، ولأني كنت اعرف أني سأسعد جدا بهذا الكتاب …. رغبت أن يحقق لي سعادتي تلك أحد مميز –ولأنه ليس هناك أحد مميز في هذا العالم قدر الرجل الذي أحبه –
طلبت منه ان يهديه لي في مناسبة خاصة –
ولأن الكتاب لم يكن متاحا في المكتبات ولأن دار ” ورد ” لا توزع جيدا هنا
ولأن المناسبة تأخرت … جاء الكتاب أخيرا
احترقت نصف التعويذة على الأقل / وأهداني هو الكتاب دون قلبه
وجربت أن اتحمم في ماء البحر – مانح الرغوة التي تكونت منها أفروديت ربة الجمال والسحر
تعريت من ملابسي ولم يهدأ الشوق خلعت عني بشرتي وأعصابي فأزعجتني دقات قلبي وضعت رمل البحر في اذني
فتحول الدوي لجنون
فوق موجة البحر التي تكونت منها أفروديت بقيت معاقبة للابد
ومتهمة بأقدم تهمة توجه لإمرآه في التاريخ – ساحرة تصنع تعاويذ الحب-
تهدي إيزابيل الكتاب إلى – العشاق اللعوبين / الرجال الخائفين / النساء الحزاني –
وتصدره بوصف لرجل يشبه حبيبي فتقول نقلا عن ” كتاب ” يعود للقرن الثاني عشر “
نفسه مثل عسل مطيب بالقرنفل الفواح
فمه حلو مثل مانجا ناضجة
تقبيل جلده مثل تذوق اللوتس
تكويره سرته الخفية مثل ضمة من توابل
ما تبقى من ملذات وحده اللسان يعرفها
لكنه لا يستطيع البوح بها .
تتحدث في أول الكتاب لتصف كل المسكوت عنه في ضمير النساء قائله … ” أندم على الحميات التي أتبعتها ، الصحون اللذيذة التي رفضتها بطلانا ، تماما كما أحزن على فرص ممارسة الحب التي تركتها تفوتني لإنشغالي بأعمال عالقة أو لفضيلة متشددة “
أفروديت – كما كنت اعرفها أنا وكما تقول الأسطورة هي الهة الحب والجمال والخصوبة – وهي تكونت عندما قام كورتس – إله الحرب عند الإغريق – بقطع العضو التناسلي لإله العشق ايورنس فسقط منه الدم والمنى في البحر فتكونت رغوة … تكونت افروديت من كامل الرغوة وظهرت عاريه داخل صدفة في البحر .
أفروديت – التي تقهر بالشهوة جميع الرجال
أفروديت – التي تبث البراءه في الوجود والحضور وفتنة الغواية ولذة الجسد ومتعة الروح .
هذه هي افروديت التي أعرفها
كتاب افروديت الذي كتبته إيزابيل الليندي – أنتهت منه كما تقول في مذكراتها بعد رحلتها للأمازون وتقول ان ما رأته في تلك الرحلة ألهب مخيلتها وجعلها تنهي الكتاب سريعا وهو ” كتاب في فن الحب والطهي”
حكايات ووصفات تنصب كلها في حالة أفروديتيه
وتعرف إيزابيل الأفروديتي بأنه أي نشاط أو خلاصة تثير الرغبة في الحب ..
