اخرج في موعد مع فتاة تحب الكتابة .. كتاب الحب وحب الكتابة!

اخرج في موعد مع فتاة تحب الكتابة .. كتاب الحب وحب الكتابة!
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

ولاء الشامي

ــ إذن ماذا أريد من هذه الحياة ؟!

ــ  أن أحب وأن أجد الحب .

في هذه الإجابة العميقة مدار هذا الكتاب بأكمله " الحب "، حب الحياة وحب الشريك وحب الكتب وحب المعرفة، من خلال مقالات غير مترابطة وسير لمشاهير،

 رسائل مجسدة لفعل “الحب ” ربما تعبرك رسائل جان بول سارتر  أوتولستوي عبوراً لطيفًا، لكن الأكيد أن رسالة “فلاديمير نابوكوف” إلى “فيرا” ستستوقفك وتهزك بشدة ستجدها الأعمق على الإطلاق، ومن تحب الرسائل ستتمنى لو صادفها الحظ مرة ووجدت من يكتب لها رسالة مشابهة  ” أنتِ لطيفة.. نعم، أحتاجك، يا قصّتي الخياليّة،؛ لأنكِ الشخص الوحيد الذي أستطيع التحدث معه عن ظل غيمة، عن أغنية فكرة، عن الوقت الذي ذهبت فيه للعمل ونظرتُ إلى زهرة عبّاد شمس، ونظرتْ إليّ، وابتسمتْ كل بذرة فيها. أراكِ قريبًا يا متعتي الغريبة، يا ليلتي الهادئة . “

لأي قارئ نمى وعيه على مقالات الأستاذ أنيس منصور أو غيره لهو النعيم بعينه أن يجد كتاباً في المقالات، لأنه سيقدر أنها من أمتع الكتب وألطفها إزجاءً للوقت وأكثرها فائدة ، يقسم المترجم هذا الكتاب إلى خمسة أبواب رئيسة :

1-    ما هو الحب ؟

2-    اخرج في موعد مع فتاة تحب الكتابة

3-    قصائد المعطف

4-    حياة للبيع

5-    من ويتمان إلى بيكاسو إلى باباي

في مدونته ” معطف فوق سرير العالم ” يقول محمد الضبع أنه يترجم للحفاظ على لياقة الحياة ، والصدق ما قال فترجمته رشيقة للغاية، تحمل النص وتطير به لفضاءات جديدة، لا يفتقر الاحترافية فلا يُضيِّع جماله ولكن يكسبها بُعداً جديدا، يسكب فيه شيئاً من ذاته.

” أنا المادة الخام لعيش حياة مليئة بالحب. هذا يبدأ بي.لدي الآن تقبّل جديد لذاتي، بجراح جديدة، وندوب جديدة. أنا. أنضج. أنا أنضج الآن ” توقفت كثراً أمام هذا المقطع من مقال جمال مكسور وذات متصدعة في مدرسة الحب الكامل لباتريك ليندر

وأجاب مقال ” كيف تتحدث عن كتب لم تقرأها  لماريا  بوبوفا ” عن السؤال الذي طالما شغلني وشغل كثر معي  : هل يجب أن نقرأ كل هذه الكتب من الغلاف للغلاف لكي نصبح أفرادًا مكتملي الثقافة؟

تقول : ” عندما ننظر للأمر بطريقة مغايرة قليلًا نجد أن لدينا: كتبًا قرأناها، كتبًا سمعنا عنها، كتبًا نسيناها وكتبًا لم نقرأها من الأساس. بهذه الطريقة تصبح القراءة أكثر من مجرد حاوية للمعرفة وتتحول لبوصلة توجّه ذواتنا نحو العالم. العالم الذي لا تصبح فيه الكتب محض عناصر معزولة عن بعضها بل نظامًا متماسكًا من الفهم: “كما يعرف المثقفون -ولسوء حظهم، لا يعرف العامة ذلك- أن الثقافة قبل كل شيء متعلقة بالتوجيه. أن تكون مثقفًا هذا لا يحتّم عليك قراءة أي كتاب بعينه، لكنه يحتّم عليك أن تتمكن من العثور على اتجاهك وتحديد الكتب التي تشكّل نظامًا حوله، هذا يجعلك قادرًا على معرفة كل عنصر وعلاقاته داخل النظام . “

وفي مقال كيف تحول قلبك الجريح لقنبلة مولوتوف لباتريك ليندر يثير هذا المقطع شجونا جمة

” نحن مخلوقات مُحبّة ، محدودة. أو مخلوقات محدودة ، مُحبّة. ولأن الحدود تحاصرنا، نميل أحيانًا لإخفاء الحب. لا نريد أن نتعرض للألم. وكلما تقدمنا في السن، يصبح الأمر أكثر خداعًا: كلما تعرضنا للألم والخيبة أكثر، كلما كان احتمال وقوعنا في أمان ذواتنا المحدودة أكثر. سوف يجرح قلبك أحدهم، ثم بشكل منطقي، ستحاول أن تحمي قلبك. المخاطرة تصبح أكثر صعوبة. الندوب التي تعرضت لها من آلامك السابقة ستخلق جدرانًا عالية حولك من السهل جدًا أن تختبئ وراءها”  

في مقال ” غيبوبة اصطناعية لاريل ليف ” تتطرق لفكرة تراود الكثير لمرة واحدة على الأقل في عمرهم ولا يجدون كلمات مناسبة ليعبرون عنها ” أحيانًا أتمنى لو أستطيع الذهاب إلى مكان أحظى فيه بغيبوبة اصطناعية. هل هذا خاطئ؟ فقط لعدة أيام. سأتمكن بعدها من الاستيقاظ وأنا أشعر بالراحة والانتعاش. وسأخسر بعض الوزن أيضًا وقت غيابي عن الوعي، وستذهب عني هذه الدوائر السوداء أسفل عينيّ. سيكون الأمر أشبه بعطلة.

أما مفاجأة الكتاب التي حملها لي بشكل شخصي هي مقال ” الروائي العداء عن هاروكي موراكامي” وكم هو ممتع أن تقرأ عن حياة أحد كتابك المفضلين ، دفعني ذلك للتساؤل بعمق : لماذا أحب هاروكي موراكامي ؟! ووجدت الإجابة هنا لأنه إنسان عادي جدا يشبه الملايين من البشر لكنه ليس عاديا بالمرة تماما كشخصيات رواياته العادية جدا المزدحمة بتفاصيلها جدا جدا .

تحذير.. هذا كتاب عادي جدًا لمن لن يراه بعين المحبة، لكنه سيحرم وقتها من ذلك التفكير الطويل في أن يجد ما يستحق الحب، أن يجد شغفه فيجد حينها نفسه.

.

 الكتاب متاح الكترونيًا >>هنا

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 كاتبة مصرية 

مقالات من نفس القسم