فرضنا وجود جسيم في مصر, وجسيم في أقصي القطب الشمالي, إذا حدثت تغييرات في هذا الجسيم هنا يتجاوب معه جسيم القطب الشمالي بالرغم من آلاف الأميال التي تبعد بينهما, شئ فوق الخيال, وهذه الإضافات العلمية ترتب عليها تطورات اجتماعية وسياسية, حتمت ظهور أشكال أدبية أكثر انفتاحا, ولم يعد تكوين اللوحة الأدبية بالتشكيل القديم هو المفهوم الأوحد للتعبير, وصار النص مفتوحا, غير ملتزم بالقوالب القديمة.

قلت: لكن يظل الأدب أدبا والرواية لها تقنياتها وأدواتها.

قال: الحكي هو الحكي, أو ما يسميه الغربيون السرد, والحكي أكثر بلاغة, وقطعا تختلف اللغة قليلا, فالمفردات لم تعد رموزا أو لها دلالات رمزية, صارت أقرب للواقع دون أن تفقد جمالياتها, أو بمعني أدق هبطت درجة أو درجتين عن اللغة الشعرية في روايات تتطلب هذا النوع من التعبير.

سكت قليلا وأغمض عينيه برهة ثم قال: جائزة نوبل كانت شجاعة جدا حين تجاوزت النقاد المدرسيين ومنحت سفيتلانا جائزتها!

ضحكت من وصف النقاد المدرسيين!

فعلق: لا تضحك, بعض هؤلاء انتقدوا فوزها في مقالات منشورة في مطبوعات مصرية, فيه حالة تخشبية في السياسة والمفهوم الأدبي والفلسفي, حالة لا تواكب التطورات الحتمية في الحياة, فالتغيير جزء من الطبيعة, ويقع كل لحظة, تغيير يضيف تكيفات عضوية للكائن الحي, والأدب كائن حي يتغير ويتطور, واختزال الأدب في أننا نعيش عصر الرواية, واختزال الرواية في نوع معين منها أمر معيب وخطير, فالتنوع سر التطور, وهذا النوع من النقاد مثل حائط قديم متهالك أمام معمار حديث قوي, ألم يقل ماركيز في نزوة القص المباركة: إذ كان علي أن أختار الجنس الفني المناسب من أجل رواية هذه القصة, فإني أختار الريبورتاج, هكذا فعل كابوت في بدم بارد وميلر في أغنية الجلاد!

رجع قليلا إلي الوراء في كرسيه كما لو أنه يتذكر شيئا, وفعلا أمسك به وقال: ديفيد لورج في كتابه الفن الروائي قال نصا: في الرواية القصصية( خليط من الحقائق والخيال), يولد التكنيك الروائي إثارة وقوة انفعالية لا يطمح إليهما التحقيق الصحفي أو التأريخ التقليدي.

قلت: لكن هذا لا يفسر أحوالنا, أقصد ندرة الجيد في سوق الأدب.

قال: الإبداع حالة يختلط فيها العام والخاص وليس له معيار محدد لقياس متي يتوهج كالشمس الحارقة ومتي يلمع مجرد أشعة دافئة من شمس بعيدة, وقد اتفق معك في تهافت كثير مما ينشر.

قلت: طبعا مثل أدباء جيلك والأجيال التالية كان يوسف أدريس هو نجم الشمال الذي يهدي السائرين في طريق الأدب, فهو صاحب عصا موسي في القص.

أعجبه الوصف وقال: يوسف إدريس الإنسان لا يقل موهبة عن يوسف إدريس الكاتب, فهو يجمع بين النقيضين: جبل ناري وبراءة مطلقة.

قلت لا يوجد تناقض, فالنيران أيضا بريئة ولا تعرف الخبث والالتواء.

قال: تعرفت عليه في ندوة, وكان قد جاء إلي كلية علوم المنصورة وحاضر في طلابها, بعد سياسة الانفتاح الاقتصادي وهاجمناه لأنه كتب مؤيدا للسادات تحت يافطة دور الفرد في التاريخ, فرد منفعلا: يعني ايه, أمسك مسدسا, أنا كاتب أقول رأيي.

فرفعت يدي وقلت له: دعني أحكي لك حكاية, فيه واحد اسمه يوسف إدريس سطع كالشمس مدافعا عن الفقراء وضد الاستبداد, ونجده يكتب عن دور الفرد في التاريخ كما لو أن الحياة تختزل في فرد, إلي أين يذهب يوسف إدريس؟

سكت إدريس ثم تكلم خليطا من عبارات مندفعة وعبارات متحفظة, وبعد الندوة طلبني عند عميد الكلية, كنت نشيطا في مجلات الحائط, واعطيته نسخة بها مقال: عصابة تحكم مصر.

وافترقنا..

ثم عرفت أن إدريس جلس ذات ليلة في أتيليه القاهرة وروي ما حدث معه في المنصورة, وانفجر في البكاء, طفلا بريئا يلوم نفسه ويعاقب نفسه, عرفت بالحكاية بعثت إليه برسالة توضيح عاطفية, فرد برسالة مازالت احتفظ بها, وبعدها رحت أزوره كلما نزلت إلي القاهرة, دون أن أبوح له بسري في كتابة القصة, حتي عرف بالمصادفة, وقد منحني جائزة الأول مكرر في مسابقة للقصة لم اكتب عليها اسم المخزنجي واكتفيت باسمي واسم ابي رفعا للحرج, وكانت بعنوان حيث الناس والبيوت, وحين صعدت أتسلم جائزتي ضحك وقال لي: فيه صالة أفراح جنبنا, خذ الألف جنيه واختار لك عروسة, ومن يومها وهو يدعمني.

قلت: لكنك لم تختر عروسة واخترت السفر إلي روسيا للدراسة!

قال: لم تخطر علي بالي قط, كنت طبيبا نفسيا في الإسكندرية, وتقدمت لدراسة الماجستير, وفي أول سيمنار( ملتقي علمي مصغر), دخلنا في نقاش مع الأستاذة الدكتورة عن المراهقة في الطب النفسي, والإنسان في حياته محطات وتحولات نفسية, مثل محطة الخروج من الطفولة للمراهقة, ومن المراهقة للرشاد, وهكذا, وبعد ساعة وبضع ساعة قالت الدكتورة: لقد انهينا الموضوع بحثا, رفعت يدي, سألتني: فيه حاجة لم نتكلم فيها, قلت: سيكولوجية العصابة في المراهقة, سألتني: ماذا تعني؟, قلت: الخروج من الطفولة إلي المراهقة عملية صعبة نسبيا, ويكون الإنسان فيها في منتصف المسافة, لا عارف أن يظل طفلا, ولا عارف أن يدخل إلي عالم الرجال, فيميل إلي الانضمام لجماعة, أي عصابة, تمنحه الثقة المفقودة, والجماعة تحتفظ به بمعاداة جماعة أو عصابة أخري, صبية في شارع ضد صبية في شارع أخر, صبية في مدرسة ضد صبية في مدرسة منافسة وهكذا, وقد يفسر لنا هذا وجها من أوجه العنف السياسي في الجماعات السياسية..أو الجمود الفكري عند أحزاب سياسية.. وقاطعتني الدكتورة متسائلة: أنت في أول سنة أم في الثانية؟, قلت: أول سنة, فقالت بصرامة: طلاب أول سنة يسمعون فقط ولا يتكلمون, فضربت كرسيا أمامي وخرجت من القاعة ولم أعد إليها, وعشت ستة أشهر مع الصيادين في أبو قير, من أحلي أيام عمري, هدأت وحاولت في جامعة المنصورة فقال لي الأستاذ: لا طبعا, يعني تأخذ الدكتوراه وتفتح عيادة جنبي وتنافسني, فهجرت التعليم في مصر.

قلت: لكن هذا لا يفسر رحيلك إلي أقصي بلاد البرد.

قال: كان زميلي الدكتور سالم سلامة أستاذ طب الأطفال قد درس هناك, ورشحني عن طريق منظمة التضامن الأفرو اسيوي, وكنت أحتاج إلي تزكية, تبرع بها الاستاذ عبد الرحمن الخميسي ولم أكن اعرفه معرفة شخصية, وكان قارئا لأعمالي وله دلال علي المثقفين الروس.

في الوقت نفسه رشحني الدكتور لويس عوض لمنحة إبداع في الولايات المتحدة, ولكنني لم أقدر علي دفع نفسي للذهاب إلي السفارة الأمريكية لعمل المقابلة الشخصية, ففكر الدكتور لويس في حيلة, ودعا المستشار الثفافي الأمريكي ليسلي لايل علي الغداء في نادي السيارات ودعاني أيضا, وهناك جرت المقابلة الشخصية وجاءت الموافقة, لكنني فضلت روسيا دستويفسكي وتولستوي وتورجنيف وتشيكوف, وذات مرة قابلت الدكتور لويس والأستاذ يوسف إدريس والأستاذ إحسان عبد القدوس, فشكاني لهما, قائلا: يفضل روسيا علي أمريكا من أجل الروسيات الأكثر جمالا..وسافرت.

سألته: هل تجربتك في روسيا وما شهدته بعد حادث مفاعل تشيرنوبل هي سبب موقفك الحاد من استخدام الطاقة النووية سلميا ومعارضتك لها؟

أجاب: قطعا, فما شهدته بنفسي رهيب ومخيف, مناطق مهجورة, أطفال يبكون يرحلون في قطارات بالإكراه عن عائلاتهم التي تعمل في المفاعل, الأباء والأمهات يبكون علي الرصيف غير قادرين علي لمس أولادهم, بشر غارقون في دمائهم بعد أن انفجرت كل شرايينهم وأوردتهم, وظلال الموت تطارد الحياة بشرا ونباتا وحيوانا وجمادا, الطاقة النووية شر سلما أو حربا.

قلت: هذا تعبير أدبي وليس واقعيا, فمحطات الطاقة النووية منتشرة في اغلب الدول المتقدمة!

أجاب: الذين يقبلون الآن عليها كمن يذهبون إلي الحج وقت عودة الحجيج, فرنسا تتخلص منها, وعندها مشكلة, الألمان يتخلصون منها وحددوا موعدا نهائيا.

قلت: ليسوا حجة, فهي مازالت الأرخص في إنتاج الكهرباء.

رد بصرامة: نظريا نعم, لكن واقعيا هي أغلي وأكثر تكلفة, اولا: لا توجد محطة بنيت في موعدها. دائما تزيد المدة عامين أو ثلاثة, وهذه تكاليف غير معمول حسابها, سعر الوقود النووي للتشغيل مكلف, ومن لا ينتجه يعرض نفسه أن يكون تحت رحمة المنتجين والبائعين, وقد تكون علي علاقة وطيدة معهم في فترة وقد تفسد العلاقة في فترة أخري, نهيك عن المخاطر المحيطة به.

قلت: لكن التطور العلمي. والتكنولوجي في الفترة الأخيرة يوفرا قدرا غير مسبوق من الآمان.

قال: التطور لا يضمن المخاطر صفر, ثمة احتمالات لمخاطر مختلفة مثل تشقق الوعاء الحاوي لقلب المفاعل, وإذا افترضنا صفرية المخاطر, فأمامنا تكاليف نقل الوقود النووي والتأمين عليه, نقل النفايات والتخلص منها والتأمين عليها, تفكيك المفاعل نفسه بعد عمره الافتراضي, باختصار المحصلة النهائية ترفع تكاليف إنتاج الكيلوات وات ساعة من الكهرباء عن أي مصادر أخري.

قلت: هذا لا يستقم مع دولة مثل الهند وهي تواصل التقدم في هذا المضمار وتشتغل الآن علي الطاقة الإندماجية.

قال: هذا صحيح, لكن الهند سارت علي الدرب مبكرا جدا وملكت هذه التكنولوجيا تماما, ولا تستطيع العودة.

سألته: فيه ناس في مصر لا تشعر بالمخاطر التي تحيط بالدولة هل نحن مبالغون في تقديرها؟

اجاب بحدة: قطعا لا, الحفاظ علي الدولة مهما كانت متاعبنا له أولوية مطلقة, وأيضا لا نتوقف عن السعي للإصلاح, الإصلاح لا الثورة ولا الانفجار, فهذا بديل دموي إجرامي فوضوي, وكفانا ما حدث بعد52 يناير.

سكت برهة.. استطرد هدوءه المعتاد وقال: المصريون بشر طيبون, حتي وإن كانوا يهيمون علي غير هدي في طرقات مزدحمة متربة, وجوههم فيها حيرة وفيها أمل, وما يحدث منهم في الشوارع والميادين من تصرفات وسلوكيات مكروهة هو ناتج طبيعي لسيكولوحية الزحام وغياب القانون, ولتلوث ثقافي وسياسي لسنوات طويلة ممتدة, ويستحقون أن نشق لهم أفقا عريضا..دوام الإصلاح من دوام الحفاظ علي الدولة.

رحت ألملم أوراقي وقبل أن أطويها تماما, سألته فجأة: كيف تصف نفسك في عبارة أخيرة؟

أجاب مبتسما: الفلسفة الإيكولوجية بمعناها الواسع.

احتلت وجهي دهشة أوسع فأسرع قائلا: فلسفة تري البشرية بوصفها واحدة مع الطبيعة, ومفهومها له خمسة مبادئ أساسية, العالم حرم, إجلال الحياة هو قيمتنا الرشيدة, الوفر شرط مسبق للسعادة الداخلية, الروحانية والعقلانية لا يستبعد أي منهما الأخري بل تتكاملان, ومن أجل أن نشفي الكوكب يجب أن نشفي أنفسنا أولا.

وضحك كطفل انتهي لتوه من حصة مرح!

…………

*نقلاً عن صحيفة الأهرام القاهرية

مقالات من نفس القسم