مقعدٌ خالٍ

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

إلى محمد سعيد

في المقهى المطل على الميدانِ

صورة من بداية الحرب

شهيدٌ بالأبيض والأسود

كان هذا قبل أن يتلوّن الشهداء

في الواجهة

شبابيك زجاجية كبيرة

على هيئة مربعات

هناك في أقصى اليسار

عند المربع المطلي بالأزرق الداكن

يمكنك أن تلمح الرجل

الذي يخبيء الحكايات في جيب المعطف

الرجل الذي علقت الحرب بجلده

وأضاع قلبه بين المولد والمسرح

ينفث دخانه كقاطرة

بوجه تجديداتٍ تحاول تغيير المكان.

اختفت كتابة الجدران

ظهرت لافتات دعائية وملصقات انتخابية

تغير مزاج الزبائن

كثرت مشاجرات الدومينو

صخب مباريات من وراء البحر

وإعلانات سلع لا نعرفها

والرجل بسنابل مؤجّلة

بجوار طلاء من زمن الغارات

كيف نجا هذا الأزرق من فخ التجديد؟

والرجل

بغصنين من الريحان

الرجل الذي يعرف الأشجار

الرجل المتعادل مع الحياة

كلاهما أكل كبد الآخر

كيف لم يترك شيئا؟

مر وقتٌ أكثرَ

بوسعك الآن أن ترى هذا

مقعدٌ خالٍ هناك في أقصى اليسار

مربع مطلي بالأزرق الداكن

ينظر إلى صورة بالأبيض والأسود

يسأل عن الرجل الذي ترك كل شيء

ويسخر من زبائن حمقى

يظنون أن الحرب انتهت!

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم