السهو والخطأ

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

عبلة الرويني

لم يترك فقط بطولته في مكان ما، وهو يذهب إلي الأماكن المهجورة والمنسية، لكنه ترك أيضاً مفاهيم ومعان صارت كلاشيهات في صناعة الأدب. سخرياته المتناثرة في طي الحكاية، ليست سخرية تماما. سخرية خالية من التهكم والاعتراض.

هو لم يأت إلي هذا العالم كي يعترض،فقط كي يمسك بالدهشة حين تكون الأحوال عادية، ويطارد الخيال بجدية شديدة في فضائه المغلق، وربما لم يأت بعد إلي هذا العالم، فلا يزال علي تخوم الحلم أو تخوم اليقظة. يقف عند الخط الفاصل بين الواقع والخيال، بين الوجود والعدم.

يقف عند حدود الأشياء لا يتجاوزها (لا نعرف تماما إن كان جادا ام ساخرا.لا نعرف أن كان حقيقة ام خيالا)..

16 قصة قصيرة يقدمها حسن عبد الموجود في مجموعته القصصية الثانية “السهو والخطأ” الصادرة عن دارالكتب خان. سرد مختلف ولغة يتقن حسن عبد الموجود صناعتها وإبداعها، وهي أيضا لغة مختلفة، فعلى امتداد المجموعة القصصية، يتعمد حسن عبد الموجود (تبريد اللغة) والهروب من إنحيازاتها.

لغة محايدة، ليس بإمكان القارئ أن يغرق مع الحكايات في الأسي، ولا أن يغرق في الفرح، ليس بإمكانه أن يغرق في الحكاية ذاتها..لا فرق بين سقوط السيارات من أعلى كوبري السيدة عائشة، وبين سقوط الكلب من الطابق الثالث..ولا فرق بين الرجل الذي يجمع المقاعد الخالية في البار إلى طاولته، وبين الرجل الذي يجمع الجماجم ليعيش بثمانية شخصيات في رأسه.

ربما لا توجد حكايات بالمعني، ولا أماكن واضحة المعالم..شخصيات القصص بلا هوية، لا يمكننا الإمساك بملامحها، أو التعاطف معها حبا وكراهية، وحدة تفترسها المرايا، حيث الصورالمقلوبة والشخوص محض ظلال، وبينما تظن أن فريقك هو الفريق الفائز، تشير صحف الصباح إلي هزيمته.

مقالات من نفس القسم