هذا يكفيني

هذا يكفيني
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام
آنخيل جونثاليث ترجمة: مصعب السيد .. لو كنتُ الله، وكان لديّ السر، لخلقت كائنا يشبهكِ تمامًا لاختبرته (كما يختبرُ الخبازون الخبز، بأفواههم) ولو كان هذا الطعم مثل طعمك، أي له نفس رائحتك، ونفس طريقتك في التبسم، وفي البقاء صامتة، وفي الشد على يدي بحرارة، وفي تبادلنا القُبل دون أن نؤذي بعضنا (وأنا متيقن من هذا: أحتاط دائمًا وأنا أقبلك*، حينها، لو كنتُ الله، لأمكنني أن أكرركِ وأكرركِ، دومًا نفسكِ ودومًا مختلفةً، دون أن أكلّ أبدًا من اللعبة ذاتها، ودون أن أستهين بالشخص الذي كنتيه مقارنةً بالذي ستكونينه في غمضة عين؛ لا أدري إن كنتُ واضحًا، ولكني أرغبُ في أن أوضح أنني لو كنتُ الله، لفعلتُ ما بوسعي لأكون آنخيل جونثاليث حتى أحبكِ كما أحبكِ، ولأنتظرَ بهدوء أن تخلقي ذاتكِ كُلَ يومٍ، أن تباغتي الضياء الوليد كلَّ صباحٍ بنوركْ، وأن تزيحي الستارة الخفية التي تفصل الحُلم عن الحياة باعثة فيّ الروح بكلمتكْ لعازرَ* مغتبطًا، أنا، لا أزال مبللًا بالظلال والكَسَل، مشدوهًا ومذهولًا بتأمل كل ذلك الذي، وأنا نفسي من ضمنه، تستعيدينه وتنقذينه، وتحركينه، وتخلفينه ورائكِ عندما -لاحقًا- تصمتين... أُصغي إلى صمتك أسمعُ النجوم: أنت موجودة أومن بك. أنت موجودة. وهذا يكفيني. _________ *طبقًا للإنجيل "لعازر" هو شخصٌ أقامه المسيح من الموت آنخيل جونثالث (1925-2008) أحد أهم شعراء إسبانيا في فترة ما بعد الحرب الأهلية أو ما يسمى بجيل الخمسينات. ترك عددا كبيرا من الأعمال الشعرية نذكر منها: "عالم رديء"، "بلا أمل، باقتناع"، "درجة أولية"، "كلمة فوق كلمة"، "حواش قصيرة على سيرة ذاتية" وغيرها وصدر له بعد وفاته "ليس الأمر خطيرا". وله عدد من الأعمال النقدية عن بعض الشعراء الإسبان مثل خوان رامون خيمينث وأنطونيو ماتشادو وشعراء جيل 27

مقالات من نفس القسم