الفصول الأربعة
تعودت منذ طفولتي أن أخاف،
ولا تسألون لماذا،
ربما أخشى الإجابة،
خفت من العتمة،
ومن السقوط من نافذةِ البيت
كلما شببت على أصابع قدمي كي أرى الدنيا،
خفتِ من "سلوى"،
"خرزانة" مدرسِ الحساب
خفت كثيرًا من موتِ أمّي،
ومن رسوبي آخر العام.
خفت من انكشاف أمري مع جارتي،
ثم صرت أخشى صفير القطاراتِ
وخياناتِ الأصدقاء
وكهولتي إذا بقيتُ وحيدا!
.
خفتُ من الحياةِ
ومن الموتِ
ومن الفصول الأربعة،
داومتُ على الخوفِ بإخلاصٍ عجيب،
كنتُ إذا نمت
ظل خوفي سهرانَ يحرسني،
فلمّا جاء يومٌ لم أجد سببًا لخوفي
ارتعبت،
وأصابتني الطمأنينة المفاجأةُ بالهلع!
.
أيها الخوف..
أتوسّل إليك،
لا تتركني وحيدًا
وسط زحامٍ كهذا،
اقبض على يدي كأبٍ
كي أعبر الشارع في أمان،
لا تتركني مرتبكًا هكذا
ولا تخذلني
فأنا لم أخنك أبدًا
وهبتك طواعيةً كل الفرض،
وعن طيب خاطر،
أفسحتُ لك الطريقَ لتتقدّم
وأنا وراءك
أخلصت لك،
ومنحتك الكثير ..
هل تنكر؟!
فكن بجواري إلى النهاية.
يا صديقي،
أيها الخوف،
بالله
لا تسلمني لطمأنينةٍ كاذبة!