منذ حصلت على الكتاب وأنا لا افعل شئ غير تحسسه والتقليب فيه وقراءة صفحات متفرقة وأنا نافذة الصبر وبداخلي رغبة في التهام صفحاته في إعادة كتابة كل الجمل التي أعجبتني / في تجريب كل وصفات الطهي
في الربت على يدي وتحسس الطريق للداخل
كما يهدي هذا الكتاب
في فصل بعنوان ” تعويذة العطور” تقول المرآه كالثمرة لا تطلق عبقها ما لم تفرك باليد”
تعرف كل الفتيات والنساء الحزاني الاتي يجدن فنون المطبخ القوة السحرية للدقيق الابيض ..لاشئ يلهينا عن الحزن قدر خبز كعكة او رغيف من الخبز – رائحة العجين الطيبة – ملمس الدقيق الناعم المغوي في التخفي ذاخله من أثار الوجع –
في كتاب أفروديت فصل بعنوان ” الخبز ، نعمة الله” تقول فيه نقلا عن – هايكو لباتريثيا دونغان
” هذه الليلة ،
مثل كثيرات بلا حبيب،
سأصنع خبزا
وأغوص براجم أصابعي
في العجين الناعم “
· كلما أشتكت صديقه لي من النسيان وعدم التركيز انصحهن بتناول حبات اللوز
أخبرهن بثقة انه يقوي الذاكرة وينشطها ، أقول لها أنا الطاهية المجربة أحرصي على تناول 4 حبات كل يوم وستتحسن ذاكرتك … ابتسم الآن واخجل بشدة من نصيحتي هذه عندما قرأت في كتاب إيزابيل فصل بعنوان ” ثمار ممنوعة ” تتحدث فيه عن اللوز وتقول اللوز أنبثق حسب الاسطورة من فرج الآلهة سيبلس ، ولا أظن هذا يسبب الذعر .
اللوز والحليب والعسل ألا تذكر بألف ليلة وليلة ، ونشيد الإنشاد في العهد القديم ، إنه يقرن بالوله والخصوبة ، وهو من أكثر عناصر الحلوى شهوانية … يستخدم في إيطاليا كدواء ومحرض غرامي … نكهته نافذة وحادة وأحيانا مرة يعتقد أنها تثير النساء … لذلك يستخدم بمتعه في الكريم والصابون وغسولات التدليك .
· في الكتاب فصل بديع بعنوان ” همسات” يمكنني منه تخيل ما يهمس به المحبين لبعضهم في لحظات الحب التي لا تخلو من تناغم وإبداع .
تقول إيزابيل – الكلمات ذاتها التي تبدو لنا فظة يكون لها في لحظات أخرى تأثير المداعبات الجريئة ساعة لقاء الحب الوحشية ، كل شئ يكمن في الهمس بها
فاللغة تصف ، تلهم ، تثير : للكلمات فعل السحر .
تقول إيزابيل في جزء آخر من الفصل ” الرجال أقرب إلى القرود من المرأة ، ليس عندي أدنى شك بذلك . فهم أكثر شعرا، أذرعهم أطول ، والدافع الجنسي عندهم يبدأ بالنظر ، كإرث أسلافهم القرود التي تناديها الأنثى خلال مرحلة الإخصاب .. “
وتقول – يشبه طقس الحب مفاجآت أعياد ميلاد الأطفال – كل شئ ينحصر في زيادة التوقعات .
الهدف بسيط – الذروة في حالة ، وزوج من الترهات البلاستيكية أو الكراميلا في أخرى .
وتقول نقلا عن روما الكلاسيكية رسالة حب من كاتولو إلى ليسيبا
” أعطني الف قبلة ثم مئه ، بعدها ألفا اخرى ثم مئة ثانية ثم ألفا ثم مئة ثم بعد الالف كثيرة نخلط الحساب كيلا نعرفها وكيلا يستطيع اي عازل أن يصيبنا بالعين حين يعرف أننا تبادلنا هذه القبلات كلها ” .
عن الزهور- وتتحدث إيزابيل عن الزهور وتقول أن لغة الورد كانت لغة المحبين منذ القدم وكانت لها شفرات معقدة جدا وتدل الوان كل زهرة على الرساله التي يرغب الحبيب في ارسالها لمعشوقه
وتحكي عن زهرة زرقاء أسمها ” لا تنسيني ” وتقول ان حبيبان كانا يتمشيا جوار نهر ولمحت الشابه الزهرة فمالت لتلتقطها لكن الماء سحبها بعيدا فخلع الحبيب ملابسه ونزل الماء ليحضرها لها لكن تيار الماء جرفه وقبل ان يغرق رمى لها بالزهرة وقال – لا تنسيني – تضيف إيزابيل أنها تسمي هذه الزهرة – زهرة المنفى- لانها اخذت بذورها معها وجزء من تراب حديقتها في تشيلي لتزرعها في البلد الجديد الذي ذهبت لتعيش فيه بعد احداث الإنقلاب العسكري .. وتقول ان المناخ الجديد لم يساعد على نموها أبدا وظلت تموت كلما زرعتها .
