عربة يهرب فيها أطفال الغيم إلى أمهاتهم

عربة يهرب فيها أطفال الغيم إلى أمهاتهم
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

من فرط ما كان جدي الأول

الذي لا أعرفه

يحلم بأن يكون بحارا

وُلدتُ على ساحل المتوسط

في جسد إمرأة أوّلا

كانت تكبرني بعشرين عاما

و لأن جدها الأول

الذي لا تعرفه هي أيضا

كان يفرطُ في الحلم

وُلِدَتْ في جسد رجل

يصغرها بعشرين عاما

فالقارب المخلع الذي

تركه قراصنة

قرب جزائر مهملة

هو الآن عربة

يهرب فيها أطفال

الغيم إلى أمهاتهم

هكذا أرادني جدي الأول

قاربا

و الثاني

عربة

***
أنت الآن كذئب السّهوب
حيوان فاضل
في عمر هاري هالر تماما 
مثقلا بالثلج و الكتب
و مجرات حمراء تسبح في عينيك 
مستهترا بالطبيعة 
و بنفسك
وحيدا
في غرفة تتقاعس فيها الأشياء عنك
سريرك حصانٌ مبقور
و الكرسي الذي كلّما هممتَ بالجلوسِ عليه 
يتقهقر مسافات
بالكاد تدور عقاربُ الساعة في دمك يساراً
و رجلاك رغم العُروض 
عاجزتان كلّياً
عن الرقص
حتى الجدول الذي قفزتَ عليه في خفة قبل أربعين عاما
توقّف خريره في رأسك.

قل لي إذن، أيها الذئب الفاضل
هل حقا أضعتُ و إلى الأبد
ما يجعل حياتي أقلّ حلكة.

***

شيماء

شيماء
أفطرتُ على حلوى الماكارون الفرنسية
هذا الصباح
كل مذاق بزوجين :
زوجين من التين
زوجين من الليمون
زوجين من المشمش
زوجين من جوز الهند
زوجين من الفستق
زوجين من الكراميل المملحة
لا أعرف لماذا انتابني شعور بأني على ساحل المتوسط
و أن ثبج البحر يتهاوى رذاذه في قهوتي
حين زعق طائر الموت 
في الضباب
من تلك الطلقة في رأسك
و خرجت روحك 
في مذاقي من التين إلى ملح الكراميل
زوجين 
زوجين
هذا الصباح

***

عزيزي رياض

لا زالت طاولة المطبخ القديمة على حالها

عارية بلا سماط

عليها خدوش أقلام مدرسية

و حزوز سكاكين

و حزن دامغ حار لا يُمحى

ما زالت بكل مسامير الشعر كاملةً

ترتجّ كلّما ذكرنا اسمَك …

 

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني