أبناء الصدفة، دنشواي، وتراجيديا السقوط (2)

محمد فرحات
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

محمد فرحات

هل هي الصدفة حقًا، أم تُرى أن لا صدفة على الحقيقة؟ فيلجأ العقل للقول بها في حال انعدمت أنساق الأحداث من مقدمات وما يتلوها من نتائج، هل قامت الحرب العالمية الأولى لمجرد مصادفة اغتيال ولي عهد النمسا الأرشيدوق فرانز فرديناند مع زوجته بيد طالب صربي؟ أم لأن سراييفو مشتعلة بدعاوى القومية السلافية المناهضة للقومية الجرمانية، ثم لدعم القيصرية الروسية لتلك الدعاوى ضد الأطماع الجرمانية التوسعية، ثم لصراع دببة الرأسمالية العالمية على المستعمرات، وحل أزمات الركود الاقتصادي. فكان الظاهر صدفة و لكن وراء الصدفة الكثير والكثير من الأسباب المخفاة و المعلنة، وكما كانت الصدفة هناك في سراييفو، كانت الصدفة أيضًا هنا في محطة قطارات طنطا، ليتأخر القطار، فيقرر الهلباوي عدم الانتظار، صدفة أيضًا، ولكنها أيضًا حيلة عقلية، فتصرف الهلباوي لم يكن نابعًا إلا من خلفية نفسية وفكرية وقائمة أولويات، كان البند الأول فيها تحقيق المصلحة والمنفعة الشخصية وفقط، وعليه فتستوي لديه المتناقضات كلها، طالما تواجدت المصلحة، فدافع الهلباوي في تصديه للدفاع عن الفلاحين في البداية، كان لأنه شيخٌ للمحامين فيتحتم عليه الظهور على ساحة الأحداث في قضية ملتهبة كتلك، الظهور وفقط! والظهور سيحدث سواء دافع عن الفلاحين أو كان مدعيًا عموميًا لصالح الإنجليز! أم تراه الاحتراف والنظر في الأوراق ولاشئ غير ذلك، وعلام نستبق الأحداث؟

ينظر الهلباوي لوكيلة ويأمره بحجز تذكرة إياب للقاهرة، يردد الهلباوي لنفسه” فلنرسل أحد المحامين العاملين في مكتبي وهم بالعشرات، وحضور تحقيق لا يتطلب حضوري شخصيًّا، مازالت التحقيقات قائمة، والذهاب للبتانون أمر شاق وعسر. “

ما أن يستقر الهلباوي بمكتبه في القاهرة، إلا ويطلب الدخول عليه كبير ياوران مصطفى فهمي باشا، يطلب من الهلباوي مقابلته بمقر رئاسة الوزراء، يصارحه الباشا برغبة الإنجليز في أن يتولى الهلباوي دور المدعي العمومي ضد فلاحي دنشواي، ومقر المحكمة سيكون في مدينة شبين الكوم وليس في قرية البتانون بطرقها الترابية ومواصلاتها السيئة و الشحيحة، وبحسبة موازين القوى و المصلحة، مع الاعتبار أن دولة الباشا رئيس الوزراء قد اختاره هو، و لم يختر صهره سعد زغلول، كان فيه الكثير من المغازلة لغروره، وكيده لغريمه اللدود.

وهو قد عاهد نفسه من زمن على عدم الانحياز للجماهير بعواطفها الفوارة، والتي دائمًا تنتهي إلى العدم، فليقف حيث الكِفة الراجحة حيث المزيد من الشهرة و السطوة، و منصب وزير حقانية، أو حتى رئيس وزراء ليس ببعيد، فالإنجليز لن ينسوا من وقف بجانبهم، والجماهير ستنسى إن عاجلًا أو آجلًا، فقط بعض الشعارات و الحيل، يوافق الهلباوي بل ويخفض أتعابه من خمسمائة إلى ثلاثمائة جنية.

شكلت محكمة مخصوصة بموجب مرسوم صادر 1895 يقضي بتشكيل مجالس عسكرية استثنائية لمحاكمة من يعتدي على جيش الإنجليز، ويحتم المرسوم على البوليس حين تقديم المتهمين إلى القضاء أن يختار محاميًا لإثبات التهمة أي “مدعيًا عموميًا”.

يترافع الهلباوي، ولأول مرة يطالب محامي الظروف المخففة بتطبيق أقصى عقوبة ممكنة، يدعي الفلاحون أن الإنجليز جاءوا لصيد الحمام الذي يعد ملكية خاصة لهم، وأشعلوا النار في جرن القمح ليضيع مجهود زراعته، ثم قتلوا ” أم محمد”، فضربوهم بالشوم ليفر الكابتن بول، فيصاب بضربة شمس، يموت على إثرها، بعد محاولات من الفلاحين أنفسهم لإسعافه، ولتقديم الماء له حين احتضاره، فأين الجريمة ؟.( تزعم بعض الروايات أن الكابتن أخذ يعدو بضعة كيلومترات في أجواء شديدة الحرارة، حتى سقط الكابتن صريعًا بقرية “سرسنا” المجاورة ل”دنشواي”! )،

 يترافع الهلباوي، ليصف الفلاحين بالعصابة الهمجية، ويطالب المحكمة أن تحكم ” بأشد عقوبة ليس فقط لمصلحة الروح التي ذهبت وأصابها من الآلام قبل إزهاقها ما أصابها، ولا في مصلحة الضباط الآخرين الذين جرحوا، ولكن في مصلحة الشعب المصري.” وطالب القضاة ” بأن يرفعوا من قلوبهم كل رحمة، وذلك للظروف السيئة التي وقعت فيها هذه الحادثة “.

و أسدى الشكر للاحتلال وما يقدمه لمصر فقد ” حرر المصري، فترقى وعرف مبادئ الواجبات الاجتماعية والحقوق المدنية ” ثم قنن موقف الضباط الإنجليز، فهم قد” سلكوا مسلكًا شرعيًّا في كل شئ فاخطروا الجهات الإدارية بأنهم ذاهبون للصيد، ودلهم أهالي الناحية أنفسهم على دنشواي، وأخذوا الإذن بالصيد لهم من الأهالي …”.

ويصف الهلباويُ الميجور كوفين، الضابطَ الثاني الذي جُرح، بأنه ” الشهم الذي أقام ثلاثين شهرًا، يحارب بشهامة، ويقابل المصاعب فينتصر من واقعة لأخرى من بريتوريا إلى غيرها. ” و أن هذا البطل قد سلم سلاحه ” راضيًّا بالهزيمة أمام أولئك الفلاحين الهمج الذين لايعرفون للشهامة معنى، أمام أناس كان يظن أن للشر حدودًا تنتهي عندها فخابت آماله، كما خابت آمالنا فيهم ” فاتهم الهلباوي الفلاحين بأنهم سلبوا ساعة الضابط، وأنهم ما اعتدوا عليه إلا بغرض السلب والنهب “

كان دفاع الهلباوي عن الضباط الإنجليز قائمًا على أنهم صادقون بالفطرة، أما الأهالي فكاذبون بالفطرة أيضًا ” فلا غرابة إذا أخذنا بشهادتهم، وقد كانت كل كلمة من أقوالهم أمامكم في الجلسة، شاهدة على أنهم نسوا كل شئ إلا العبودية للحقيقة.”.

ثم استخدم كل مهارته وبلاغته، ليثبت توفر ركن ” سبق الإصرار و الترصد ” معتمدًا على واقعة أثبتها أحد الشهود بأن “حسن محفوظ ” أحد المتهمين قال للضابط:

” موش لازم تصطادوا..وإلا تعرفوا شغلكوا “

“ذلك أن نتيجة تعديهم فسرت معنى كلمة “تعرفوا شغلكم”، و أن خبر وصول الإنجليز كان معروفًا للفلاحين وهذا يعني أنهم قد خططوا للترصد بالجنود، و أن التعدي على الضباط لم يكن نتيجة لاستفزاز الموقف، لأن “أم محمد” لم تصب برصاصة طائشة ” وإنما أصيبت نتيجة للصراع الذي وقع بين الضباط والفلاحين حول البندقية، فانطلقت الرصاصة وأصابتها، وليس من المعقول أن الضابط سيترك الرجال ويضرب امرأة. “.

وعن ادعاء الفلاحين ملكيتهم الشخصية للحمام فباطل لكونه يأكل من الأرزاق العامة، ولا يقدم له أحدٌ بعينه الطعامَ، فهو من الأموال المباحة.

وعن حرق جرن القمح فإن الفلاحين هم من أحدثوه عمدًا، وألصقوه بالضباط ليبرروا الاعتداء عليهم، ودلّل على ذلك بأنه أجرى تجربة بإطلاق النار على الجرن فلم يشتعل “التبن” بفعل رصاصة، وتفسير ذلك أن الفلاحين قد افتعلوا ذلك بأنفسهم لإخفاء دلائل سبق الإصرار، ليختم الهلباوي مرافعته قائلًا “….نحن أمام محكمة مخصوصة غير مقيدة بالقانون، لأن المشرع لاحظ أنه توجد بعض حوادث استثنائية، وأن العقوبة يجب أن تكون على قدر هذه الحوادث، وكل الشرائع تثبت أننا محقون في طلبنا، منها القانون الفرنسي، و القانون الإنجليزي، وهذا يقضي بالإعدام دون أن يُشترط سبق الإصرار فلكم تطبيقه إذا فُرِض أن لا إصرار هناك، بل يمكنكم تطبيق قانون أى أمة تجدون فيه مصلحة الأمن العام، والشريعة الإسلامية، والقانون الإنجليزي في هذا الموضوع يستويان، ولا يمكن لأحد أن يعترض لأن البلاد إسلامية.”.

لم يترك الهلباوي محامي الظروف المخففة ثغرة تنفذ منها رقاب المساكين من حبل المشنقة، هل تراه كان يقصد إعدامهم، أم كان يظن أن القضية سياسية في المقام الأول، وستنتهي بحل و انفراجة سياسية ما، أم تراها شهوة الحجاج والبلاغة أنسته أن ملامح أولئك القابعين وراء القضبان فيها الكثير من ملامحه وملامح أبيه، قد شاهد هذا البؤس يومًا بعيدًا منحوتًا في وجوه إخوانه وأعمامه، قد سمع هذا الأنينَ يومًا تُرَجِعه أمه وأخواته.

ينهي الهلباوي مرافعته ليصدر بطرس باشا غالي حكمه ” فكان كالتالي:

أولًا: حسن علي محفوظ، ويوسف حسن سليم، والسيد عيسى سليم، ومحمد درويش زهران.. بالإعدام شنقًا.
ثانيًا: محمد عبد النبي، مؤذن القرية، وأحمد عبد العال محفوظ.. بالأشغال الشاقة المؤبدة.
ثالثًا: أحمد محمد السيسي.. بالأشغال الشاقة 15 سنة.
رابعًا: محمد على أبو سمك، وعبده البقلي، وعلى شعلان، ومحمد محفوظ، ورسلان السيد علي، والعيسوى محمد محفوظ.. بالأشغال الشاقة 7 سنوات.
خامسًا: حسن إسماعيل السيسي، وإبراهيم حسنين السيسي، ومحمد الغباشى السيد علي.. بالحبس مع الشغل سنة واحدة.. وبجلد كل واحدٍ منهم خمسين جلدة، وأن يُنفذ الجلدُ بقرية دنشواى فى ساعتها!
سادسًا: السيد العوفي، وعزب عمر محفوظ، والسيد سليمان خير الله، وعبد الهادي شاهين، ومحمد أحمد السيسي.. بجلد كل واحدٍ منهم خمسين جلدة بالقرية.. مع تكليف مدير المنوفية بتنفيذ الحكم فورًا..”.

” وهكذا، يكون عدد الأهالي الذين حُكم عليهم فى مذبحة دنشواى 21 منهم ثلاثة من عائلة محفوظ.. واثنان من عائلة سليم.. لكن العائلة التى حظيت بالعدد الأكبر ـ وهو أربعة أحكام ـ كانت عائلة السيسي.. وهم: أحمد محمد السيسي.. وحسن إسماعيل السيسي.. وإبراهيم حسنين السيسي.. ومحمد أحمد السيسي.”.

لم يفرح الهلباوي و لم يبتهج ككل مرة يكسب فيها حكمًا لصالحه، ساعتها فقط حين سمع أنين ذوي الفلاحين و بكائهم، علم أنه قد أصدر حكمًا لاهوادة فيه على نفسه و سنين عمره القادمة بل وعلى تاريخه كله، ساعتها فقط تذكر أنه كان من الأجدر به انتظار القطار.

وهاهي الإمبراطورية العظمى التي لا تغرب عنها الشمس تنكل بكل بطشها بحفنة من الفلاحين الذين لم تعرف بطونهم شبعًا، و لا أقدامهم حذاء، ومن محاكمتهم بشبين الكوم تقودهم في أغلالهم، وتحت وقع السياط على مرأى ومسمعٍ من ذويهم وأبنائهم وزوجاتهم الذين لم ينقطع عويلهم وصراخهم، تمر بهم على قرى المنوفية قرية قرية عبرة لمن يفكر في مس جندي من جنودها بسوء، حتى يصلوا إلى مقر تنفيذ الأحكام قريتهم دنشواي التي سمعت مواويلهم وضحكاتهم، واهتزت لضربات فؤوسهم لتخرج قمحًا و قطنًا لم يكن يومًا لهم، سكنت في ليالي الزمهرير لأنس حكاويهم حول نيران الركية،

 وبخار الشاي الأسود يتراقص حول أكوابهم الصفيح الصغيرة، وعلى مرأى من سنابل القمح،

 وأعواد البرسيم نصبت المشانق وأُقيمت عرائسُ الجلد، بين كل جسدين يتدليان في حبل مشنقة يجلد بائس.

