قصائد من ديوان “عن الذئب الذي في قلبي”

أفين حمو
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

أفين حمو 

عن الذئب الذي في قلبي

 1

على عتبة مطبخي

 يتحول ضيق المكان

 إلى مكان واسع

 غابة لم يسكنها أحد قط

 مدهش انتظام اشجارها

 في المدى القريب أو البعيد

 لوحة للحياة بألوان قوس قزح

2

هناك …

 لا تحتاج إلى جهد كبير كي تفرح

 أو تقطف العنب

 أو الضحك الأخضر

 تستطيع بالرقص

 أن تنسى الخراب

 3

هناك …

المكان نقطة ارتكاز للعالم

 الخرائط تبرز بتدفق الخفقان

 الأضواء تشع على الطرقات كالبشارة الزرقاء

 في مطبخي أصنع من جسدي تفاحًا

تحفًا صغيرة لك

 أستدل على ذاك الصوت المرئي لحواسي

 أطعن الحواس الخارجة عن سيطرتي بالظهر

 اقذف بها خارج الكواليس

 أبحث

أتطفل على المناطق المظلمة في عقلي

 أنير عتمة كهوفه العصبية والإدراكية

 أخبر النساء المختبئات تحت (ميلامي)

عن حماقاتي في الليل تحت ضوء القمر

 عن الذئب الذي يعوي داخل قلبي

 وهو يبحث عن وشم الشمس

 بين جدرانه المعتمة

 بأدخنة من غبار السنين

 عن أصابعي اللامرئية

 وهي تجمل وجوها خدشتها العتمة

 4

 هناك …

 أنتعل كعبًا عاليًا من المشاعر

بمفردات خارج المجاز المحنك

 تكتبني قصيدة

كأنا ذاك المرئي من بين الابواب والنوافذ

 والمقاعد الخاوية دون غيري

 أكون كزهرة اللوتس البيضاء

 وسط غابة ممطرة .

 ……………………………………………

أحاول أن أكتب

حاولت أن أكتب الشعر

 لكنني لم أفلح أبدًا

 أن أكون شاعرة

 من الشعراء

 ممن يتبرؤون من الإله

 يتجرعون كؤوس النبيذ

 يتصادقون مع الشيطان والخنازير

 لم أفلح أن أكون شاعرة

 أحيك كنزة للعدم بأبرة من قش

 الشعراء يحولون الصحراء إلى بحر أزرق

 وكلاب زرقاء

 السماء إلى مملكة في مدارات الكون المظلم

 البحر إلى طريق معبد بالزهور الأرجوانية

 كي تعبره العاهرات في الليل

 إلى كمنجة بيد عاشق مفلس

 يغتالون الموت حرقًا

يتصدون للغة

 يقتلون حروف الجزم

 والنصب

 والرفع

 بمهشات الذباب

 يعشقون السكون لأنهم دوائر مغلقة

 يقيمون الصلاة على الروح

جماعة وفرادى

 قلوبهم كرحى الحجر

 تطحن الهواء والعبث

 يداهمون النفوس كالطوفان

 لن أفلح أبدًا في أن أكون شاعرة

 بنهد دافئ

أنا اسقط مع أول سقوط للنور

 فوق الحقول

 أقف كفزاعة دون هدى

 تنتحر حروفي تحت قدم عصفور

 أو عجلات مدحلة

 لا أحتاج للبحث عن الإله أو دخول المساجد

 رغم أن دربي موحل

 أستدل اليه دومًا

أمسح غبار الحزن من عيني طفل جائع

 حروفي لم تكن يوما (سيمفونية ) تنعش الروح

 وترهف الاحاسيس

حروفي محرقة مواطن غائب عن مسقط رأسه

 تتوهج قبل الأوان

 ثم سرعان ما يخبو الوهج شقاء

 سخونة ذاكرة في ركن مخفي

 صمتا تامًا وأنفاسًا للبقاء

…………………………………………..

ماذا يفعل الضال ؟

 

يجلس القرفصاء في مفترق الطرق

ينحني لينصت لأصوات الطرقات

لأصوات الأوراق المكتومة

للخطوات

لوشوشة ريح مجهولة

يحاول أن يعرف مصير الخطى

وآثارها

تناغمها وبعدها وقربها

 

ماذا يفعل الخائف ؟

الخوف غولٌ يبتلعنا داخل جوفه

ثقب أسود لم يكتشف محتواه

يسربلني بوشاحه يجرفني إلى داخله

فتعال إلي أيها الحبيب

لماذا لا نبدأ الآن؟

ونعيد كتابة القصيدة

أكون الحرف الساكن منها

النائمة بين حناياها

وتكون الفاعل المرفوع

العابق كالورد في الضمير

النار في شتاء زمهرير

أمنية بين حنايا كل سطر

أعلم أني كنت قبلك

فعلاً مبنيًا للمجهول

منزوية في زاوية الوحدة

أسيل على طاولة الوقت

كغبار حزين

أعيش مع اشباح الواقع

والأوهام

وعتمة السنين

تحت جفن الصخور

 

لماذا لا نبدأ الآن؟

ونعيد كتابة القصيدة

تقطف لي من السماء

الفرقد

وتسحب خيوط الشمس

تنسجها وتصنع لي منها

 القلائد

سيكون الله شاهدًا علي

لأجل عينيك الزرقاوين

عشقت الحرف

كتبت الشعر

من أجلك أنت

أحببت ترجمة القصائد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعرة سورية، الديوان صادر عن الهيئة العامة للكتاب 2022 

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني