محمد ربيع حماد
أعدائي مثاليّون جدًا
صفحاتُهم ملأىٰ بمأثوراتِ المتصوّفةِ
ومواقف الكَشْف والمَعِيَّة
يراها الإنسان الطبيعيُّ
فيوقنُ أنهم أصحاب أحوالٍ معَ الله
يمشون بين الناس حُرَّاسا للفضيلة
لا يعرفون الحروب الخبيثة
ولا يضلعون في تصفيَّاتٍ معنويةٍ
حينما تتقاطع المصالح.
(إنهم يهنئونني بابتسامات دافئةٍ..
ولا يتقنون غرسَ بذور الشك في قلبي)!
أعدائي وُدَعاءُ كحِملانٍ ساذجةٍ
يصافِحون بقلوبٍ مخلصة
لا يفقهون صَنعة التمثيل ولا أداءات المسرح
لسانهم يتقاطرُ شهدًا
لا يرمون الناسَ بالباطلِ
ولا يقولون: أحَّا عند الحاجة إليها.
(إنهم يترفعون دائما عن اللعنِ والسُّباب..
ولا يريني أحدهم من ظلام النفوس إلا بريقها)!
أعدائي مثقفون حدَّ امتلاءِ رؤوسهم بآلاف الكتب
ينيرون المحافلَ بمداخلاتهم الثريَّة في انتقاد البيروقراطية الجامدة
يواجهون الأفكار بحُججٍ دامغةٍ
فتحملُ أحاديثهم نبرةً وطنيةً ملحميةً
ويصرخون بالحريَّة وحقوق الحيوان
(إنهم يُفكِّكون الأشياء بعقولٍ حادةٍ..
ولا يعجزون عن فهم مشاعري)!
أعدائي أقوياء بطبيعتهِم
لا تهزُّّهم عواصف ولا تكسرهم ضمائر
وليس لهم قريبٌ أو صديقٌ في جهاز الشرطة.
(إنهم يقطنون خلف جدرانهم الصلبة..
ولا يستعملون طاقة الشر المفرطة مع ضعفي)!
أعدائي متواضعون حد الاختفاء
لا يتصارعون على أضواء المحافل والشاشات
ولا يلتقطون صورا نرجسيةً لحاجة ما
ومن بساطتهم لايأكلون sushi ولا pizza
ولايدخنون السعادةَ مع سجائرهم ال davidoff زاهدون في منتجاتTom Ford, Chanel, Dior, Gucci ويقنعون بما لديهم من عطاء أبدا.
(إنهم لا يحبون لعبة تخفي الأرواح..
ولا يتركون الستائر تحجب نواياهم عن رؤيتي)!
أعدائي ملائكةٌ بأجنحةٍ من كلامٍ
يشغلون حيزًا شاسعًا من الفضاء
يغدون واعظين
ويروحون مُحذِّرين
يُكرِّسون نضالهم الصادق
ضد الوصوليين وشُذَّاذ الآفاق
ويُعلنون الحرب على المبتزِّين ومشوِّهِي سمعة الشرفاء.
(إنهم ليسوا أشباحا..
ولكنهم تركوا لي مرونة التأويل
ولم يتركوا لي عرشًا من غبار)!
هؤلاء أعدائي وأنا السَّيِّئُ في رواياتهم.