أنانغو..

أنانغو..
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

حاتم الأنصاري

(1)

نحنُ الجوازلُ 
(معشرُ الأحلامِ والنزواتِ
والمِحَنِ الصغيرة!)
جاءنا العطشُ المكيرُ.. عَلى عجَلْ
متأبطـًا إثمَ الرمالِ
ورغبةَ الغاباتِ في لعقِ البعيدِ.. من الجليدِ..
ومن شقوقٍ لطّخَتْ.. عُنُقَ الربيعِ
تسرّب الذُعر/الصقيعُ  إلى حناجِرِنا
وفي يدِهِ.. عواءٌ 
لا يساوره الصهيل
..
هَل مِن بديل؟

... 
قولي: أجل!

(2)

نحن الجوازلُ
امتطينا صهوة الضحكاتِ..

قسرًا

بل تزلجنا على سفح الزغاريدِ البهيجةِ

غير أن الخوفَ كانَ يوزّع العثراتِ

مجانًا

على طول المسافةِ

فانزلقنا، كالصُراخِ، إلى الفراغْ..

(لا لست أدري.. في الحقيقةِ

ما إذا كانوا يبيعون هنا

موتًا

برائحة اختبائكِ

في صدى صيْحاتنا..

..

عَدَمًا..

بِطعمكِ.. يا عسل!)

(3)

نحن الجوازلُ

والمعاجمُ، بين أيدينا، خَلَت

من أي تعريفٍ لعينيكِ..

فقلنا:

نجتهد!

* عيناك أمٌّ.. وابْنَةٌ، تتعانقانِ، تُرَصّعانِ الحبّ بينهما

بقطْرات الحليبْ

* دلوانِ ممتلئانِ بالماء الحنونِ

* خَميلتانِ..

على فراشٍ من أنينٍ لينٍ

(كي يستريحَ العشقُ من تعبِ الفراقِ)

* قبيلتانِ عريقتانْ..
(تتساكنان منابعَ الشمسِ الحزينة..)
تعبدان الكستناءَ،

تقاتلانِ الغيبَ بالصلوات.. أحيانًا.. وبالصبوات.. أحيانا

* عيناك سلسلتان من حِيَلِ الحواةِ القادمينَ من القمرْ

“هيا.. هلمّوا

 يا عيال!”

* مرثيتانِ تؤبّنان العاجَ في المدن الغريبةِ

* رقصتانِ بنكهة  الأنناسِ..

تأتلقان في استعراضِ “أورورا” الأخيرْ

* أو قُبلتانِ من الجنوب.. على شفاهِكَ يا شَمال                                                       

* أو صفعتانِ.. على جبينكَ.. يا شَمال                                                             

 * أو فرصتانِ خطيرتانْ..

* هدفانِ.. في مرمى البشاعةِ

* هِرّتانِ شقيتانْ..

تتسللانِ إلى المدرّجِ خفيةً

* عيناكِ.. لاعبتا تنس!

تتقاذفانِ المعجبينَ بـمضربينِ من السَتَانْ

تنورتانِ.. قصيرتانِ

خفيفتانْ

لم تعصيا

للريحِ.. أمرا

تركضانِ

فيركض الجمهور والحكام والإستاد والأضواء والكَـمِرات

والنفحات

واللعنات

خلفهما.. طويلا

تسقطانِ

فيسقط الظمأ الجبان..

* أو طفلةٌ، عيناكِ يا..

أو طفلتانْ

قد تَفرُكانِ،

بإصبعينِ من الكَكَاو،

حكايةَ الثلجِ المملّةَ

مَرّتَينِ..

فكيفَ لا تتقافزُ الألوانُ – في كُتبِ الصغارِ- مِن الفرح؟

..

قُل كيفَ لا ينبث صوتُ اللهِ

في رحم الهديلِ..

بلا خجل؟

(4)

نحن الجوازلُ.. لا أجيد سوى اللعبْ

والله يعرف كيف يبكيني.. أَجَلْ

 والله يعرف كيف يضحكني.. كثيرا

مِن حماقاتي الكثيرةِ..

ربما أنتِ احتفالُ الباوُبابِ

بمولدِ المطرِ العظيمِ..

أوِ اكتمالُ الإنفجارات البديعةِ.. ربما

أو ثورةُ الأبنوسِ والمنْغُو.. أَنَــنْغو

ربما..

الآخرون؟

الآخرونَ

تثاؤبُ الألوانِ

من فَرطِ البياض..

لغوُ الغبارِ

على رفوفِ الذاكره

يتراكمونَ

على رصيف العمر..

أكوامًا.. مُكَوّمَةً

..

فأينَ تخبئينَ

مِقشّةَ النسيانِ..

 يا؟

 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم