المتسلط

عبد الرزاق جورنه
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

عبد الرزاق جورنه[[1]]

ترجمة: ناصر الحلواني

كان ذلك منذ زمن بعيد، كنا نجلس على القارب الدَّبق المسمى بيير، نؤرجح أرجلنا في الهواء. كان القارب برينسيس مارجريت بيير، يقف فوق ظل منتصف النهار الممتد، نراقب البحر أسفلنا، يتطاير زَبَده بفعل الأذرع والسيقان والأسنان اللامعة. قصة طويلة، تلك التي أخبرته بها، قصة لطيفة وحكيمة، نسيج من الأكاذيب. قصصت له عن رجل وقف عند البحر وتبول، وكيف أن تبوله استمر بلا نهاية. مثل لسان لا نهائي الطول، يلتف داخل الرجل. من فوق برينسيس مارجريت بيير شاهدنا فيريج يلتهم البحر مثل سمكة قرش. الماء متلاطم ومتألق في اليوم الذي فاز فيه ببطولة المدارس. على برينسيس مارجريت بيير، بعد يوم عام 1956 عندما وطأت الأميرة الطيبة بقدمها بلدنا المتواضع. وعلى الجانب الآخر يوجد أربعة مدافع، مثبتة على قواعد خرسانية، وموجهة نحو البحر. أطلقت طلقات نارية ترحابا بالأميرة.

وصل الخطاب ذلك الصباح، قصاصة قذرة، لتحطم سلامي الذاتي. كان اسم كريم مكتوبا بوضوح على ظهر نموذج البريد الجوي، وما بقي من فراغ مملوء بكتابة يدوية: أطيب التمنيات بالعام الجديد.

31 ديسمبر 1973

عزيزي حاجي

(أيها الحاج إلى الأرض المقدسة)

أجلس في مكتبنا، أو، لأكون أكثر دقة، في مستودعنا، مستمتعا بأصوات نشر الخشب، وسحجه بالفأرة، والصنفرة، وآلات الثقب الكهربائية. هذا جميعه بمصاحبة الدق الإيقاعي للمطارق على المسامير، شكَّل كل هذا عملا فريدا في الساعة الحادية عشرة من العام. لم يكن لهذا الجو العام تأثير عليَّ وأنا أكتب إليك، وإنما لأنقل إليك أنني المتعهد، حاليا، لعملاق يُدعى رحمان، والتي تشكل هذه الأعمال الخشبية كهفه. وأخمن أنك ستفاجأ بسماعك أن ابنته خليلتي.

قد يدهشك أيضا معرفة أنني أحتفل اليوم بأول ذكرى سنوية ل “اذهب غربا، أيها الشاب[[2]]. إنها مجرد عشرين ميلا غربا، لكنك تعلم كم هي كبيرة تلك المسافة. منذ عام بالضبط، في ظهيرة يوم أحد، أنا وبصحبتي بعض المحبين الأحرار كنا نجهز للقيام بمتابعة ذلك العبقري العظيم، السيد ومولِّد الطاقة، منظم وقبطان رحلتنا الاستكشافية، كابتن جنرال جابر دوماس (المعروف أيضا باسم هاملت ST 9 الشهير). بيني وبينك، لقد علمت هوية السيد عقل هذا متأخرا جدا لأن أتراجع، بالضبط عندما شرعت الرحلة في البدء. لكن قبل أن نلوح مودعين بلادنا الغالية، الوارفة والخضراء أبدا، اعترضتنا ميليشيا متجولة، لزم الأمر دفع إتاوة كبيرة لتخليصه. كانت رحلة خطيرة، بدا خلالها أن قبطاننا هاملت لا يعرف الجنوب من المنشار. على أية حال، فقد رسونا على شاطئ تبين أنه يقع على بُعد ثمانين ميلا شمال وجهتنا الأساسية. ما إن هبطنا إلى الأرض حتى صارت الرحلة هادئة وسهلة، وسأبقى مقتنعا بالقول بأننا وصلنا إلى هنا منهكي القوى، ولكننا وصلنا جميعا سالمين. هذا شيء مهم بالنسبة لرحلة قهرية.

كيف كانت أحوالك خلال العام المنصرم؟ إن صمتك يزداد مع الزمن. تضمن خطابك الأخير سطرا واحدا فقط، حتى لم أفهمه. هل ما زلت تعمل، أم أنك عثرت على وظيفة جامعية؟ أكتب وأخبرني حالك صديقي. أحب أن أسمع عن كل أولئك النساء اللائي يشغلنك. ارسل لي صورة فوتوجرافية إن أمكنك ذلك. أريد أن أرى إن كنت قد ازددت وزنا.

أنا ما زلت مستمرا في دراساتي في الفصول الليلية. إنه عمل شاق لعين، العودة من المصنع والذهاب مباشرة إلى الكلية. وكما يمكنك التخمين، فأنا لست في حال جيدة. عليَّ أن أحضر كل ليلة. أبدأ العمل في السابعة صباحا، وهو ما لا يدع لي وقتا كافيا للدراسة في المنزل. يبقى، لا يفوز باللذة غير الجسور: أصبحت شغوفا بشعر الرمزيين الفرنسيين، لكن، كما تعلم، ليس من السهل الحصول على الكتب هنا. إذا عثرت على أي شيء من هذا النحو ، سأكون ممتنا للغاية إذا أرسلته لي. وسأرسل لك المال بواسطة الحمام الزاجل. أ تعلم، إني أفتقد تلك الأحاديث التي اعتدنا تبادلها. لا يوجد هنا من أتحدث إليه، ليس على محمل الجد بأية حال. الناس هنا لا يرغبون إلا في الحديث عمن تم القبض عليه لاستيلائه على أموال الحكومة.

 الكثير من الزملاء من أرض الوطن موجودون هنا الآن. حسن تم القبض عليه وهو يحاول الهرب مع بعض الفتيات الجوان[[3]] في قارب انجاراوا ngarawa[[4]]. تم التحفظ عليهم لعدة أيام، ثم أُطلق سراحهم، لا أحد يعلم السبب. رتب حسن، بشكل ما، لإيجاد طريقة أخرى للهرب، وهو أيضا هنا الآن. وذهب المحامي في المحاكم العليا إلى جامعة في بوسطن لدراسة الكيمياء القصدية[[5]]. لا تسألني، فهذا ما قاله. وقد قابلت أخاه مؤخرا وأخبرني أن المحامي قد تلقى قدرا كبيرا من الدولارات من الحكومة الأمريكية، التي تقوم أيضا بدفع مصروفات دراسته. لذا أفكر في التقدم للعم سام[[6]] أنا أيضا.

هل قضيت عيد ميلاد طيب؟ لقد كان غاية في الهدوء هنا، باستثناء أن باتشو ثمِلَ، وبدأ يدعو قائد الجزيرة: رقبة الخنزير. المسكين، طُرد من مكتبه لوصفه المدير بالقرد. مصادفة، هل تذكر أمينة أخت المرحوم رشيد؟ لابد وأنها كانت في العاشرة تقريبا حينما رحلتَ. الآن هي عاهرة. لم يعد هناك مكان في الورقة. أنتظر ردك قريبا، لا تنسى إرسال الصورة. تحيات من جميع الزملاء.

                                                    المخلص

                                                                 كريم

 

سجلٌ مبهج لآثام الماضي. الزمن الذي كان . . . لكننا أنهينا ذلك كله بلا مبالاة وبأنانية. الآن، يمكن لأحمق بأسلوب رديء أن يتمتع بأختك. يريدني أن أرسل له كتبا للرمزيين الفرنسيين لأنه لا يجدها هناك. لقد فاتك الأسوأ، رشيد. فاتك الأسوأ، قائدي المتسلط. تُذكر أختك في ملاحظة عابرة، ولا تدمع لأجلها عين. أنت أيضا، أنت وأنا كنَّا لن نفعل أكثر من مراقبة جارنا ونحن نراه  يتحول إلى شحاذ، ويبيع ابنته مقابل بعض لحم القرش. بل كنَّا لنضحك أيضا. كل ما علمونا إياه كان كيف تكون وديعا بينما يتجاهلون حقوقنا ومشاعرنا. أنت وأنا، لدينا شيء ما . . . في هذا المكان البارد والعدائي في غالب أحيانه، كثيرا ما أفكر فيك. كان صباح يوم من ديسمبر  حين بكيت لأجلك. لكن حينذاك، حوَّلَت تلك الأرض القاسية دمك ترابا.

كان يوما جميلا من أيام ديسمبر، العظام جافة وساخنة. ذهبنا لنستعير قاربا، لنبحر به، لشعورنا بالملل بسبب قضاء العطلات دون أن نفعل شيئا. ذهب هو في طريق، وذهبت في آخر، حصل هو على قارب، أما أنا فلم أتمكن من ذلك.

“هذا قبطانكم يتحدث” ، قال، مُفترِضا أنه يتولى القيادة.

عندما لاحظ أنني لن أجادله، اقترحَ أن نجد شخصا آخر يصحبنا. في تلك اللحظة، ظهر زميل يُدعى يونس، فهرعنا إلى القارب[[7]]، وانطلقنا قبل أن يصل إلينا ويتحدث معنا. كان يونس يُلقب سلكة Wire، لأنه كان من الواضح أن لديه أسلاك مقطوعة في عقله. كان غير ضار بما فيه الكفاية، لكنه سمح لحماقته تلك أن تصل إلى رأسه. شاعرا ببعض الذنب، راقبته واقفا عند رأس ماتينجو، ينظر نحونا. إنه، في غالب الأمر، معتاد على هروب الناس منه.

