يوم في حياة كاتب متجوّل

رحاب إبراهيم

(1)

ليس لديه ما يخسره

مثل بائع سرّيح جديد في المهنة

يجرّب كيفما يشاء

يلفّ من شارع لآخر

  يعجبه صوته أكثر مما تعجبه بضاعته

ويحب التفات المارّة إليه

والتفافهم حوله أحياناً

تقليبهم في البضاعة باهتمام

أو حتى باستهجان

المهم أن يكتمل الطقس

(2)

انتصف النهار وعدّى

والشوارع الصغيرة حفظها وحفظته

ولم تعد أغانيه القديمة تطربه

..يريد أن يصطاد الجديد

  من الأماكن والأغنيات والناس

هناك دائما  ماهو مفقود

 وغير قابل للتعريف

 لذا هو مسكين للغاية

يبحث عما لا يعرف وصفه

(3)

 يحتاج شجاعة كبيرة

 ليستطيع اللعب مع كل هذه المخلوقات الغريبة

التي تسكنه

  أشباح الماضي والحاضر

 والمستقبل

 يخرجها بحرص

 ويصفها أمامه على الطاولة

يخرج قلبه

  يفتح جرحا ليسلّيك

أو يريك ثقباً غائراً ليثير فضولك

  يشد المناديل الملونة كساحر

  عقدة مشبوكة في الأخرى

 وكل مرة لون جديد

والعقد لا تنتهي

 من قبعته تقفز الأرانب

بيضاء جميلة

ومزعجة