قصائد من “شاي وبرتقال وأٌقنعة خضراء”

شاي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

١-

الآن
في تلك اللحظة
من الهوس الجماعي بالمنظفات
أضع رأسي كفرد ضعيف برأس العالم
العالم المغسول بالكحول
العالم الذي يجلس في الحجر الصحي
يبكي نفسه
ويبكي
آخر زرافة بيضاء
لا اعرف من أين تأتي هذه الرقة
ونحن لا نمشي معا
ولا نترك توقيعنا في دفتر الناجين من الحياة
هناك رائحة كريهة
عما قريب
ستنتهي الجائحة
لكن الرائحة
لن تزول

١٦ مارس ٢٠٢٠

 

٢-

في منتصف النهار

والشمس ساطعة في الجنوب

البحر عال

وأخضره ملوث بالرماد

نسوة قليلات في الشارع

الكمامات خضراء

كأنها مستعارة من البحر القريب

وهن في حجاب أسود

يودعن عالما قديما يموت

كأنه بالفعل مات

كأنهن في حداد

كأنهن طبيبات أسنان

في حديقة الألم

لولا خفة الكحل في العيون

ومخازن الخوف

المفتوحة في اتساع

قريبون من القاع

قريبون جدا

من عالم جديد

يشبه

الحرب التي نخسرها دائما

يشبه الكارثة

١٧ مارس ٢٠٢٠

٣-

في اليوم الأول للحجر الصحي

والعمال يقفون في طوابير طويلة

يغادرون المدينة

كأنهم في عطلة حقيقية

وانا مجبر يا اخي

مسحت السيراميك والرخام بمزيج من الماء والكلور

أخذت حماما

وصنعت كوبا كبيرا جدا من الشاي

الأفلام كلها تحكي عن نهاية العالم

فماذا افعل الآن؟

الأولة في الغرام لا تناسبني

لم تناسبني قط

في الخقيقة

فكيف اجمع اذن

بين “السامريون الأشرار “

والفصول الأربعة لڤيڤالدي

نفد الشاي

وأنا أفكر أي الروايتين قرأت لكازنتزاكس أولا:

الحرية أو الموت

أم الأخوة الأعداء

١٧ مارس ٢٠٢٠

٤-

في اليوم الثاني للحجر الصحي

بإمكانك أن تحصي المارة في شارع “الشيراتون”

الفنادق مقفولة

وأعمدة الإنارة تنير الطريق للأشباح  

المقاهي تستريح من كرة القدم

ومن الناس والدخان

شباب يوزعون قفازات على المشاة والسيارات

في البيت لتر ونصف من عصير البرتقال

قلت قبل عدة أعوام

أحب عصير البرتقال في الشرفة

وقتها لم يكن في البيت شرفة

الآن الشرفة مغلقة

وجارتي

التي لا اعرف شكلها

لا تكف عن الصراخ والسباب

وإذا كفت

ينطلق من شباكها الغناء

من بنت السلطان إلى بنت الجيران

أربعون عاما من البحث في كتاب النجاحات العظيمة للإنسان

الكثير من الفسيولوجيا

القليل من تشريح المانخوليا

وفصل وحيد عن العلاقة بين الطب والإيمان

سأمسح السطوح بالماء والكلور مرة أخرى

وأفكر أن المولودين في الألفية الجديدة

اصبحوا مثل العجائز

في خطر

سأكمل مجموعة “الغزو” لريكاردو بيجاليا

وأنهي الليلة بفيلم قديم

ربما يكون “قصة حب”

أو  “حدث ذات مرة في الغرب”

١٨ مارس ٢٠٢٠

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صدر مؤخرًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ معرض القاهرة الدولي 2023

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني