العَـــوًّام

العَـــوًّام
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

محمد أحمد شمروخ

جاء ليفوز جاثياً علي ركبتيه، مصوباً نظره ناحية البحر، راسماً لنفسه سيناريو الفوز، أن تنطلق استغاثة لفتاة تغرق، وبشهامة ابن الريف يندفع من بين جموع المصطافين المتفرجين علي الشاطئ، وهي  في أنفاسها الأخيرة .

وكأمهر سباح مارس السباحة منذ الصغر، لا كهواية ولكن ليصطاد السمك، يطعم أخوته الصغار، يصارع الأمواج بعنف يصل للفتاة قبل الموت بثوانٍ معدودة، تتشبث به الفتاة يضربها علي مؤخرة الرأس ضربة خفيفة يفقدها الوعي

يسحبها ناحية الشاطئ، وسط إعجاب  الحضور التصفيق الحاد، يخطف الأضواء من كل الشباب، صعيدي شهم، يضغط علي صدر الفتاة، تخرج المياه من رئتيها، تتفتح العينين

تري المنقذ

تقبل والدة الفتاة يده ترجوه أن يذهب معهم إلي (الشاليه) الفخم القريب من الشاطئ

زملاء الرحلة الحكومية يتحسرون ينظرون إليه بحسد

عادوا لقريتهم الكئيبة، وجدرانها المبنية بالطوب النيئ، الذي تآكل بفعل الرطوبة والأيام الصعبة، أما هو فتزوج الفتاة يدير المصنع، يلبس أفخر الثياب يجلس تحت الشمسية (الفوشيه) وأحيانا يتمدد على سرير الشاطئ الأبيض، ينظر إلى السماء بنظارته الشمسية يشكر الله، على ما أعطاه. الفتاة تجلس بجوار قدميه تجهز له الغداء، أفخر أنواع السمك. مرّت أيام الرحلة السبع وهو جالس، على ركبتيه مصوبا نظره ناحية البحر.

مقالات من نفس القسم