علي الشلال ـ العراق
رحّال يشكل طريقه اللون
قبيل النوم
يرسم الطريق في ملامحي لوحة،
فما زالت الألوان التي نَثَرَتها يدكِ
تعبث بالباحثين عن الغزالة،
الأثر علامة
كيف لمغامرٍ مثلي
أن يكشف الأوراق والطين
في الغابة الظلماء
ويتبع الأثر،
كلّ الفراشات تمسك اللحظة وتعبث بالزمن
لذا أردت أن أمضي
دون أن يدركني الوقت،
فجأة!
يلوّحُ في الهواء
عطرٌ لا صلاحية لدهشته
أتساءل، كيف للجمال أن ينمو ويتمرد
كيف يتوغل
ربما هذا السرُّ الذي يجعل الليل
سماعة هاتف،
يصيح بي طيف:
لا يجدي الصراخ شيئًا،
نم أيها الحالِمُ
نم، الطير الذي يغني لا يسمعهُ الذي يعزفُ.
خوفٌ يفتح نافذة الأبد
لا حقيبة في الغرفة
أشاركها ما اسافر بهِ
ولا ليلٌ يلمُّ الرأس الذي تمزقه النهارات
امسكُ العمر من يدهِ
في هدوءٍ حيث الطريق
لكنَّه طفل، يقف عند كل لعبة
ثمنها يرهق أيامي ويرهقني.
ماذا يفعل الطائر
إن أثقلت جناحه الريح.
الحنين منفى
والأرض تقترب
أتعلم الخوف الذي يدبُّ
مثل سكينٍ فيفتح نافذة الأبد
ويغتال اللون الذي
ينام على عتبته الضوء
على هذا الأفق، أتجمع وأتبدد
أتضاءل، رملًا يضيع في أدراجهِ الحزن
تحرثني القصائد دون هوادةٍ
فيظهر المعنى عاريًا لا وجه يكسوهُ
كل الندوب مصيدة
تَخَثَّرَ على مُكرِها أنينُ الوقت.
مراهنة
كنتُ أتوقعُ
أن الحياة خارج غرفتي مُراهنة
يكسبها الذي يُرتِّبُ نَفسهِ جيدًا
خرجتُ مندفعًا ورغبتي تعانقُ الطير
لم أُدرك حينها
أن الفوز يطوِّفُ في مياهِ الخسارة
قاسٍ، أن تطوِّف وفي بالك الركض
يأتيك صوت
أو مركب
أو ريح تُردد
لا أرضَ هنا أيها الحالمُ
لا مجالَ هنا سوى لسمكةٍ
بإمكانها أن تموت على الشاطئ
لتغيّر من عادة الآخرين الذين يموتون في القاع.
حصاد في يد الوقت
في أول ساعات ولادة يوم جديد
وبينما لايزال الفجر صبيًا
يصيح الديك اليقظ،
حكمة الديك تقتضي ألا ننهض
لكن الصوت كأي معنى آخر
يشوهه الهواء،
إلى أين نمضي
هذه الصباحات تنزف
هذه الصباحات تهرب
والعالم ليس بمقدورهِ اللحاق،
يصادف احيانًا أن أملك فكرة
لكنها حين تضيء
ينبت العطش على سطح هذا العالم،
في مزرعة الوقت حين دخلت سهوا
لَحَظتُ الوقت كأي رجل يسقط،
كأي رجل يتعبه الدوران،
أيقنت أنه يمرض
لكنَّ النهاية عصية على اللمسِ،
ما بين المزرعة والمضمار الذي تركته خلفي منتظرًا
ضاع الأين مثل غرابٍ أرهقه سيل الجثث.
طفل يتيه، لوحة تعيده
في لوحتكِ يهمس لي الطريق
اليوم نمشي معُا
حيث الربيع يشطب كل الفصول
ويملي على اليباس وردًا وماء،
وعلى كتفه فراشة تتبسم،
فراشة أيقنت أن ألوانها
رسمت العالم، هي الآن في حقلكِ.
أنا الطفل الذي كلما تاه في الأرجاء
تنجدني اللوحة من بعيدٍ
تخبرني،
إن الألوان وإن سالت
سترسم لي الطريق.
قبل أن أرتدي نظارتي الطبية
قبل ان أرتدي نظارتي الطبية
رأيت العديد من الجميلات
لكنكِ الآن خلف الزجاج، تمحين الوضوح
وتمنحيني عينين جديدتين
عينين وظفت لكي تزرع زهرة
أو تلتقط تفاحة تميل معها الأرض
أو تدل على بئرٍ يؤسس الماء بقلبه.
النظرة التي يمسك يدها الطريق وحده،
تائهة تنمو، وحين تكبر
تصبح شخصا لا يلبس نظارات طبية،
على مرأى الغصن المتدلي الهامس للأرض،
يمشي العشب،
في حفيف تُعكِّر مزاجه الفصول،
إلا أنه يمشي،
وكأي عشبةٍ بالغة تستطلع الماء بعيدًا،
أنا الآن ذاهب باتجاهكِ،
عشبة،
مرةً يصلها النداء ريحًا
يوقظ صوت كل أسلافها،
تتذكر خطأهم جيدًا، أنهم بقوا في الحديقة،
ولم يتبعوكِ،
هي حال الحَيرة في وسط الجميع
التي لم تلقى عزلتها فيكِ.
…………………….
*شاعر من العراق