عادل محمد
(1)
#الظَّنّْ
غَجَرٌ حيث التَمَعَ المعدنُ حَلّوا
وإذا انطفأَ التَّنُّورُ ونام عيالُ القريةِ رحلوا
لولا أثر الرقصةِ في الرملِ
ورائحةٌ خلَّفَها الفنّْ
الظّنّْ
جَمْعٌ في بيتٍ
إنْ تنثرْ ملحًا فوقهمو لم ينزلْ
لكنك إن ألقيتَ الإبرةَ سوف ترنّْ
الظنّْ
تقشير الوردةِ عن نحلٍ مختبِئٍ فيها
لو كان الشّهدُ يضوعُ
وكان العطرُ يَطِنّْ
الظنّْ
جَيبٌ خلفيٌّ بمنامتكَ الشتويةِ
لا يصلحُ إلا للتفكير بماذا يصلحُ!،
خيطٌ منسلٌّ من ياقتِكَ،
سؤال النور لذهن الشمعةِ،
أو إنكارُ رغيفٍ فضْلَ رمادِ الفُرنْ
………………..
(2)
#الصبر
“وصفوا لي الصبرَ” ببائعة مناديلَ
تراقبُ بائعةَ مظلاتٍ
في حرِّ إشارةْ
وببائع طُعْمٍ
يمدح إخفاقَ صِنارةْ
الصبُر حصانٌ في عربات قطار بضائع
وقطارٌ خشبيٌّ في شنطةِ سيارةْ
الصبرُ مقارنة الوجهِ
لقاضٍ في إثْرِ مرافعةٍ
وسجينٍ في إثْرِ زيارةْ
وصفوا لي الصبرَ!
فهل يمكن وَصْفَ المصيدةِ
إذا فأرٌ أفلتَ
في لحظة جوعٍ ومهارةْ
……………………..
(3)
#الخوف
أنْ تُوقِفَ قَطْرَةَ ماءٍ فوقَ جدارٍ مائلْ
رِيحٌ صارخةٌ خلفَ زجاجٍ
دراجة مسؤول بريدٍ
لا يعرف عنوانَ رسائلْ
قفصٌ من شمعٍ سائلْ
الخوف مرور الطير على النارِ
وإجفالُ الكاتب
وهو يمرر ريشتَه المحترقةَ في حبرٍ قاتلْ
سهمٌ من ماءٍ في خاصرةٍ من طينٍ
رقصٌ بكعوبٍ حافيةٍ في ساحةِ شوكٍ
مطفأةُ سجائرَ تنفخ أرواحًا
برمادٍ شبحيٍّ ومخاتِلْ
الخوفُ الخاتَمُ
محبوسٌ في إصبع عملاقٍ هائلْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من ديوان “التصويب على هدف متحرك” الصادر مؤخرًا في سلسلة “كتابات جديدة” عن الهيئة المصرية العامة للكتاب