 يقول وليم بلانت في تقريره الذي قدمه لمجلس العموم البريطاني عام 1907 ” وقامت هناك منصة كبيرة.. يبلغ علوها 30 قدمًا.. ولا تزيد مساحتها على مترين.. وربطوا حبلا كبيرا يكفى لتصيد فيل كبير.. وقد غصت سطوح الأكواخ بالنساء النائحات.. ثم صحن صيحات الرعد لما أبصرن معدات الإعدام قد نصبت.
وكانت المشنقة على مسافة 30 خطوة من الأجران التى كان يتصاعد منها دخان من بقية النار.. وأخشاب المشنقة على مرأى من القرى المجاورة.. وجماعات من الناس وقفوا على مسافات بعيدة لمشاهدة هذا المشهد المخيف. أما العساكر ـ الذين صفوا للحراسة ـ فلم تظهر على وجوههم دلائل الانقباض.. وتوالى التنفيذ.. وكان الكرباج يهوى على الأجساد.. والألم يوجب صراخًا.. وجماعة من المصورين و الصحفيين يراقبون المشهد وينتظرون.. وأيديهم على أزرار آلات التصوير.. وهكذا توالت الإعدامات.. والجلد.. والصرخات.. فى مشهد لن ينساه التاريخ… “.
 تتجاهل صفحات التاريخ هذا المشهد غَيْرةً على العزة الوطنية، ولكنها المشاعر الإنسانية بلا مواربة ولا تجمل، وماذا كان ينتظر المؤرخون منهم غير مشاعر الخوف و الترجي والرغبة في الحياة بل والبكاء و الصراخ حيال موقف صعب لم يرد في مخيلة أحدهم يومًا، وهم البسطاء الذين لم تبارح أقدامهم حدود قريتهم يومًا.

المشنوق الأول كان حسن محفوظ 65 عاما، يعتلي سلم المشنقة، ويستدير نحو قريته، يودع الحقول وأهله ويصيح” إنا لله و إنا إليه راجعون، الله يخرب بيتك يا شاذلي…الله يخرب بيتك يا محمد يا شاذلي ” و محمد الشاذلي كان عمدة قريتهم الذي سلمه للسلطات، وفي ثوانٍ يتدلى جسدُ محفوظ مشنوقًا.

“إبراهيم السيسي ” يصرخ تحت ضربات السوط المنهالة على ظهره العاري ليصرخ ” سقت عليكم النبي..سقت عليكم النبي ياهوه..اشنقوني أحسن و النبي..” ليغشى عليه و يستمر جلده..

“يوسف سليم” المشنوق الثاني، يصيح من على مشنقته ” اللهم انتقم من الظالمين، اللهم انتقم من الظالمين ” ما هي إلا لحظات ويتأرج جسده المعلق بحبل مشنقته ذات اليمين وذات اليسار..

ويصرخ ” حسن العوفي” تحت وقع السياط ” في عرض الافندي..في عرض الافندي..”

بينما لم ينطق ” عزب محفوظ” بكلمة يصرخ متأوهًا مع كل جلدة، ثم يأخذ في النباح في نوبة من السعار.

يتقدم ” محمد درويش زهران” للمشنقة، وكان قد نفد صبره، فيصرخ في وجه “عشماوي” ” شهل ياخي…شهل”!

تكتب المؤيد “فهوت مع زهران قلوب النساء المتفجرات ولطمن الخدود، وتُرك معلقًا في الهواء..تذروه الرياح..يمينًا وشمالًا..أقمن المناحات، أخذن يبكين رجالًا يصرن بعدهن أيامى، وينظرن إلى صغار سيكونون بعد آبائهم يتامى، فهن نارًا حامية، وهم في البؤس خالدون.”.

يكتب العقاد ” كنا أربعة نقرأ وصف التنفيذ في أسوان فأغمي على واحدٍ منا، ولم نستطع إتمام القراءة إلا بصوت تخنقه العبرات “.

ويسخر “برنارد شو” من عدالة الإمبراطورية العظمى، ويقدر جهودها بحثًا عن «بروجرام» تسلي به جمهور المشاهدين لحفلة الإعدام لتحول بينهم وبين الملل خلال نصف الساعة الذي كان مفروضًا أن يظل فيه جسد المشنوق معلقًا للتأكد من موته.

تقام المآتم في أنحاء مصر، وتصب الصحفُ لعناتها على أربعة اللورد كرومر ممثل الاحتلال، بطرس غالي رئيس المحكمة، فتحي زغلول، شقيق سعد زغلول عضو هيئة المحكمة و الهلباوي..

لتنهض الروح الوطنية المصرية بعد طول نوم استمر من 1882 وتستيقظ على مأساة دنشواي..

” يتبع..”

………….

المراجع :- حكايات من مصر، صلاح عيسى.

مخطوطات محاكمة دنشواي، متحف دنشواي.

تقرير، ويلفريد بلانت، لمجلس العموم البريطاني.1907، ترجمة حسن مرعي تحت عنوان

“فظائع العدالة الإنجليزية في مصر” و نشر بجريدة المؤيد المصرية تباعا 1907.

 

 

مقالات من نفس القسم