  قبل أن أعرف رشيد جيدا، اعتدنا أنا وسلكة على قضاء كثير من الوقت معا. كان يخبرني عن مشروعاته المجنونة، وأخبره عن نفسي. كان ينوي بناء سفينة، ويتولى قيادتها بنفسه. كان لديه العديد من الكتيبات الخاصة ببناء السفن والإبحار. كان العاملون في مكتب إدارة الشحن يعرفونه جيدا، وكانوا ينادونه بالقبطان لإسعاده. لم يكن سلكة يبدو منصتا عندما تتحدث إليه، ويمكن، حتى، لصبي صغير  أن يتنمر عليه. رأيت صبيا صغيرا في السادسة يتبول في فمه ذات مرة فيما كان راقدا في ظل شجرة. ودون أن ينطق بكلمة واحدة، قام وغادر. ضحك الشباب الذين شاهدوا ما حدث، وضربوا الصبي على مؤخرته. رأيت سلكة يمشي إلى جوار مجموعة من الشباب وفمه قد أرغى من الخوف. لكن، تحت صف الأشجار المجاورة لرصيف الميناء، قام بعض الناس بمضايقتنا. أنشأنا ناديا منَّا نحن الاثنين. كان، بالفعل، معسكر أسرى. كنت أنا الرائد وكان هو، بالطبع، قبطان. تفاخرت عليه بقدر تفوقي في المدرسة، وكذب هو عليَّ بخصوص عقارات أبيه في الهند.

عاش أبوه في إحدى الدور التي كان يملكها أبي. كان من المفترض أن يكون متجرا، ومن الواضح أنه كان متجرا مزدهرا. لكن، بقدر ما أذكر، كل ما كان فيه هو صناديق ممتلئة بالمسامير الصدئة، ونوافذ عرض تحوي خطاطيف وخيوط عتيقة الطراز. إذا توقف أي شخص لشراء شيء ما من المتجر، كان والد سلكة يطلب منه أن يقرضه بعض النقود. كان يذهب إلى المسجد كل يوم، خمس مرات في اليوم، ودائما ما يطلب من شخص ما نقودا. يقوم بجولاته الليلية ويسألهم نقودا. ذهب إلى مكتب توزيع الصدقات وسألهم نقودا. لا أدري إن كان قد ادخر أي مال من كل ذلك، لكن ما أعلمه أنه لم يدفع إيجارا لأبي قط. كان نحيفا وضئيل الجسم، وكانت بشرة وجنتيه جافة ومترهلة. وكان فمه غائرا، إذ لم تكن لديه أية أسنان. أخبرني سلكة أن أبيه يملك الكثير من العقارات في الهند، لكنه لا يملك ما يكفي من النقود لرحلة العودة إلى الوطن. قد يبني سلكة سفينة ويأخذ أسرته في رحلة عودة إلى الوطن. في الوقت نفسه يحاول والده تشجيعه على الحصول على عمل، لكن سلكة يرفض بحجة أنه بذلك لن يتمكن من مواصلة دراساته البحرية.

رأيته واقفا عند حافة الماء عند راس ماتينجو فتذكرت الأوقات التي كنَّا نجلس فيها تحت صف الأشجار ، نأكل الفاكهة الفاسدة والبسكويت المسروق. كان أبواي قلقين حينها، إذ كانا يظنان أن لدي صامولة مفكوكة في عقلي أنا أيضا. رأيت الأحمق يقف عند الحافة، يرقبنا ونحن نبحر إلى أملاك أبيه في الهند.

ضحك رشيد، قائلا يا له من نداء عاجل الاستجابة. على مرأى من الشاطئ بدأ رشيد في تقليد تصرفات سلكة الجنونية. طوى ساقاه تحته وأخذ يحرك جذعه بقوة إلى الأمام والخلف في إيقاع منتظم. اعتاد سلكة فعل ذلك عندما كان صغيرا، لساعات متتالية. كان يراقبنا وهو يبتسم. ابتسم ولوَّح لنا ثم استدار  راحلا.

“لماذا فعلت ذلك؟” قلت لرشيد.

تجاهلني وخلع قميصه. أظنه كان خجلا من صداقتي السابقة لسلكة.

“دعنا نسرع”، قال، “إذا أردت أن تذهب إلى الجزيرة وترجع قبل وقت العشاء”.

كان المتسلط في مجاله الذي يتقنه. أنا لا أعرف شيئا عن القوارب، بينما كان هو خبيرا. كما أنه بطل سباحة، صاحب رقم قياسي محلي في 400 متر. كما كان لاعب كرة له مستقبل، ويملك ذراع أيسر بطئ مفيد[[8]]. كان ذو بشرة فاتحة ووسيم، يرتدي ساعة يد ذات سوار فضي. أهداها له النادي الإنجليزي حين قام بسبع ضربات أحرز بها 23 ركضة. بداية، كنت فخورا بكوني صديقه، لكن على مر السنين توقف عن أن يوجهني بأوامره.

يا إلهي، من المؤلم التحدث هكذا، كما لو أن ما حدث لم يحدث. سرنا أنا والمتسلط في الشوارع مردفين. كتبنا رسائل حب إلى حكيم ووقعنا باسم كارول، وراقبناه يتبختر ويتأنق ويتباهى بالمُعجَبة الغامضة. بل إننا رتبنا مواعيدا بينه وبين كارول ودائما ما كنَّا نلغيها في آخر لحظة. قضينا، المتسلط وأنا، العديد من الساعات المظلمة في ملعب الكريكيت، نتحدث عن المستقبل والماضي.

 في ذلك اليوم من ديسمبر انطلقنا إلى جزيرة السجن. كانت الجزيرة تستخدم بواسطة البريطانيين كسجن. لا يوجد هناك الآن سوى المحيط الخارجي فقط. إنها جزيرة جميلة، بها تلال تتماوج في تتابع رقيق، وينابيع أرضية تفور لتشكل جداول. وهي ممنوعة بالنسبة للزائرين، لكن أحدا لم ينتبه لذلك.

الإبحار على هذا النوع من القوارب يُشعر بالنسيم، وكنَّا ننزلق على الماء، وليس سوى صوت خافت لشقِّ القارب للماء. كان البحر هادئ وأزرق في ضوء الصباح، وشرع رشيد في الغناء. غنَّى بشكل سيء، وفعل ذلك لاستجلاب الضحك لا أكثر. التفت إلى الوراء جهة الأرض. أذكر ذلك؛ لأنه استدار نحوي وقال ألا تبدو جميلة من هنا. كانت تشي بالهدوء والسكينة، وكانت الريح كافية لتدفع القارب، ولتهدئتنا. لكن كان هناك شيء آخر. شعرتَ أنك، بشكل ما، غادرت غرفة خانقة وأنك الآن تركض حرا في حقل ممتد. كان الماء باردا، كما قد تتخيل أن يكون عليه حال الماء، وليس كماء الصنبور الفاتر. كانت المدينة هي ما بدت غير حقيقية، بل أشبه بنموذج غريب في مكتب معماري. أما هناك، فلا يهم إن كانت ملابسك غير ملائمة، أو إن كانت بشرتك بيضاء أو سوداء. ولا توجد أزقة كريهة الرائحة تسير خلالها، ولا مصارف أمطار[[9]] زلقة عليك عبورها. ليس هناك كبار متعصبين وعلى حق دائما يقومون بإذلالك. بل حتى لا توجد نساء يستفززنك بأجسادهن التي لا تستطيع الوصول إليها.

“لا أستطيع أن أترك أمي وأمينة” قال رشيد.

مات أبوه قبل عامين. في المسجد الصغير msikiti mdogo[[10]] وقفت بعيدا وراقبته وهو يؤدي بهدوء الشعائر كابن مكلوم. سار في الأنحاء بين من جاءوا للعزاء، متقبلا مواساة الجيران والغرباء بوجه جاف. تمنيت لو أنه سكب بعض الدموع، لأجل صالحه هو نفسه. فليس أمرا طيبا أن يذهب شاب في السادسة عشرة من عمره إلى مأتم والده بوجه جاف. قال، فيما بعد، إنه لم يبكي لأنه لم يشعر في داخله بشيء. أراد أن يشعر بالحزن لوفاة والده، لكن بدلا من ذلك شعر بالمسؤولية. وقال إن والده كان قاسيا وبعيدا عنه بقدر ما ترجع به الذاكرة. والآن صار مرتاحا بالفعل لموت ذلك النذل الكهل. قلت له إنه لا يجوز أن يشعر بمثل هذا الشعور تجاه رجل ميت. فابتسم لي ابتسامة الأخ الكبير المتسامح، وسأل من إذن الذي يجب أن يشعر بها نحوه. فقلت له إن الميت في حاجة إلى دعواتنا، فقال إن الدعوات لن تنفع هذا الكهل المقيت بأي شيء. وقال إن ملائكة الجحيم حتما تفرك أيديها سرورا بتوقعها لوصوله. قلت إنه من غير الجائز  أن تتحدث عن أبيك بهذه الطريقة. قال بأنني لا أفهم لأن لي أبًا طيبا يرعاني ويهتم بي. قلت إنه يظل غير جائز أن ترغب في ذهابه إلى الجحيم. صمت طويلا ثم قال لي ليس هناك جحيم. عندئذ أخبرته أنه مخطئ.

“لا أستطيع أن أتركهما وحدهما”، قال. “ماذا ستفعلان؟ ماذا ستفعلان وحدهما؟”

“أنت لن ترحل إلى الأبد”، قلت. “سوف تعود لترعاهما”.

“أمي تكبُر”، قال. “ما فائدتي إذا رحلت إلى مكان ما، لخمسة أو ستة أعوام، لأصبح حارس غابات، لأجل أن أعود، في نهاية الأمر، لأجد أمي قد ماتت، وأختي صارت عاهرة”.

“لا تردد هذا الهراء، يا قائدي” قلت.

“حسنا”، قال. “ربما كانت نظرتي مغالية في التشاؤم”.

قلت له إن نبرة صوته تذكرني بلوحة المنذر  Mundhir التي تصور البحر الأسود.

قارب عتيق من النخبة البحرية. سترات زرقاء مخملية، وحواف نظارات معدنية داكنة الخضرة، تلوِّح من القارب البخاري. نساء في حجابهن في نزهة بحرية مع حشد من الحمقى لتقديم الحلوى. ليقضين طوال اليوم، بصحبة مرافقين أقوياء، وأقرباء يشغلون الوقت بالتقاط الصور.

في الجزيرة.

الجثم المرتجل في الأدغال يعني الإقعاس المؤقت مع ثني الركبة[[11]].

غطس سريع عند الشاطئ الرملي غير المأمون، ننفض الفتات، ونتجه إلى أطلال قلعة إمبراطورية ماضية.

ماضية بالاسم.

عند الأطلال ردد المتسلط مزمور الحياة[[12]]، ومر ببطء متعمد عند “من تراب إلى تراب” وغنَّى “فلتحكمي، بريطانيا”[[13]] بنبرة عاطفية خنقت صوته. وحتى لا يكون هناك أي إساءة فهم لقصده، فقد أشار بأصبعين مانحا البركة[[14]].   

بقايا أخشاب ميتة في معسكر المذنب التافه المعارِض للتاج. عند الأمر بالإطلاق، فجَّرت الطلقات وجنتيه. هكذا سيحرص ذلك التافه السخيف على دفع ضرائبه في المرة القادمة.

بقايا أخشاب ميتة لنصب تذكاري لما بعد الإهانة في كوة خشبية مغطاة بالقش في المخطط الإندونيسي.

حيث كان الماء صار أرضا، وعُثر على قيثارة موسيقية بواسطة بعثة بريطانية لاستكشاف الآثار في الساحل الشرقي لأفريقيا عام 1929، ليحسم نظرية مخطط الغزو الإندونيسي. وعُثر على قطع من جمجمة بواسطة بلانت KCMG [[15]] عند حافة الأخدود، ليفترض وجود حياة بشرية قبل بداية الزمن. الذي يبدأ من الألفية الثامنة قبل الميلاد، وما قبل ذلك فلا يعتد به.

عند مسيل مياه بلانت جثم المتسلط مرة أخرى وكاد يختنق بتأثير الرائحة.

في مغارة النخيل، المكدسة بالأعشاب والطماطم البرية، اكتشفنا مدينة تحت الأرض. لم يكن مرَحَّب بنا، وأسرعنا فارين من الفكوك الشرسة، حتى نال منا التعب والجوع، فارتمينا تحت شجرة مانجو ، اطلقنا عليها في التو اسم “خارج المدينة”.

هشيم أوراق شجر نافذ الرائحة، و دُبال[[16]] عفن، وثمار مانجو ناضجة تنزُّ  على الأرض. كان المتسلط ذو الحذاء الطويل قد اقترح تسلق الشجرة للحصول على نفحة للطليعة الجائعة من الجنس المتحضر. المانجو على الأرض في حالة سكون خامل، تنزُّ  كالزحار في تناغم مع الذباب. عاد القبطان بفوسفات في عينيه، هدية غراب أبقع مشاكس. هوينا على ركبتينا في ذل التائب وتقاتلنا من أجل المانجو مع الذباب. وكان الله معنا.

نفض المتسلط ذو الحذاء الكبير القذارة عن غنيمته، بينما كانت النظافة ترن في رأسي.

تركت الجوع معلقا، وحذَّرت المتسلط من أن الجشع سيقضي عليه.

أوه، يا أمي التي في القلب، أُصلِّي، إذا كنت أحتاجك يوما فالآن. أصدقيني، أوه، يا ينبوع النظافة، هل سيبادرني الموت بسبب الجوع أم الزحار. أوه، يا ممسحة مؤخرتي، لقد أصغيت إلى كلمتِك في حديث الخير والشر عموما، أما الآن فثم نص يزعق في أحشائي بأن ألقي بالتحذير إلى الريح. أ يمكن أن يكون ثعبان، أفعى حقيرة، التي تغويني لأجل أن آكل على خلاف نصيحتك؟ إلى الغابة تسللت، ومذنبا اندفعت إلى التهام الفاكهة المحرمة. ارتجفت أحشاء الأرض لكنني لم آبه وأكلت حتى التخمة.

 قعقعة خافتة تحدد الحبل السُّري، رفرفة في القلب. ركعت منتظرا لضربة الرعد، وحدَّق المتسلط بدهشة وثنية. كبحت الأم نظافة يدها. غادرنا ذلك الأخدود الخبيث، وأنا مقيَّد ومُعاقَب، والمتسلط مبتهج وشبعان.

إلى الشلال.

بدا حينئذ أنه يجب وجود طاحونة مائية كعلامة على التطور، ودليل إلى الثقافة الإندونيسية القديمة. أقدامنا في البِركَة، نركل الماء ببهجة المراهقين. وشربنا من الماء الذي تحت أقدامنا، وسرنا إلى منتصف البِركَة المكون من أحجار دبقة تبرز مثل قشريات مغطاة بالوحل اللزج. وتوقفنا لالتقاط صور ونحن نضع أكفنا على وسطنا لنريها لأصدقائنا بعدما نعود.

أطلقنا على هذه الصخرة: “مؤخرتي العتيقة”.

بينما كنَّا نجلس تحت ذلك الشلال المتموج، حدَّقت مندهشا فيما رآه الرحالة الأوائل. المؤكد أنه، في هذا المكان نفسه، جلس سلطان إندونيسي، له قوة التحديق البشرية، ليخرق حجاب الطبيعة الغامض. كم من الرجال وقفوا حيث وقفنا أنت وأنا، ولم يروا شيئا مما رأيناه نحن؟ نحن القلة التي اختارها الله . . . وجلسنا نحن إلى جوار البركة المترعة، ورأينا عالما لا نهاية له في تأملاتنا المتواضعة . . . في أحلام يقظة بلهاء. كلمات سادة الماضي الموتى ترن في آذاننا لتقوية احترامنا لذاتنا.

لكن سرعان ما حان وقت مغادرة فردوس الشلال إلى المحطة الأخيرة في رحلتنا، قاد المتسلط الطريق بينما خفرت أنا الخلفية. وبينما أراقبه يشق طريقه خلال الغابة تعجبت ثانية مما قدره الله لنا. لكن مهما كان الأمر، كنت أعلم أننا قد قمنا بدورنا في الوفاء بعبء جنسنا. مع ذلك، تقريبا.

عدنا إلى الشاطئ، حيث تركنا القارب وذهبنا للسباحة. أو لنقل إن المتسلط هو من سبح بينما وقفت أنا والماء يغمرني حتى خصري، وغسلت الأوساخ عن جسدي.

“لا تبالغ في التباهي”، صحت.

لوح لي، واستدار مواجها الشاطئ وعاد سابحا بسرعة. قلت له إنه مغرور ، ابتسم ابتسامة رضا. جلسنا على الشاطئ حتى نجفف أنفسنا، فقال لي إن بإمكانه العودة إلى المدينة سباحة بأسرع مني إن عدت بالقارب. دائما ما يتباهى بمثل هذه الطريقة، ولم أزد أنا عن قول نعم.

“ألا تصدقني؟” سألني.

“أصدقك أيها المتسلط“، قلت. والآن، توقف عن التصرف بصبيانية.

قاربنا على نهاية اليوم فاقترحت أن نشرع في العودة. أدرنا القارب ودفعنا به إلى البحر. قفزت فيه أولا ثم ساعدت المتسلط على الصعود. ما إن رفعنا الشراع حتى وقف المتسلط، وقال إلى اللقاء وقفز عن القارب.

“أراك في المدينة”، قال، وهو يبتسم في الماء.

صحت فيه ألا يكون غبيا، لكنه كان قد شق طريقه بالفعل.

فجأة، ملأت هبة ريح قوية الشراع، وصارعت للتحكم في ذراع الدفة. كانت الريح تدفع بالقارب إلى الجانب الآخر من الجزيرة، وتبعد به عن المدينة. حاولت توجيه ذراع الدفة وكدت أنقلب. بقيت مرعوبا بينما يسرع القارب كحيوان مسعور. فكرت في إنزال الشراع لكن ما إن تركت ذراع الدفة رفرف الشراع بوحشية، فكان عليَّ أن أقبض على ذراع الدفة للحفاظ على توازن القارب. لعنت ذلك المأفون وتفاخره. كان سيعلم ما الذي علينا فعله. كنَّا ما نزال نتجه نحو الجانب الآخر من الجزيرة، ورأيتني مدفوعا إلى أغوار البحر، وقد مِت ميتة عنيفة بين أنياب قرش أو شيء من هذا القبيل. تجاوزنا الجزيرة، القارب وأنا، وما زلنا نتقدم في الاتجاه الخطأ. وفجأة، مثلما بدأ، خمدت الريح. أسرعت إلى الشراع وأنزلته.

لم أعثر عليه. ناديته، وصحت مناديا، وصرخت أناديه. حاولت إعادة توجيه القارب للعودة إلى الجزيرة، لكن ما إن رفعت الشراع حتى امتلأ بالريح التي أخذت بي إلى الاتجاه المعاكس. لم أدري ماذا أفعل.

لقد تركتي، أيا المتسلط. لقد قمت بألعابك.

