د. محمد المسعودي
يعد يوسف جوهر أحد المبدعين الكبار الذين أسهموا بدور فعال في تأصيل فني القصة القصيرة والرواية في أدبنا العربي الحديث إلى جانب أدباء كبار من جيله مثل نجيب محفوظ وعبد الحميد جودت السحار وعبد الحليم عبد الله وعلي أحمد باكثير.. وغيرهم. وإذا كان بعض هذه الأسماء قد نال الشهرة وحظي بالاهتمام، فإن يوسف جوهر لم ينل حظه الكافي من المتابعة والقراءة النقدية نظرا إلى عزوفه عن الأضواء وميله إلى الانزواء والتفرغ إلى العمل الأدبي والسينمائي. وقد تعددت انشغالات الرجل ما بين كتابة الرواية والقصة وكتابة سيناريو أغلب ما أنتجته السينما المصرية في أوج ازدهارها وعطائها خلال الأربعينات والخمسينات. غير أن ما يعنينا من كل ما أبدعه الرجل هو الوقوف عند مجموعة قصصية من مجاميعه الكثيرة، هي: “دموع في عيون ضاحكة”، وذلك من خلال تجلية كيفية اشتغال المفارقة في قصصها، وترصد بلاغة السخرية في بناء فنية القصة لدى يوسف جوهر. إذن كيف تشتغل المفارقة في قصص يوسف جوهر؟ وكيف تسهم في بناء متخيل نصوصه؟ وما أشكال بلاغة السخرية في هذه النصوص؟ وكيف تؤدي دورها في تشكيل متخيل النص؟
إن من يطلع على قصص “دموع في عيون ضاحكة” يلفت نظره اشتغال المفارقة في تشكيل النص وبناء متخيله منذ القصة الأولى التي حملت عنوان: “قوام رشيق”، وهي قصة أدت فيها المفارقة دورا هاما، وكانت مكونا جوهريا من مكونات البعد الفني والدلالي في النص. تحكي القصة عن رؤية السارد امرأة شابة في الثلاثين من عمرها، وهي أرملة وأم لطفل بلغ الحادية عشر عاما. عرف السارد المرأة من بعيد لأن صديقه ورفيقه في السكن الدكتور أحمد أحبها وكان يرغب في الارتباط بها، لكن “إيناس” رفضت الزواج من الطبيب الذي كان يسهر على علاج زوجها المصاب بسرطان المعدة. وها هي الصدفة تجمع السارد بالمرأة بعد عشر سنوات لترافقه في ديوان واحد وقاطرة واحدة من قاطرات القطار المتجه إلى المدينة. عرفها ولكنها لم تعرفه، واستعاد في ذاكرته حكاية صديقه الدكتور أحمد. ولما وصلا المدينة كان صديقه في انتظاره لدى باب المحطة فأسرع إليه حتى يبعده عن “إيناس” وحتى لا يراها فتنبعث من جديد آلام الماضي، غير أن المرأة والطفل مرا بهما فعلق السارد: “انظر.. إنه لقوام رشيق”، فردد الطبيب كلامه وهو ينظر إلى المرأة التي ابتعدت نظرة طويلة وكأنه يبحث عن شيء في ذاكرته. وفي البيت سيقول لصاحبه بعد وجوم وطول تفكير: “خاطر سخيف مر برأسي.. [لما قلت لي “إنه قوام رشيق”].. كأن ذلك الشبح القديم الذي دخل حياتي مرة عاد إلى الظهور. لكن كلا.. إنه وهم من الأوهام”. (ص.21)
