نجاة علي
هذه الأرضُ الباردة
كيف يمكن أن تكونَ وطنًا
لروحٍ أنهكتْها الهزائمُ
المتوالية
لكنكِ لم تُخطّطي
للمجيءِ إلى هنا
والطريقُ إلى المقبرة
كان مسكونًا بالضجيج
وبأصواتِ من ظلّوا عالقين
بكِ فدفنتِهم جميعًا
في جسدٍ أثقلتْه
أشباحُ الفقد
فصرتِ تسألين بيأس
لماذا اختارَ أبوك
هذا المكان البعيد
كي يرقدَ فيه وحده؟!
وها هم قد محوا اسمه
ونزعوا عنه كلَّ هويةٍ
تدلُّ عليه
ولم يتركوا لكِ
ولا حتى شجرة صغيرة
تُخبئين تحتها نُدبات
الطفولة
فرُحْتِ تفتّشين طويلًا
عن كيمياء للألم
تناسب رئتَكِ المثقوبة.
………………
*من ديوان “الوقت ..خارج الوحدة”