وتمنح الكاتبة شخوصها أصواتهم ثم تأخذها منهم ثم تردها إليهم في لعبة تناقل وتحريك للضمائر تستمر طوال الرواية بما ذكرني بطريقة الكاتب الأمريكي الأشهر في بدايات القرن العشرين وليام فولكنر وخاصة في روايته القوية دامية التأثير “الصوت والغضب” التي تحولت إلي فيلم عالمي شهير وكتب المقدمة النقدية للرواية المكتوبة الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر.
رواية “نصف عين” مكتوبة في الحالة التي دشنت بها الكاتبة صفحاتها الأولي.. حالة الاسترجاع الهرم للزمن المفقود بمن فقدناهم وما ارتكبناه في حقهم وما ارتكبته الحياة في حقنا.. تلك الحياة التي تتأملها الذات الراوية التي تتقاطع في البداية مع إحدى البطلتين من على الكرسي الهزاز الذي أدى إلى استدانتها بأكثر من طريق لتحصل عليه وتجلس يهتز ويهدهدها وهي تتذكر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة الجمهورية ، الثلاثاء : 7 يناير 2003 م .