عاهات مستديمة

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 102
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

حنان شافعي

-1-

لم أعد أحب الضوء

لم أعد أحب الكلام

لم أعد أحب السكر

ولم أعد أبكِ على الجنود المقدمين للموت مجاناً

كل ما يهمني الآن أن تشرق الشمسُ

وقد تجرعنا الحياة حتى آخر قطرة.

-2-

قالت بدوية: كيف تفسدين طعم المر بالسكر؟

من يومها أغوتني لعبة الواقعية

وأصبحت أنصت إلى حكايات أصدقائي عن برود الثلاثينات وأستعد،

أما نصيحتك الغالية بأن أكون “محترفة” فلن تشملها واقعيتي

لأني ببساطة  أقول الحقيقة دون أن أدري.

ـ 3-

قال القمر: كوني عاقلة

قلت: لو فعلها البحر..لفعلت.

القمر صديقي في الليالي التي أسهر لأحصي خيباتي

لكن الغريب أنه يخاصمني في الغربة

ربما لأن الخيبات خارج الوطن

أكبرمن أن يواسيك فيها صديق.

-4-

في حجرة من الطوب اللبن بناها زوجان طيبان في الخلاء، تعلمت الكتابة على ظهر الباب بقطع فحم  يخلفها موقد الشتاء، بينما تنصت أمي إلى أغنيات كلاسيكية قادمة من راديو بائس هو كل ما يملك أبي بعد الحجرة.

كنت أختبئ خلف الباب نفسه أبكي فردة حذائي التي ضاعت تحت سقف الجريد ولم أكن بعد أعرف قصة سندريللا.

تعلو نبضات قلبي مع نباح الكلاب غير العادي، وتضيف السيدة إلى رعبي رعبا حين تؤكد أنها تعوي..

وأن عواء الكلب يعني حلول الشياطين.

الآن..أنا محصنة في بيت واسع بالإسمنت المسلح، أجيد لغتين أو أكثر، وأسخر من خزعبلات الكلاب والشياطين

غير أن قلبي لم يتعلم بعد أن يهدأ.

-5-

أنا رقيقة وغامضة كالموسيقى

قلبي يفيض على الدراويش حنانا في الصباح 

وفي المساء أنبش جروحهم على مهل.

-6-

حين قال الولي لأمي: ستعيش لكنها ستشقى بحظها القليل

لم تنتبه الفلاحة إلا لفرحتها بأنني لن أموت صغيرة كأطفالها السابقين

بعد ما يقارب الثلاثين عاما وأحلام مسجلة في كراسات المحاضرات وعلى حوائط العاصمة

أدركت أنه كان يتنبأ لجيل كامل.

-7-

الناس في بلادي طيبون للغاية

يمزقون أوتار الكمنجات ليصنعوا نبلاً تفقأ عيون أطفالهم ،

يحترمون الغربان ويتقربون إليها لمجرد أن لونها أسود

بينما يتركون البلابل تموت من العطش.

-8-

الرجال الصالحون متشابهون في معظم الأحيان

صغارا يحفظون نصوصا من الكتب المقدسة، وحينما يكبرون يؤدون الخدمة العسكرية،

يتمردون قليلا على الزواج التقليدي، ثم يحملون حقائبهم ويتركون الوطن للعصابات.

في الغربة يراجعون أحلامهم على أعتاب مراكز الصرافة مع بداية كل شهر 

يغفو كل منهم على كتف الآخر في المواصلات العامة دون سابق معرفة

يقتسمون الأسرّة، الأرغفة، ولا بأس من اقتسام النذالة إذا لزم الأمر

طالما أن الجميع يسير في خط مستقيم نحو السقوط .

-9-

أنا ابنة الذين يحترفون البكاء في الحزن والفرح

نساء القبيلة كتل من سواد، تدربن على مطاردة العناكب في أركان المنازل لتعشش في رؤوسهن

فيما يحرس  رجالها الشرف بغشاء بكارة مستورد.

-10-

في انتظار العالم الجديد لا أفكر في شئ سوى

حريتي،

ابنة أخي التي أتعشم توريثها جنوني،

ومنشفتك البنفسجية التي انتظرتني بها عند باب الحمام دون أن أخبرك سر لوني المفضل.

إلى متى ستظل تحمل لي دهشة كهذه؟

أيام ؟ شهور؟ سنة على الأكثر؟

ثم بعدها تذهب وتترك لي دهشة من نوع آخر.

-11-

الربيع للعائلة

الصيف للشعر

الشتاء لحبيبي

والخريف لي،

أفكر في طريقة غير مؤلمة للانتحار

ثم أؤجلها للموسم القادم !

عودة إلى الملف

 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم