بسبب غيمتي المنزلية

فتحي مهذب
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

فتحي مهذب

ربما لأني مقرف جدا

وظهري قارب مليء بأسماك نافقة.

ربما لأن أقزاما يعششون في عمودي الفقري.

يطيلون أظافرهم لمواجهة القراصنة في المعابد المهجورة.

لإراقة دم المخيلة

في مصبات اللاجدوى.

ربما لأن صوتي يتدحرج مثل صخرة سيزيف من أعلى الجبل.

صوتي الذي هشموا مفاصله مرارا.

صوتي المشتق من رائحة الأنهار

والبواخر والجزر النائمة على سرير الله.

ربما لأن مسدسا حزينا يبكي داخل

حديقة رأسي.

ربما لأني افترست قطار هواجسي

في ممر عبثي.

ربما لأني كسرت مرآة السماء

وفنيت في جسد الأرض.

طاردت سكان روحي بمسدسات فصيحة.

ربما لأن أسئلتي التهمت قبعة الكاهن.

ربما لأني اختلست فاكهة لذيذة

من مؤخرة المومس.

ربما لأني قتلت فهدا أزرق في دار المسنين.

وقلت للنسيان سأقاضيك بتهم كبيرة.

– إخفاء كيس الماضي تحت شجرة الزهايمر.

-قتل إوزة الذكريات بسهم الهندي الأحمر.

-قرع الأجراس في كنيسة العمر المهجورة.

ربما لأني مزقت بريد الكنغر

في الحانة.

دحضت حجج النهارات الهشة.

ونسيت ذاتي الملأى بالكدمات

على حافة السهو.

ربما لأني شككت في علل الأشياء.

عاديت ماوراء الطبيعة.

وهجوت رأسي المتلعثمة في مشيتها.

ربما لأني ضاجعت نفسي طويلا

ولم أفلح في تدجين العالم.

ربما لأني الناجي الوحيد من الطوفان.

ربما لأني حرضت حيتانا عمياء ضد نوح.

ربما لأني مسيح من قش.

طريق ضيق من الدموع.

ربما لأن الله الجميل يحرسني

في العزلة.

يوصي عطارد بنباح ليلي

داخل حجرتي .

يرصع مملكة روحي بأحجار كريمة.

ربما لأن النهار كلب الحقول البدائي.

يتقفى سيرتي العدمية.

ربما لأن الفراغ لم يزل يعوي خارج البيت.

ربما بسبب كل هذا أخطأني فهد الموت الهلامي.

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم