طَعمُ التَّمرةِ

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

محمود عبده

مَساؤكِ ورديٌّ

 

ومَساؤكَ أحلى

وبطعمِ السُّكَّر

 

بل طعمُكِ أطيب

كما طعمُ التمرة

 

جَوْعانٌ أنتَ !

مُشتاقٌ جدًّا

لهفيفِ زفيرك

على وجهٍ مُتعَب

لِحرارةِ وجنة

بشتاءٍ باردٍ

 

لكنكَ ترحل

دومًا تترُكني

لهواجِس مُرَّة

وهواجِس أخرى

تُشعِرُني أني

عابرةُ طريقٍ

بحياتِك صدَفت

أو شيءٌ عَرَضِيٌّ

 

بل إنَّكِ دومًا

في سقفِ الأُفُقِ

كطيوفِ اللونِ

كما حُلمٍ يتجدد

كالنجمِ القطبي

بمسارِ الركبِ

 

ما أحلى كذبَكَ

لكأني أميرة

تأتيني كفارس

فأذوبُ بحضنك

أنسى أشيائي

حقيبةَ مَكياچي

وأَساورَ لؤلؤ

لكنَّكَ تكذبُ

عِندكَ أشياءٌ

تُخفيها عني

نبضُك يُخبرني

وهسيسُ الصمتِ

وعيونُكَ حَيْرَى

 

بل أسكنُ دومًا

بمحيطِ وجودِك

فتحومُ غيومٌ

تنتثرُ بصفوي

قطراتٌ مِن وَجَلِك

تقتنصُ سوانحَ

تسقطُ لتعَكِّر

بخيالٍ خصبٍ

أتغيَّرُ

يتغيَّرُ نبضي

وتَرِفُّ جُفوني

تتحيَّرُ عيني

فأدثِّرُ نفسي بالصمتِ

بشرٌ … كالبشرِ

 

كالطفلِ بريءٌ

دومًا في نظري..

لا يكذبُ طفلٌ!

والناسُ صنوفٌ

قُدَّتْ مِن لَوَعٍ

أخشى تغرّنكَ

يومًا إحداهُنَّ!

 

فلنَصنع إعلانًا

لوظيفة حارس..

لمهامِّ مواجد

مُتَمَرِّن دارِس

أمِزاجُك رائِق!

 

بحضورك أروع

 

تضحكك شُجوني

تسخرُ من هِمَّي

لو أنَّ ملاكًا

يحرسُ خطواتِك

لأتتني الخشية

مِنْ لَحظِ ملاكِك

 

لا تخشَيْ شيئًا

يحميني طيفُك 

يَطويني دومًا

فملاكي الحارس

طيَّات الطيف

 

طَوَّلْتُ حديثي

سأرُوحُ لِتأتي

سأدفِّئُ عُشِّي

مِن بَرْدِ الطَقْسِ

 

لن آتِي الآنَ

فعِنديَ مَوعد

سأُقابِلُ أصحابيَ

في المقهى الليلةَ

 

في المقهى الليلة

أصحابُك أمْ…..

حسناءٌ تنتظِرُك؟

تشتاقُ لقاءَك!

 

ها أنتِ الآنَ

ومِزاجُكِ أَرْوَقْ!

لا حسناواتٌ

يَشتَقنَ لِقاءًا

بل نشربُ قهوة

ونلُوكُ حديثًا

عن شغلِ الدنيا

وكتابةِ شِعرٍ

أو رَسمةِ لَوْحة

للقهوةِ وجهٌ

يعكسُ ظِلَّكِ

والشِّعرُ مُنَمَّقْ

عن حالةِ حُبٍّ

والرَّسمُ مُنَمْنَمْ

كملامِحِ وجهِكِ

 

يخبرُني حِسٌّ

مِن نمطٍ سادسْ

أنَّكَ لا تَكذِب

ويفوحُ بصوتِكَ

عطرٌ يُبهِجُني..

بسلامٍ وأمانٍ

رُح وسأنتظِرُك

 

بسلامٍ وأمانٍ

وبشوقٍ فادِح

يلتئمُ المُغرَم

بملاكٍ حارِس

من بعدِ مشاغِل

ويذوقُ الجائعُ

مِن طَعمِ التَّمرةِ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*من ديوان “طعم التمرة” ـ يصدر قريباً عن دار سندس

 

خاص الكتابة

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم