عبد اللطيف النيلة
– قم يا إبراهيم! إلى متى تظل نائما؟
هدوء خامل يلف جسدي، أسترخي باستمتاع… يرتبك هدوء جسدي، أحد ما يهزني من كتفي..
– ابراهيم! يا إبراهيم! أفق!
أفتح عيني: أمي منتصبة بجانب سريري الخشبي.
– لقد نسيت نفسك. الساعة الآن تدنو من السابعة صباحا.
– سأستيقظ.
– يبدو أنك لم تسمع رنين المنبه! لقد سهرت بالأمس طويلا ، وشربت مرة أخرى!
– كلا. لم أشرب.
– أتكذب على أمك؟ الزجاجة تحت السرير. لكن قل لي ألا تنوي أن تعمل اليوم؟
– أريد أن أستريح..
– تستريح! ثلاثة أيام من الراحة ولم تسترح بعد!
– لقد تعبت من البيع و الشراء. والعسس كما تعلمين يطاردوننا هذه الأيام.
– أعجب لك يا ولدي! أبوك يتحامل على نفسه ويذهب إلى القارب، وأنت الشاب تقول تعبت!
أغمض جفني.. ألم يجثم على مؤخرة رأسي. تجتاحني رغبة في سيجارة تعيد إلي الصفاء. أسمع خطوات أمي وهي تغادر الغرفة. أقوم من السرير متثاقلا. أتمطى. أحدق في زجاج النافذة بإمعان كأني أبحث عن أثر الأصابع المتشنجة.
- ••
امتداد متموج غامق الزرقة. أحس بصلابة الصخور تحت قدمي. طقس معتم أسراره أشعة النجوم. جسدان منتصبان يتلامس جانباهما بخفاء مبيت. أقف وسط ليل البحر ذي الروائح المالحة. يدي العمياء تزحف باحثة عن اليد المدلاة من كتف الجسد الآخر. تلتقي اليدان صدفة، فتضغط يدي الخشنة على اليد الناعمة الممتلئة. لحظة النشوة الطالعة من نبض العروق الساخنة. تغوص اليد الناعمة.. في استسلام بارد. وتقول الفتاة جارحة هسيس الصمت بصوت تمازجه بحة: «ماذا جئنا نفعل هنا؟». أنتفض، وأنظر إلى وجهها المغسول بلمسة عتمة خفيفة، وأقول: «لا تكوني ساذجة، نحن هنا لنشم هواء البحر» وأضحك، فتجاريني في الضحك. ارتطام شهوة الموج بصمت الصخور الوقور. أصوات شاحنات تمر في الطريق الممتد خلفنا على طول الشاطئ. تجيب منتزعة يدها من يدي: «لم نتفق على هذا الخلاء!». قبة رقيقة تتعانق في سقفها خيوط الأحمر والبني. نسيم رذاذي يحيط جسدينا بتحيات مدغدغة. أقول: «أظن أن الجو جميل هنا»، تسرح يدي في اكتناز الخصر. ترد الفتاة: «لكنك قلت إن لديك شقة فارغة، أم أنك كنت تكذب علي؟». عتمة خفيفة، أمواج، إصغاء الصخور لموسيقى الليل والبحر. أقول: «الواقع أنني ضيعت مفتاح الشقة». تطلق الفتاة ضحكة موشاة بالسخرية. أدنو منها تاركا لوجهي أن يفصح عن رغبة محمومة. ترمقني بنظرة فيها تمنع وغنج. أطوقها بذراعي، تحاول أن تتملص مني، أهمس لها في أذنها، ترتعش، أضمها إليّ بأنفاس لاهثة، أغرق في وجهها، أحس أنها بدأت تلين، أحرث الشفتين الملونتين بالقرمزي. أقول: «تخففي من هذا الجلباب!»، تجيب: «هل جننت؟»، أقول: «كل شيء فيك يدعو إلى الجنون!». تضحك مرة أخرى: «البرد.. لا يمكن أن أخلع في هذا العراء». أقول: «سأخلع أنا أولا، ثم تفعلين مثلي. اتفقنا؟». تجيب: «ذاك شأنك. أما أنا فلست حمقاء حتى أخلع». نغمة الجدية تنبعث من صوتها. أظل صامتا أحدق في وجهها المعتم قليلا، ثم أقول: «لا تضطريني إلى الغضب». تـقول: «هذه اللهجة لا تعجبني ويجب أن تفهم أني لست جنية حتى تسوقني إلى هذا المكان الموحش».
- ••
الأنفاس البنية تخرج من فتحة فمي ومن منخري. تبتل أهداب عيني بكثافة لذيذة. يهتز لون الجدار. تتحول الخربشات إلى وجوه وأشياء. يتمايل رأسي ثقيلا. تغرق عيناي في شاشة الجدار. تنضم شفتاي بإصرار حول رأس النشوة. تجتذبان نفسا عميقا وترتخيان. تتراقص الأنفاس البنية في هواء الغرفة الصغيرة. أتفحص الأثاث كأنما أراه لأول مرة. كانت الأشياء تبدو بهيجة ملونة كما لو كانت خارجة من تلفزة بالألوان. لم أستطع أن أتخيل أني سأفارق هذا المكان ذات يوم. لي في كل شبر من البيت خطوة وجلسة ووقفة واستلقاءة وكلمات وذكريات وشرود… أيمكن أن تأفل، فجأة، كل هذه الأشياء؟ تهديدات مالك البيت ما فتئت تطاردنا: الزيادة أوالإفراغ. يصعب عليّ أن اصدق أننا، بكل تاريخنا، سنجد أنفسنا، ذات يوم، على الرصيف أو في خربة. أحني رأسي إلى الصدر، تتردد في أعماقي فكرة عابثة: «كم هي الأشياء هشة!». هشة.. هـ.. شه.. شه. أسمع نبضات قلبي قوية بطيئة في سكون الليل. تمتد يدي إلى الكأس لتزرع ريقا في الفم المتيبس. قهقهة عالية ترن داخل رأسي. قهقهة ممتدة بلا نهاية. لم أر مالك البيت ضاحكا قط، لكني أعرف الآن أن القهقهة الفظيعة قهقهته: قه..قه..قه..
أغمض عيني بعمق، أحاول أن أطرد المالك من طقسي، لا بد من تحويل مسار تفكيري وإلا باتت النشوة وبالا عليّ. أشرب كأسا آخر في جرعة واحدة، أرفع رأسي إلى الجدار. أصغي بانتشاء إلى دبيب الخدر في جسدي. أتقدم باتجاه الصور الجميلة. من حنين القلب تتصاعد ثريا. تنعكس صورتها على الجدار. الوجه مستدير مورد. تنظر إليّ، وتخفض عينيها حياء. أبتسم فتنفرج شفتاها عن بسمة طاهرة ملتمعة بأسنان ناصعة البياض. أهمس لها بكلمات من حديقة روحي الموحشة، فتصغي إليّ على غير عادتها كوردة ندية. أمد يدي نحوها، تمنحني يدها. نسير جنبا إلى جنب في اتجاه الباب الخارجي. أرمقها بحب ونتباسم، نخطو فوق الطريق الصاعدة الخالية الآن من العابرين ومن الشبان المستغرقين في قمار الورق. ندلف من زقاق إلى زقاق، نستنشق رائحة التراب، لا نعبأ بالنسيم المحمل بروح المجاري القذرة. ننعطف إلى الشارع المكتظ بالبائعين.
زحام هائل: نساء ونساء ورجال. تتلامس الأجساد، تختلط، تتماوج. نخترق الزحام معا. قامات تحرك الأيدي، تصرخ عاليا مشيرة بالأصابع صوب الأشياء المرصوفة أمامها. شبان في ثياب فضفاضة يفتحون للشهوة نوافذ بئيسة. وجوه تائهة النظرات تبحث في كل الجهات قافزة فوق الأشياء. ثياب ثياب، أثاث أثاث، حلويات أفواه أصوات والزحام. أتنفس الحياة بهذا الزحام يا ثريا. أقف على الرصيف خلف الحمّالات والسراويل الخفيفة والسراويل الداخلية والجوارب المشبكة الطويلة والأقمصة الشفافة.. أقف وأصيح بأعلى صوتي: «وزيدوا يا العيالات! والرخا وجْبه!». أحيانا أرتدي قميص نوم شفافا سماوي اللون، فتقبل علي النساء متبسمات، يقلبن الثياب يدققن النظر، يفحصن بالأصابع، يساومن، يشترين أو لا يشترين. امرأة تنصرف ساخرة، امرأة أخرى تفتح حافظة نقودها باستعلاء، وثالثة تجرب أن تشتري بابتسامة واسعة أو بنظرة ذات معنى.. لا تدعي الوساوس تنهش رأسك الجميل يا ثريا، القلب لا تسكنه إلا وردة واحدة، عودي إن شئت صخرة صلبة حادة كشفرة، انقلبي امرأة تغرق في دراستها بانتظار رجل ثري لا بائع مطارد، لكن ليس الآن، دعيني أهنأ بظلالك بضع لحظات ثم انطفئي لتتركي بصدري طعنة خنجر فادحة. اجعلي أذنك دانية من شفتي، لا تنسفي وداعتك يا ثريا، سأفشي إليك باقتراح يراودني كلما رأيتك مارة تحملين كتبا تحت إبطك الفواح بعطر ندي: سوف أتخلص من أشياء النساء تلك…نضع الثياب، أنا وأنت، في كيس كبير، لا نتعب النفس بطيها، نكتفي فقط بتكويمها داخل الكيس، نضغط عليها بالأيدي حتى تهبط إلى القعر، نعقد الكيس جيدا، ثم نفلت من الزحام، لا نلتفت إلى الوراء، لا نستجيب لنداء عيون نسائية مشدودة إلى الكيس الكبير الممتلئ: هات مشدا.. هات سروالا.. هات قميصا.. هات جوربا.. هات.. هات.. ها…
- ••
أسند الفتاة ببطء إلى صخرة مسطحة ملساء. أنحني فوقها بجسدي كله. أعزف لحن شهوتي على أوتار جسدها. وحين تستسلم لغاراتي أمد يدي إلى طرف جلبابها لأرفعه، لكنها تنتبه إلى ذلك: «قد اتفقت معك على ألا تقترب من هناك»، أرد عليها: «لا تخشي شيئا، اطمئني». أرفع الجلباب إلى حدود الخصر، أمرغ وجهي هناك، تكتسحني نشوة مثل نشوة الكأس واللفافة. أفتح عيني وأغمضهما فأحس لرموشي حفيفا.. هي مستلقية في جمود تمثال! أضغط بيدي في قوة كأني أحاول أن أعمق حضور اللحظة. أشم رائحة البحر هناك. أستنشق من هناك رذاذ مالحا. يجذبني هناك إليه بمغناطيس مخدر. لم أدر كيف اقتحمت العتبة، دفعتني المرأة بعنف. عدت أتشبث بها. خمشت وجهي كقطة شرسة.. جابهتها بعضلات شهوة متوقدة. رأيت فيها وردتي الندية ثريا. كنت ذاهلا. همست باسم ثريا لاهثا. الجو معتم قليلا، الأمواج تساوق هدير إيقاع الجسدين، والمرأة أطلقت صرخة وحشية مزقت تواطؤ المكان. أحسست بشيء دافئ يسيل، غاص خنجر في صدري مع أول هبة نسيم. والمرأة أطلقت صرخات رهيبة. البحر متموج يعول. السماء فوقنا بلون أرجواني منذر. ولم أدر كيف انسحبت إلى الوراء. حملقت برعب في الجسد العاري النازف. تراجعت خطوة فخطوة حتى كدت أتعثر. قفزت فوق الصخور. ركضت فوق رمال الشاطئ. والمرأة مدت يدها في الهواء كأنها تتشبث بي، الوجه مشوه بألم الاقتحام، والصوت يطاردني: «ابراهيم أرجوك لا تتركني وحدي». ألتفت خلفي فأشعر أنها تعدو ورائي كثور هائج…
- ••
لا شيء يعترض طريقي يا ثريا. نواصل خطواتنا المؤتلفة. نطوي قامة الشارع. ننعطف إلى الطريق المنحدرة هذه المرة. عدنا من نهار السوق إلى ليلتنا السعيدة. نتوقف لحظة أمام النافذة المغلقة المطلة على المسجد والحديقة الصغيرة المسيجة. أدفعها بيدي حتى تتراجع مصاريعها إلى الخلف. لابد من وداع أخير قبل الإبحار إلى أرض الحياة. نلقي نظرة على السرير الخشبي العتيق والمسجلة المخلوعة الباب والملاءة الصوفية الخشنة والخزانة القصبية المحملة بدفاتر الدراسة المهملة والمسامير المثقلة بالملابس الوسخة والمنفضة الملأى بأعقاب السجائر. تدهم خياشيمنا رائحة اللفافة المميزة. نرى الأم تدخل صباحا إلى الغرفة لتنظف الأشياء من غبار الإهمال، لترتب الأثاث المبعثر هنا وهناك، ولتلقي كلمات متوترة لاعنة الزمن الغادر الذي وهبها ولدا لا يجيد إلا الفوضى. نلتقط بقايا كلمات ألقى بها الأب ساخطا، هو الآخر، متشكيا من هذا الولد الذي لا يكف عن إهدار الفلـوس في أمور لا طائل من ورائها. نرى الأطفال، أشقائي، يكسرون ضلوع البيت ويبتلعون بأفواه شرهة أطعمة التلفزة الظريفة وينهشون دراهم قادمة من أناس يعبرون فوق قارب الأب من ضفة لأخرى. نعيد إغلاق النافذة ونتابع المسير. ننحدر مع الطريق في اتجاه البحر.
ترفرف حولنا رغبة في إقصاء الكيس بعيدا. الكيس منتفخ، سوف يرتطم بصفحة الماء الغامق الزرقة، تلطمه الأمواج بعنفوان، يغطس، يغرق يغرق. تلتهم الحيتان الجائعة ثياب النساء، فيتوارى في أعماق البحر زمن مساومات مضجرة وغنائم هزيلة وأصابع مختلسة وأحذية ضخمة سوداء مرصعة بالوعيد…
لن تتذرعي، يا ثريا، هذه المرة، بمهنتي لتتهربي من وضع يدك في يدي. سوف تشيعين ببسمة مزهرة باخرتي المهاجرة إلى الأرض الأخرى حيث أملك أن أخلق ذهبا من عرق جبيني. رسائلي ستكون عزاء لك في غمرة الانتظار. وسأعود إليك يوما وقد ملأت يدي وجيوبي بضوء الحياة. لا بد من ضخ الدماء في عروق الحلم. سأنتشل أبي الآيل للشيخوخة من قاربه العقيم، أنقذ أسرتي من مخالب مالك البيت، وأتوج أيامي ببهائك يا ثريا.
والآن نعبر الطريق الملتفة حول خصر الشاطئ. شاحنات عملاقة مثقلة بالحديد أوبخزانات الغازات وسيارات فارهة تطوي الإسفلت مجنونة ولا تخلف وراءها سوى هدير وغبار يعلق بعيوننا الكسيرة الحالمة. بعد قليل ستحط أقدامنا فوق رمال الشاطئ. لكن قبل ذلك ننتفض مذعورين إزاء سيارة بيضاء ذات خطوط حمراء. تناهى إلينا صوت المكابح حادا قويا، وأزعجت أنوار السيارة الكاسحة عيوننا.
– ما هذا؟ ماذا تفعلان في مثل هذه الساعة؟ أجب يا ابن الكلبة. ألم تسمعني؟ وهذا الكيس، ماذا تحمل في هذا الكيس؟ أين البطاقة؟ لا شك أنه يشتمل على أشياء ممنوعة.. أو لعلك لص. لقد كثر اللصوص هذه الأيام.. نعم إنك لص وهي ابنة زانية.. من أين اختلست هذه الثياب؟ هيا قدوهما.. اصعدي أيتها الكلبة.. وأنت قف مكانك. قيدوا يديه إلى الخلف.. تقدم يا ولد الحرام.. تقدم!
- ••
أنفث أنفاس السيجارة شارد العينين. عياء يقصم ظهري كأني أمضيت ليلتي الفائتة في المضاجعة. صور غائمة تتوارد على رأسي. أوشك أن أقبض على خيوط الوقائع، فتنزلق زئبقية باهتة. تأتي أمي بالفطور فوق صينية نحاسية بأرجل حديدية منقوشة، تمسحني بنظرة، وتفتح فمها بدهشة:
– تبدأ صباحك بالسيجارة! يا لك من أحمق! أفطر أولا..
في قعر المنفضة أهشم طرف السيجارة المشتعل. لا أقول شيئا،أنظر فقط إلى المنفضة التي تشبه سمكة مجوفة الظهر، أنظر إليها كأني اكتشفت فيها شيئا. كان أحد ما يطرق الباب، فانصرفت أمي قاطعة موال التوبيخات اليومية. أرفع رأسي مرة أخرى إلى زجاج النافذة التي فتحت قبل قليل. الزجاج يشف الآن عن لون الجدار الشاحب الزرقة، لكن لا أثر للأصابع المتشنجة التي نقرت الزجاج بإلحاح. ما الذي يحدث لي يا إلاهي؟ أهو الحلم أم هو ال. . .؟ أستنشق هواء الصباح، وأتنهد. أنظر إلى الساعة الموضوعة فوق منضدة إلى جانب المسجلة. لا رغبة لي في شيء. كان لدي إحساس بأني لن أستطيع الذهاب إلى السوق هذا اليوم. تمعنت في صفرة اللفافة التي تغطي أصابعي النحيلة المتصلبة. كنت متعبا وكنت مكتئبا. لابد أن عيني غائرتان (في قاع رأسي كما تقول أمي) تحيط بهما هالات زرق، ولابد أن ضغطي قد ارتفع من جديد. لم أرغب في البحث عن المرآة الصغيرة لأتطلع إلى وجهي، إلا أني انتويت أن أراجع الطبيب. سينصحني كالعادة بالكف عن.. اللفافة، وحين يخيل إليه أني لم أقتنع.. سيسرد علي قصص حالات انتهت إلى الهذيان والجنون.
– أسرع إلى الباب!
باغتني صوت أمي، وهز الخوف أعماقي..
– من يسأل عني؟
– مالك البيت سأل عن أبيك.. ويريد أن يتكلم معك..
ارتخيت فوق الكرسي البلاستيكي، وألقيت برأسي إلى الخلف. نادت عليّ أمي مرة أخرى، ولما لم أجبها نفست عن حنقها بالدعاء عليّ: «السخانة إن شاء الله…». اعتدلت، بعد لحظة، في جلستي، ونظرت إلى الصينية النحاسية: وعـاء من حساء الدقيق وقهوة سوداء وقطعة خبز بائت وقليل من زيت العود. أمد يدي إلى كأس القهوة. أشرب جرعة وأعيد الكأس إلى الصينية. لم تكن لدي شهية، ومنظر الفطور المألوف بعث في نفسي تقززا هذه المرة، أضع يدي فوق صدري، أتجشأ، أحس بالغثيان، أهرع إلى المرحاض كأني سأتقيأ أمعائي.
***