لِلْحَيَاةِ بَابَانِ

sara hamed hawwas
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

سارة حامد حواس

لِلْحَيَاةِ بَابَانِ:
بَابٌ لِعَرُوسٍ مِنَ الْجَنَّةِ
وَبَابٌ آخَرُ مِنَ الْجَحِيمِ.

بَابٌ يُطِلُّ عَلَى مَسْرَحٍ كَبِيرٍ
وَآخَرُ يُطِلُّ عَلَى النِّسْيَانِ.

لَا أَدْرِي مِنْ أَيِّ بَابٍ جَاءَتْ
لَكِنَّهَا ظَلَّتْ تَبْحَثُ عَنْ
ثُقْبٍ لِمِفْتَاحِهَا الَّذِي ضَاعَ
بَعْدَ الْفَقْدِ.

حَفَرَتْ حُفْرَتَيْنِ:
وَاحِدَةً لِغِرْبَانٍ نَهَشَتْ أَلْوَانَهَا
وَالْأُخْرَى لِأَحْلَامٍ ظَلَّتْ تَطِيرُ
فَوْقَ عُشِّ ظِلِّهَا.
بَيْنَهُمَا مَمَرٌّ
كَانَتْ تُطِلُّ مِنْهُ عَلَيْهِمَا.

كَانَتْ تَسْتَلِذُّ بمَوْتِ الْغِرْبَانِ
مُخْتَنِقَةً مِنْ طِينٍ
أَلْقَاهُ عَلَيْهَا مَلَاكٌ
يَطِيرُ فَوْقَهُمَا كُلَّ صَبَاحٍ.

الْحُفْرَةُ الثَّانِيَةُ
كَانَتْ تُلْقِي عَلَيْهَا رَذَاذًا
مِنْ نَسِيمِ رُوحِهَا كُلَّ مَسَاءٍ.

كَانَتْ هُنَاكَ نَدَّاهَةٌ تُنْبِئُهَا
بِمَجِيءِ غَمَامَةٍ بِأَجْنِحَةٍ ثَلَاثَةٍ
وَوَعْدٍ بِالنُّورِ.

جَاءَتِ الْغَمَامَةُ مُحَمَّلَةً بِكُتُبِ شِعْرٍ
وَسُلَّمٍ مِنْ سُطُورٍ مُزَيَّنٍ بِحَبْلٍ مِنْ أَمَلٍ:
أَمَلُ صُعُودٍ إِلَى بَحْرٍ سَمَاوِيٍّ
تَطِيرُ فِيهِ نِسَاءٌ عِشْنَ آلامًا مَجْدُولَةً بِجِرَاحٍ.

قَبْلَ الصُّعُودِ
أَلْقَتْ بَقَايَا دُخَانٍ أَسْوَدَ
مَرْبُوطٍ بِلِسَانٍ أَعْوَجَ
عَلَى حُفْرَةِ الْغِرْبَانِ عَلَى وَعْدٍ بِاللِّقَاءِ فِي جَحِيمٍ آخَرَ.

قَبْلَ الصُّعُودِ
رَبَطَتْ عَلَى خِصْرِهَا حُفْرَةَ الْأَحْلَامِ
سَقَتْهَا مَاءً وَرْدِيًّا مِنْ قَبْرِ أَبِيهَا عَلَى وَعْدٍ بِاللِّقَاءِ فِي جَنَّةٍ تَنْتَظِرُهَا.

طَارَتْ
فِي بُحيرةٍ كأنَّها نَجْمَةٌ
أَجْزَاؤُهَا بَقَايَا أَحْبَابٍ تَاهَتْ فِي رِحْلَتِهَا.

جَمَعَتْ الْبَقَايَا فِي قِنِّينَةٍ
كَوَّنَتْ صُورَةَ حَبِيبٍ فُقِدَ
فِي لَيْلَةٍ مُعْتِمَةٍ.

صَارَتْ تُدَنْدِنُ بِاسْمِهِ
حَتَّى تَحَوَّلَتْ إِلَى عُصْفُورٍ أَبْيَضَ
بِأَجْنِحَةٍ أَرْبَعَةٍ:
جَنَاحُ حُبٍّ
جَنَاحُ أَمَلٍ
جَنَاحُ حَيَاةٍ
جَنَاحٌ يَبْقَى.

المنصورة
26من فبراير 2025ميلادية

مقالات من نفس القسم