طارق هاشم
ها قد صرت وحيدا يا ًحمزة
صار دمي يعرج
بلا وجهة
صار لا يعرف الطريق إلى جسدي
كأي غريب عابر
الرجل يا حمزة
أي رجل
إذا قطعوا له ذراعا يقول
ليتني ما كنت مررت من هذا الشارع
أي صباح موجع هذا
أكثر الناس هنا يمضون بلا أذرع
ويبتسمون
الرجل يا حمزة
أي رجل
إذا استأصلوا إحدى ساقيه يقول
من أتى بي إلى هنا
أي ليل دام هنا
أكثر الناس هنا يمضون بلا سيقان
ويهتفون تحيا المقاومة
هي أزمتنا منذ أن خلق الله أنبياء بهذا الجمال
الرجل يا حمزة
أي رجل
إذا ما استأنفوا دورة حزنه
بكى
ولعق أظافره مرات ومرات
وطارد المارة في طريقهم إلى العمل
أي عمل
صار كالمجنون فعلا
أي سماء غائمة هذه
كل الناس هنا يستأنفون دورات أحزانهم كل ثانية
كالقديسين بلا امل
كنبلاء الروايات العظيمة
يمرون على بيوتهم
التي سرقها القادمون من البلاد الباردة
وهم صامدون
الرجل يا حمزة
أي رجل
إذا مات له ابن جميل مثلك
يقول
ما الذي يمكنني أن أفعل
فعظامه تئن
ودمه يغيب عن الوعي
وتقف دموعه عند حافة البيت بلا صاحب
يصير الواحد فعلا بلا لغة
بلا حروف تسعفه
إذا ما نادمه غريب
يصير قفراً مثلي
أي عالم مخز هذا
أكثر الناس هنا ودعوا أبناءهم
دون أن يجرحوا ظلا لعابر
الرجل يا حمزة
أي رجل
لا يمكنه أن ينسى
كيف يحمل مفتاح بيته
بين ضلوعه
ويهتف تحيا المقاومة