الذاكرة

نُهى البُلك

لستَ بحاجةٍ إلى اقتناءِ ذاكرةٍ حادة

سيخبرك أبواكَ كيف كنتَ

وسيخبرك الأبناءُ كيف صرتَ

سيحمل الطريقُ آثارَ خطوِك

وبقايا ظلِك

كي تعرف دائمًا كيف تعود

من كل تيهٍ جديد ستدلك ندباتٌ على سطحِ القلب

وطلاءٌ منزوع راسمًا لوحاتٍ سوريالية

تعرف أنت شيفراتها جيدًا

وشروخٌ في الجدران

أحدثتْها ارتجاجاتٌ في الروح ستُذَكّرك زهرةٌ عطشى

مرَّ على موعد ريّها زمنٌ من غرور

وسينبهك مواءُ القطة

التي كنت تلقي إليها ببقايا وجبتك

ستكتشف

أنك لم تذق الطعام

منذ اخضرَّت لقيماتُك على مائدةٍ متربة ستشير إليك بنظرةٍ باردة

كلُ جثث قتلاك

المخبأة في أدراج العمر الفخم

بمقبضِه الثمين،

الزاهي،

الذي أمَّنته بإتقان

من احتكاكاتِ الأظافر

وعبثِ اللصوص

ستعرفه،

وستبدأ في غرز مفتاحك باطمئنان

قبل أن يدوّي صوتُ إنذارٍ حديث

ثبَّته أحدُهم في ثغر الباب

حين كنتَ مستغرقًا لا تزال

في محاولة التذكُّر