محمد الكفراوي
أيام كانت القوارض تهاجمنا ونحن نيام
السماء كانت أقرب .
حواسنا انتبهت على صوت فراغ كبير
نزّ من مسامنا المفتوحة
كنا نرتع في حقول حبلى بالنشوة والذهول.
نحزن حتى نشف.
نفرح حتى الدموع.
أطرافنا الخضراء كانت تنمو بسرعة فائقة
مشاعرنا تتغذي بنهم من وحي الطبيعة
رائحة العشب كانت تُتلف الأعصاب
تتركنا مخدرين في البراري.
بقع الضوء التي شكلت ملامحَنا
كانت تهمس في آذاننا بأسرار المجرات
الأغاني العذبة التي انغرست في وجداننا
علمتنا التصالح مع الهزائم
العيال الخضر التي تشبهنا
سلالة دهستها حوافر السنين .
لم يعد أمامنا سوى اجترار ماض أليم
محفور في عقولنا مثل ندبة أزلية .
أيام كانت القوارض تتسلى بعضعضة أطرافنا
ونحن نيام .