وقد رسم الأنف كبيرا نسبيا يتدلى من فتحتيه رجلا بنطلون رمادى اللون، يتحرك هنا وهناك باحثا عن مكان له وسط العالم. فإذا وقف في شوارع المدينة، يتحول الرصيف إلى فم وإشارات المرور خضراء اللون إلى ما يشبه العيون. وفي المكتبة يجلس فيصبح الكتاب المفتوح أمامه كشارب ومصابيح المكتب عيون يتوسطها تلك الأنف. و إن ذهب لمطعم، جلس إلى طاولة الطعام يتوسط النادلين لترى وجهيهما عينين يجاوران الأنف ويصبح طبق الغذاء بما فيه من سمكة حمراء ؛ فماً. حتى الخلفية باستدارة بسيطة لبعض الخطوط ستوحى لك بالوجه ، ليكون الأنف دوما بمركز الحدث.
وإن شعر الأنف بأن العالم كبير وهو مسافر فيه، ازاد إصراره على أن يجد له مكانا به. فعلى أعلى القمم يصاحبه الطيور فتشكل عينان ينظران إلى الطريق تارة وتارة أخرى يحلق الأنف بجوارهما و يصنع طائر آخر الفم. وفي أعماق البحار نجد له مكانا وسط الأسماك ليجعلك ترى ذلك الوجه أينما ذهبت حتى وإن كان في القطب الشمالي وسط البطاريق، سترى وجها ثلجياً تتوسطه الأنف. لوحات سريالية عديدة تستطيع أن ترى فيها الأنف يتوسط المشهد فتتحول فيه العناصر إلى عينين وفم فتكون أمام وجه حتى وإن ذهبت مع الأنف إلى السوق وسط زحام الناس. سوف تميز عينين من قرع العسل يقف الأنف وسطهما أمام خلفية من ثمار البطيخ والموز و ربما تكون القبعة الحمراء للرجل الذي يأكل الايس كريم،هى الفم .
لكن الأنف بائس ، لقد رأى العالم و ذهب إلى هنا وهناك لكنه لم يشعر بأنه وجد مكانا حقيقياً ينتمى إليه ويكون فيه سعيدا . فقد ذهب في رحلة استكشاف لكنه انتهى باحساس بالغربة فلا مكان يشعر بالانتماء إليه رغم كل ما رأى .فيظهر لنا الأنف ممددا على أريكة بعيادة طبيب ليخبره “كيف لا ترين ، فالعالم كله يدور حولك ومكانك في الوسط .. لأنك الأنف ! ” . ليستعيد هويته من خلال تلك الكلمات ولتنتهى المغامرة باحتفال الوجود.
بريفيو:
Immer der nase nach /The a Adventures of the Nose
Viviane Shcwarz تأليف
http://vivianeschwarz.blogspot.com/
Joel Stewart رسوم
http://www.joelstewart.co.uk/joelsite/biog.html
في طبعة الألمانية Ars Edition 2002 صادر عن
حازت الرسوم على جائزةSilver medal, Parents Choice2002
وترجم الكتاب إلى عدة لغات منها الألمانية .