الكرسي

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 46
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

عبد اللطيف النيلة

    لما اعتلى المنصة، أدرك، برعب، هول المسافة التي تفصله عن الكرسي. كانت تغص بآلاف القامات المنتصبة متاريس، تسد في وجهه الطريق. لذلك لم يجد بدا من اعتصار لسانه اعتصارا.

لم يكد يفتح فمه، مخاطبا حشود القامات، حتى شرع العسل يندلق. عسل يقطر من لسانه، أحلى فأحلى، كلما واظب على تحريك شفتيه.  لزجا يقطر فوق المنصة، يزحف فوق الأرض، ثم يسيح ببطء بين فجوات الأقدام.

لم يلبث لعاب القامات المنتصبة أن سال، فانحنت إلى الأرض تباعا. انكبت الألسنة على العسل تلعقه لعقا، فيما قفز هو فوق أقرب ظهر إلى المنصة. ركض على وجه السرعة، واثبا من ظهر منحن إلى آخر، حتى بلغ الكرسي.

ولما استوى جالسا..، قال لجنوده:

– إذا نضب العسل عادوا إلى الانتصاب. مهّدوا الطريق رأفة بهم!

 وقبل أن يتلاشى صدى كلماته، جيء بالدكّاكات، فصُب الزفت صبا فوق الظهور المنحنية، وسُويت بالأرض حتى ماتت الصرخات واختلط السائل الأسود بالسائل الأحمر.

                                       

مقالات من نفس القسم

تشكيل
تراب الحكايات
موقع الكتابة

ثقوب