أم العيال
وهكذا
غدا من الواضح أنني أصبحتُ
أمّ العيال
أصبحتُ أحبُّ الشاي باللبن
ذاك الذي بغضتُه صغيرةً أصبح يربِّتُ على قلقي الكبير
الذكريات تهبُّ على روحي دافئة
وقلبي يمسكُ مروحةً ورقيةً
يهوِّي بها على وجهي الساخن
ليبرُد
الله أهداني وردتين وشجرة
أشم الوردتين
وأسند رأسي إلى الشجرة
وأسلّم على نفسي كل صباحٍ لأنها تفتقدني طوال اليوم
اليوم بدأتُ يومي الأول كـ أم العيال
أزور جوفي ببسكوتةٍ أو لقمةٍ جافة
أروح وآتي من المطبخ
أحضّر النور ليحيى
وأعدّ الأرز باللبن لرقية
ولا أجد الوقت لألعق أصابعي بعدهما
فألعق وجه يحيى بقطنة مبللة
لأن الجو بارد على غسل وجهه
يقولون..
أم العيال يجب أن تختلط ملامحها وتتبدّل
أم العيال يجب أن يختفي وجهها
أم العيال تظل هادئة قرب الحائط إلى أن تجف من اللبن
ليس سهلًا على الإطلاق أن تضع أصابعك على وجهك
وتقول أنا هناك.. خلف أصابعي
ليس سهلًا كذلك
أن تتعلم ألا ترى نفسك
أن تخاصم الحياة أحيانًا كي تراهم وحدهم
أن تنام وأنت تخشى تقلّبك كي لا تجرح صغيرك
فلا تنام!
أن تربّيك نقرات أصابعهم قبل أن يأتوا
وأن تصبح "لا أنت "
كي يكونوا "هم"
أن تكون "أم العيال"
=
أن تنسى أن تكون لفترة
..