فازتْ بالعديد من الجوائز الإبداعية المحلية و العربية .. تمتازُ تجربتها الإبداعية بخصوصية فريدة في الشكل و المضمون ، تجعلها متفردةً عن بنات جيلها .. سألناها :
* بعد حوالي عشر سنوات على تجربتكِ الإبداعية .. كيف ترين الكتابة الآن ؟
– أراها صحراء واسعة تعطيك إشارات بليغة خفية ، حديثها همس ، و تجسدها ريح ، و من لم يتلقِ إشارتها البليغة سوف تكنسه الريح ، الكتابة جارحة في فضحها لزيف الكاتب و قصر نظرته للحياة ، بعد عشر سنوات من الكتابة صرت أخافها أكثر .
* و كيف تكتبين ؟
– بعد نفس عميق يذكرني بالحياة وإغماضة عين تذكرني بالنفس ، وشخصيات سادية في تحديد موقفها وزمانها و مكانها ، وعن طريق التشابك داخل خريطتها النفسية تنتج أزمتها و تفرزُ لغتها .
* هذا عن فعل الكتابة ، فماذا عن مضامين الكتابة ذاتها ؟
– في مجموعتي الأولى ” أفيال صغيرة لم تمتْ بعد! ” و كذلك في روايتي : نصفُ عين ، التركيزُ كان في الأساس على الإنسان المهمش البسيط ابنُ طبقتي المتوسطة – التي تحوّلتْ بفعل الحراك الاقتصادي الأخير إلى دون المتوسطة – الذي يُجاهدُ كي يجد الاستقرار النفسي و العاطفي ، يجاهـدُ و يسافرُ ويتغرّبُ للحصولِ على الاستقرار المادي .
* ألا تتفقين معي في أنكِ تعزفين وحدك لحناً يختلف بدرجةٍ ما عمَّ تكتبه بنات جيلك ؟
– ربما .. لا أعرف ، في أحيان كثيرة أجد هذا صحياً للكتابة ذاتها فليس مطلوباً أن نكون نسخاً مكررة ، صحيح أنني لا أُجيدُ الصدامية في الكتابة ، و لا أُجيدُ هذه الطبخة المعروفة مُقدماً عن إضافة مقدار من المفارقة ، و مقدار أكبر من الجنس ، و آخر لتهويماتٍ لغوية ، و أخيراً إضافة كريمة الكتابة الأنثوية !
و إنما أكتب هكذا دون انضمامٍ لجماعةٍ تقفُ ورائي و تُعلنُ عني .. أكتبُ لتكون كتاباتي رجعٌ لصدى صوت الإنسان العربي الذي يحاول أن يعيشَ رغم التحديات
و الهموم الداخلية و الخارجية .
* كتاباتك قد تبدو بسيطة و سهلة ، و لكنها أيضاً صعبة و تحتاج لتركيز ، ما تفسيرك ؟
– قلت إن شخصياتي سادية تختار طريقها و لغتها ، كذلك كتابتي سادية تريد للقارئ أن يصفو لها ، يقتنع .. و يتأثر .. يحب .. و يرفض .. يتعارك معها ، فأنا لا أكتب حدوتة قبل النوم اللطيفة السهلة المسلية ، و إن كنت أقدر كل أشكال الكتابة و لكني لا أستطيع التغريد من خلالها ، و لهذا لا أصف كتابتي بالسهلة
و كذلك هي ليست صعبة ، هي فقط حقيقية جداً و تصبو لقارئ حقيقي .
* و ماذا عن مشروعك الإبداعي ؟
– كتبت مجموعتين قصصيتين ، إحداهما نشرت و الأخرى في سبيلها للصدور ،
و روايتين إحداهما نشرت و الأخرى في سبيلها للأدراج .
…………….
*مجلة الإذاعة والتلفزيون، العدد رقم: 3598 ، بتاريخ : 28 فبراير : 2004