والفصل الذي أثار ضحكي كثيرا فصل بعنوان ” من الأرض بحب “
تقول فيه ” في ألعاب الطعام والإيروسية يفضل ولأسباب واضحة الأشكال القضيبية والدائرية : جزر ، دراق، القوام الإسفنجي والرطب كالبندورة والأفوكاتو: الألوان الشهوانية للقشرة والتجويفات الداخلية كالرمان والروائح النافذة مثل المانجا والثوم .
كثير من النباتات المفرط استخدامها في الأدب تعود شهرتها الأفروديتية إلى مظهرها فقط … فقد قرأت قصص عن بنات دارس ومستجدات يأثمن بالخيار . وأستغرب كيف لم يمنع بمرسوم ديني ، وهو إجراء الوقاية الذي كان يفرضه سلاطين العرب في الحريم “فالرجال لا يحبون أن يقارنوا به .
وتضيف – خضروات أخرى قد تذكر بالشكل الأنثوي مستديرة أو ناعمة مثل الثديين والإليتين ، وما من أحد خاصة الكبار في السن يفوته وهو يمسك في راحة يده حبة بندورة طازجة ويقضمها مالئا بها فمه بينما يصير عصيرها على ذقنه ورقبته إغواء ، مقارنتها بالمتع الفمية “
كما قلت منذ قليل أود لو أعيد كتابة كل الجمل التي تعجبني في الكتاب
لكني سأتحدث عن الفصل الذي اسمته هي ” أخيرا” وقالت
الشهية والجنس محركا التاريخ الكبيران ، يحفظان وينشران النوع
وتقول النهم والشبق الذان يجعلانا نرتكب كثيرا من الجنون لهما أصلا واحدا : غريزة البقاء – العلاقة بين الطعام والمتعة الشهوانية هو أول ما نتعلمه عند ولادتنا .
أظنني عرفت الآن لماذا لا يباع كتاب افروديت ولماذا هو نادر الوجود في المكتبات ، وابتسيم بخبث للورطة التي أوقعتني فيها تعاويذي الخائبة وخجلي من الإعلان على الملأ ان هذا الكتاب الغارق في الحسية هو اختيار حسن النية لفتاة تتلهى بالحب عن الحزن ، وتصدق جدواه في هذا العالم .
وتصدق ما قالته إيزابيل في مكان ما في هذا الكتاب
” أن الشئ الوحيد الأفروديتي هو الحب . ما من شئ يستطيع أن يوقف العاطفة المتأججة لشخصين عاشقين . في هذه الحالة لا تهم صروف القدر ، حنق السنين ، بطء الجسد، أو فقر الفرص فالمحبان يتدبران أمرهما كي يتحابا
وتقول أيضا
” الحب مثل الحظ يصل حين لا يستدعيه أحد ، يشوشنا ويتبخر مثل الضباب حين نحاول الإمساك به .. فهو ترف للمحظوظين لم يدركه من لم يجرح بسهامه “
أفهم ايضا انه لا يجوز لي تقديم هذا العرض لكتاب ” افروديت” كما فعلت الآن ، وأن كل ما عليّا فعله هو تبادله بشكل سري مع أصدقائي أو التباهي سرا ايضا بوجوده في مكتبتي كما نفعل مع كتاب” رجوع الشيخ لصباه” رغم انه من كتب التراث المهمة ذلك الذي نتبادله سرا ونتحدث عنه همسا ..
وعرفت ايضا أن عليّ في المستقبل أن أمارس الحب في خجل
وأن افعله في الظلام … وانساه فور خروجي للشمس حيث لا يبقى تحتها سوى الزيف والقسوة
والكثير جدا من الكراهيه والغضب .