أيها المتسلط، ما الذي حدث لك؟

أيها المتسلط، لقد تركتني.

 أيها المتسلط، ما الذي حدث لك؟

أيها المتسلط، بقيت في هذا القارب أكاد أموت رعبا من أن تكون معرضا للخطر، ولا شيء بيدي لأفعله. القارب كبير بالنسبة لي، الماء عميق بالنسبة لي، وأنت غير موجود في مدى البصر أيها المتسلط. كنت أناديك وفي كل مرة، أيها المتسلط، كنت أتحرك بعيدا عنك. يا متسلط، أوه أيها المتسلط، أردتني أن أشعر بحماقتي فيما تسبح إلى الأرض، وقد شعرت بحماقتي، ولكن أين ذهبت أيها المتسلط؟ فعلت كل ما في وسعي مع القارب، لكنني لم أستطع إعادته إلى مسار العودة إليك. قد تعجب لقوته أيها المتسلط، لكُنتَ أعجبت بقوته، حتى وأنت تضحك عليَّ لكُنتَ أعجبت بقوته. حاولت جهدي . . . ما الذي يقال بعد ذلك؟ أدرت القارب مرة، لكنني فقدت السيطرة، وكان عليَّ أن أُنزل الشراع. وعندما رفعته ابتعدت بي الريح عنك مرة أخرى.

أيها المتسلط، ما الذي حدث لك؟

حاولت وسعي ولم أستطع.

ظللت هناك وناديتك، وأعدت النداء، وصحت مناديا.

ثم فكرت أنني لست سوى أحمق، وأنك آمن وفي حالة طيبة، وأنك في طريق عودتك إلى المدينة. ثم فكرت في أنني قد لا أستطيع العودة إلى المدينة بنفسي، وغضبت لما فعلته بي أيها المتسلط، ووقفت على القارب وسببتك لهروبك وتركي هكذا.

وطوال الوقت كنت أبحر بعيدا عنك.

وطوال الوقت كنت أعلم أني فقدتك.

ونعتُّك بالنذالة لجعلي أشعر بمثل هذا الألم. وطوال الوقت، كنت أعلم أنك تركتني.

تمكنت من العودة إلى الأرض، لا أعلم كيف.

لقد فاتك الأسوأ، أيها المتسلط.

تلك الليلة، رسوت في إمبويني وسرت ثلاثة أميال إلى المدينة. لم أستطع المرور عبر ملعب الجولف. ضربني رجال بالعصي والأحجار وقالوا لي: جاء اليوم. ضربوني وقالوا هذا هو اليوم الذي ينال فيه العرب عقابهم. ضربوني وسال الدم على وجهي، ولا أتذكر. عدت عبر الشاطئ بجوار ملعب الجولف. كان هناك صوت طلقات نارية في الهواء. لم أتبينها في البداية، بدا وكأن طفلا يلعب ببندقية الفلين. هرعت متقدما على طول الشاطئ وأنا أنزف وأشعر بالوهن. ابتعدت حتى شانجاني قبل أن يوقفني بعض الرجال الشرسين يحملون سكاكين كبيرة وبنادق، وقالوا إنني عسكري من الثكنات، وأرادوا أن يطلقوا عليَّ النار. قالوا إنهم غزوا الثكنات، وأن رئيس الوزراء قد استسلم، وأنهم قد انهالوا عليه بالضرب. قالوا قد جاء اليوم وسينال العرب عقابهم. قالوا إن السلطان قد فر هاربا إلى السفينة الراسية في المرفأ، وإذا تمكنوا من القبض عليه سوف يسوطونه على خلفيته، ويفعلون به، قبل أن يحشوا مؤخرته بالديناميت. وقالوا إنني أستحق الموت لكوني عربيا، وقالوا إن كل من هو سيء لابد وأن يكون عربيا. وسألوني عن سبب تلك الجروح إن لم أكن في الثكنات؟ قالوا لقد انتهى كل شيء، وما ارتجفت هكذا في حياتي. وقالوا هذا الشخص ضعيف، أ نفعل به أولا، ثم نطلق عليه رصاصة؟ قالوا ليس لدينا وقت، وقالوا بل أقتله على الفور، قبل أن يصل الآخرون إلى بيوت الأثرياء. وقالوا إذا لم نسرع بقدر المستطاع فسيفوتنا كل شيء، وسنخسر النساء الجميلات. وقالوا لا تضيع رصاصة بسببه، دعني أريه صلابتي. وكنت متعبا للغاية وواهنا، فضربوني، وتبولوا عليَّ وتركوني ملقى فاقد للحس على الشاطئ.

لقد فاتك الأسوأ، أيها المتسلط[[17]].

………..………………..

[[1]] عبد الرزاق جورنه (ولد 1948): كاتب وروائي تنزاني الأصل بريطاني الجنسية. وُلد في جزيرة زنجبار، المتمركزة في الجهة الشرقية من أفريقية، قبالة سواحل تنزانيا، ومنها اتجه إلى بريطانيا طلباً للعلم عام 1968، ليستهل مراحل دراسته الجامعية ضمن صفوف جامعة “كانتربري كريست تشيرش”، وحصل منها على ليسانس في الأدب الإنجليزي، ثم انتقل إلى جامعة لندن، ومنها إلى جامعة كنت، التي منحته الدكتوراه في الأدب عام 1982. وقد تركزت اهتماماته الأكاديمية بشكلٍ رئيسي على الأدب في الدول المستقلة عن الاستعمار، وعلى الخطابات المرتبطة مباشرةً بآثار الاستعمار، خصوصاً في دول أفريقيا ومناطق البحر الكاريبي بالإضافة للهند. ومن أشهر أعماله رواية “الجنة” (1994)، والتي صنفت في اللوائح المختصرة لكل من جائزتي بوكر وويتبريد، و رواية “عن طريق البحر” (2001)،ورواية “الهجران” (2005)، وقدم قصة قصيرة بعنوان “أمي عاشت في مزرعة في أفريقيا” (2006)، ورواية “الهدية الأخيرة” (2011)، ورواية “قلب الحصى” (2017)، ورواية “الحياة بعد الموت” (2020). وقد حصل عبد الرزاق جورنه على جائزة نوبل في الأدب، في أكتوبر من العام الجاري 2021. [المترجم]

[[2]] “اذهب غربا، أيها الشاب”: عبارة يُنسب أصلها غالبًا للمؤلف الأمريكي هوراس غريلي (1811-1872) فيما يتعلق بتوسع أمريكا غربًا. وكان نصها: “واشنطن ليست مكانا للعيش فيه. الإيجارات مرتفعة، والطعام رديء، والغبار مقرف، والأخلاق تدعو للأسى. اذهب غربًا ، أيها الشاب، اذهب غربًا واكبر مع الريف. [المترجم]

[[3]] جوان: نسبة إلى مدينة جوا الهندية. [المترجم]

[[4]] أنجاراوا ngarawa: قارب محفور من جذوع الشجر أو قارب شراعي شجري. [المترجم]

[[5]] الكيمياء القصدية Intentional Chemistry: معالجة المواد بحيث يحدث تفاعل كيميائي مقصود. [المترجم]

[[6]] العم سام Uncle Sam: اسم رمزي مشهور للولايات المتحدة الأمريكية. [المترجم]

[[7]] قارب outrigger: قارب تجديف صغير يتصل، بواسطة عمودين في أحد جانبيه، بعارضة خشبية موازية لتحقيق التوازن. [المترجم]

[[8]] يقصد هنا تميزه في لعبة الكريكت. [المترجم]

[[9]] في البلدان الاستوائية، نظرا لكثرة هطول الأمطار، واعتمادهم عليها كمصدر للمياه، يصنعون مجاري مياه مفتوحة بطول جانب الطريق، تتجمع فيها مياه الأمطار، فتشبه أنهارا صغيرا. [المترجم]

[[10]] يميل المؤلف إلى تطعيم نصه ببعض مفردات لغة بلده الأم (زنزبار/تنزانيا) وهي اللغة السواحيلية. [المترجم]

[[11]] في هذه العبارة يردد المتسلط (رشيد) مع نفسه لعبة القاموس، التي يُذكر فيها كلمة وعلى المتسابق ذكر تعريفها. [المترجم]

[[12]] فلتحكمي، بريطانيا Rule, Britania: أغنية وطنية بريطانية كتبها جيمس طومسون، وترتبط بشدة بالبحرية الملكية، وإن كانت تُغني بواسطة الجيش البريطاني. [المترجم]

[[13]] مزمور الحياة Psalm of Life: قصيدة للشاعر الأمريكي هنري وادثورث لونفيللو. [المترجم]

[[14]] بمثل ما يفعل القساوسة عندما يشيرون بالسبابة والوسطى ملتصقين أثناء منح البركة. [المترجم]

[[15]] KCMG: وسام القديس ميخائيل والقديس جرجس برتبة فارس قائد. وهو وسام أنشأه الملك جورج الرابع، ملك بريطانيا، عام 1818، ويُمنح للرجال والنساء الذين يقدمون خدمات جليلة، غير عسكرية، خارج الوطن. [المترجم]

[[16]] الدبال: مادة سوداء تنشأ من تحلل المواد النباتية والحيوانية. [المترجم]

[[17]] بعد انتهائي من ترجمة القصة، وملاحظتي لبعض الابتسار في عدة مواقع، فبدت العبارات وكأنها مقتطعة من سياق آخر، فالتبس وغمض معناها، ثم تبين لي بمراجعة سائر أعماله أن القصة تمثل الفصل 12 من رواية للمؤلف بعنوان “طريق الحجاج Pilgrims Way”، وإن مختصرة، فلزم التنويه. [المترجم]

مقالات من نفس القسم