جورج ضرغام
سنطرد الشعراء من “سفينة نوح”،
ونستبدلهم بدجاجة فصيحة من قريتنا
سنردم “البحر الأبيض” بلحية “لينكولن”*،
وأحذية الزنوج الغارقة
سنكتب على طاولة المقهى:
المرأة التي عرّتْ ظهرها للذباب.. هي النرد
سنضع ذيلًا في مؤخرة الحرب، ونشعله بحواس وردة
سنعتق الحزن وجاريته بصك غفران من معابد الثلج
سيشهر القتلى سيفًا من خبز.. وينامون
ستقوم الأشجار من الموت بنهدٍ كبير .. وتبيع ثيابها
سيغسل المطر قدميه قبل أن يتبعنا…!
إذن..
لا تنسوا موعدَنا قبل ألفَيْ عام
يوم أن قفزنا على أسوار “أورشليم” القديمة،
لنصطاد الغراب الذي أكل قصائد “يهوذا”
فسمن، وصار حذاءً مشنوقًا
معلَّقًا على باب دمعة متربة.
“يهوذا” شاعر عدمي.. (كما تعلمون!!(
لكن أهل “الناصرة” يكرهون النقد الأدبي، ورائحة الغزاة،
وسيرة “إدوارد سعيد”، ويحبون “راشيل كوري”، والترانيم مثلنا!
أنا لا أعي ما أكتب.. (كما تعلمون)!!
لكني أتذكر المعجزة جيدًا:
أخذ “المسيح” قلبي،
وأطعم عشرة شعراء.. وقطة شاردة!
………………
*البحر الأبيض المتوسط. ابراهام لينكولن ( محرر العبيد).