الحدوتة
لا يمكن أن تفهم أبدًا ما قد يربط مروحة هوائية بأرنب. تساؤلك نفسه هذا يُعد بلاهة. أفلت كل حبات الأسئلة المتبقية من العقد. لا تتساءل عن وجود حبكة من عدمه، أو عن مغزى للحكاية، إلا لو كنت بصدق فاقد للعقل!
صغيرتي لا تهتم بكل تلك السخافات والعُقد. ما يعنيها أن يظل بإمكانها رص الكلمات كلمة كلمة وراء الأخرى لأطول فترة ممكنة. هذا هو المعنى الحقيقي لنجاح الحدوتة لديها. تتجول برأسها الصغير في أنحاء الغرفة، تلتقط عيناها الكلمات. ها قد قطفت مروحة من السقف وأرنباً من الستارة، وبوسعها بسلاسة أن تستمر في السرد هكذا إلى ما لا نهاية.
تأتي لي تحكي عن فراشة تحمل سكينًا، ترغب بشق بطن الذئب الممتلئة، لتُمكن صديقاتها الفراشات من الهرب، تكتشف مع السرد أن بداخله أرانب وكتاكيت، استطاعت طعنتها إنقاذهم جميعًا. تلضم الكلمات بخفة بخيط رفيع، وفجأةً أجدني أُهللّ معها لانتصار الفراشة المسلحة.