زوج آخر للشعر

محمد ربيع حماد
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

محمد ربيع

ثمة جدلٍ دائرٍ بحقّ الشتاء

وما يُثار حول الاضطراب العاطفيّ

وما يعتري منطقة أماننا الخاصة

كلما نكأتها «فوبيا» البرد

نحن الذين نعاني حساسية الضوء

يرهبنا انطفاءُ الغيمِ

ونستشعرُ قسوة الأمطار على دفء التراب

لذا يختلف شعورنا بهذا الموسم

عن إدراكِ الآخرين الطبيعي

يمكنني الآن حسمُ هذا الجدل

على الأقل بالنسبة لي..

أذكر أنني واعدتُ نجمةً قرب النافذةِ

كنتُ في رحاب عُزلةٍ

أقصُّ بها طلائعَ الخوف

المبثوثة في أطرافي

وكانت على سريرها بحضن الليل

تطبخ أحلامًا بنفسجيةً

ومشاهد ساخنة

من قعر ذاكرتها الجوعى

يوشوشها الليل عن شابٍ دافئٍ

يصحبها إلى أقصىٰ الحلم

يَحُوط خصرها بإحدى ذراعيه

ويشعل بالآخر ضوء نهديها

يحرثُها بكامل ظمئه

حتىٰ يشربُ عسل عينيها

ثم يخُصّ شفتيها بقبلة

ويردف هامسًا: كل عام أنت حبيبتي

حسناء من الريف تكتب شعرًا

في ذاتها حقل من متاعٍ

تتحين مواسم القطافِ

بينما يسيل على منحدراتها

نهرٌ من الموسيقا

لتعود مرهقة

بزوجها التمثال كخيال المآتة

فتروم زوجًا ثانيًا للشِّعرِ

تمتصُّ منه مجازها

يُلهمها فتكتب عن «سندريلا» و«ميريللا»

وعن احتساءِ ال«فودكا»

وعطور «شانيل»

تزُجّ ب «ساركون بولس»

أو «رين هانج»

في نصوصٍ شاحبةٍ

كروحها التي تعوي في الفراغ

لكن زيفًا ما يحاصرها

فتبكي..

وتنزف روحها وجع القصائد

وأنا أشهدُ بكل ما أوتيتُ من قلبٍ

أن شمسي في يمينكِ

وقمري في يساركِ

وماء روحي يتدفق من شلّال صوتكِ

أشهد أنكِ ذاك الملاك البعيد

وأنكِ هذا الشيطان الذي يجري في عروقي

أشهد أن شجاعتي التي أقصم بها العالم 

تذوب أمام دمعتكِ

وأن الحزن أنبلُ الأشياء

وأن النار لا تحرق إلا ممسكها

وأن القبلة بالدموع أشهىٰ من لذة الفرح 

أشهد أنكِ بائسة مثلي

وأن الرجل الذي يضاجعكِ الآن

مصابٌ بال «نيكروفيليا»

وأنه _مهما بلغت عنايته بكِ_

لن يقدّر شغفك بأغنيات«سعاد محمد»

إنه لن يعلم سرّ انهمار الدموع

خلف سياج ضحكتكِ المستعارة

ولا كُنه الرفض في تدلّي نهديكِ

ولا سيلان الخوف لوحدتكِ

عقب كل لذّة.

مقالات من نفس القسم