أبدأ رحلتي في البحث عنه, ألمحه داخل علبة القرفة, أنقض عليها فتسقط مكسورةً منّي على الأرض, يخرج لي لسانه مبتسما فأغتاظ منه.
أحمل مقشتي وأركض خلفه. يطفئ كل عيون الموقد ويخفي الكبريت ليتأكد أنني لن ألسعه , أركض وراءه من المطبخ إلى الحمام ومن الحمام إلى المطبخ، يقفز فوق سخان المياه الكهربائي ويخبرني أنه أجمل مني بشكلي الملخبط وشعري المنكوش هكذا.
ألعنه وأحاول أن أذكره بأنني أنا من صنعته وأنني من يرتب له شعره وملابسه كل يوم، فيشير إلى وجهي بإحدى حركاته البذيئة، أحاول أن أتحكم أكثر في أعصابي فأنا أعلم مدى عنده خاصة معي, ألاطفه وأدعوه بأحد أسمائه المحببة, أسأله للمرة الألف تقريبا عن السبب الذي يزعجه في وجوده معي، فيرد بنفس الاجابة ككل مرة أنني كاتبة مملة ولا أترك له الفرصة أبدا لكي يؤدي دوره معي كما يريد.
أعايره من جديد بأنه من صنعي فيعايرني بأنه خارج عن سيطرتي الآن، أضرب السخان بالمقشة فيطير من عليه كخفاش ويركض ثانية إلى المطبخ يجرني ككل مرة إلى الثلاجة، أتوقف قليلا , أكررها على نفسي: لن يُوقع بي هذه المرة
أفتح باب الثلاجة ببطء شديد, يشدني بمنتهى السرعة يحبسني داخل الفريزر يتركني لأتجمد ويخرج هو ليتسلى بأدوات طبخي وعلب بهاراتي مفسدا عليّ وجبتي اليومية بمنتهى السعادة.
خاص الكتابة