بهذه الكيفية تبدو المفارقة القائمة على صدفة اللقاء، وعلى توزع دواخل الطبيب بين استرجاع الذكرى وحسبان ما رآه أمامه شبحا ووهما من أوهامه. ولكن المفارقة لا تكمن في خاتمة هذه القصة الجميلة، وإنما تتمثل في الموقف الذي اتخذه كل من المرأة (إيناس) والرجل (الطبيب أحمد) من الحياة، فهي فضلت أن تظل أرملة وأن ترعى ابنها، بينما أصر هو على البقاء أعزب ولم يفكر في خوض تجربة حب أخرى. وكانت المفارقة الساخرة أن هواجس المرأة وخشيتها من أن يقال عنها إنها خسيسة ونذلة إذا ما تزوجت طبيب زوجها بعد موت هذا الأخير، انتصرت على حبها للطبيب. وأن الطبيب، بدوره، عد المشاعر التي يحملها للزوجة والتي نبعت في بيت الزوج أثناء تردده عليه لعلاجه، نوعا من الخيانة، فهو دخل البيت طبيبا وما ينبغي أن يخرج منه عاشقا. ولهذا تقبل رفض المرأة الزواج منه وظل وفيا لذكرى صارت تتمثل له شبحا وأوهاما. وبهذه الشاكلة كانت المفارقة ثاوية في صلب القصة تصنع مصير الشخصيتين، وتبني عوالم هذا النص العميقة الدلالة في انتصارها لقيم الوفاء، والخضوع للضمير المهني، والتغلب على أهواء النفس ومتطلباتها، والتشبث بالتضحية بمعانيها الواسعة. أما السخرية فقد انبثقت داخل النص كشرارات طفيفة، لكنها أسهمت في إضاءة جوانب من النص، وبلورت نظرة الراوي لما يجري حوله، ولعل أول تجليات السخرية تمثلت في تصوير ناظر محطة القطار في القرية، يقول السارد عنه:
“وفضل الناظر أن يقتل الوقت بالنعاس في كرسيه. وسرعان ما صدر من أنفه صوت بينه وبين صفير القطار قرابة قوية، حتى خيل لي أن القطار سيجيء ويمضي دون أن يفيق.. ولذلك دهشت لما رأيته يفتح عينيه فجأة، إذ اقتربت من مكتبه خطوات خفيفة لسيدة يصحبها طفل، تقدمت لتطلب تذكرتين. وأدركت أنه اكتسب من المران تلك القدرة الفائقة على التنبه والإغفاء حسب الظروف فإنه لم يلبث أن أقفل عينيه بعد تسليم التذكرتين، وسرعان ما تصاعد الصفير من أنفه، معلنا أنه بدأ من جديد رحلته إلى نعاس مستغرق، لا حلم فيه.. ورمقتني السيدة بنظرة باسمة، لتشاركني العجب من هذا التمساح النائم..” (ص.9)
بهذه السردية الدقيقة في ترصد أفعال ناظر المحطة، ووصف ما يدور حوله يتمكن السارد من تقديم صورة قصصية قوامها السخرية ومدارها روح الدعابة والفكاهة، ولعل ورود هذه اللمحة الساخرة كان تمهيدا لما سيأتي من تركيز على مفارقة السلوك الإنساني، وغوص في فهم الكائن البشري في توزعه بين رغباته وبين ما يمليه ضميره، أو ما يمليه المجتمع من قيم. وقد كانت بسمة المرأة إشعاعة مضيئة في ظلام ليل القرية وفي محيط المحطة، كما كان قوامها الرشيق بعثا لذكريات مشرقة حركت ركود حياة الطبيب أحمد. وبهذه الشاكلة كانت هذه اللقطة الساخرة -التي اتخذت من نوم ناظر المحطة بؤرة ارتكازها- ذات وظيفة دلالية وفنية هامة في سياق القصة، وأدت وظيفة بلاغية لا يستهان بها، لأنها هيأت المتلقي لتقبل ما سيسرده الراوي على مسامعه من مآسي تتعلق بالمرأة رفيقة القطار وزوجها الراحل وصديقه الطبيب. ولعلها كانت اللمحة الوحيدة التي وشت بنوع من الفرح وسط واقع مؤلم ومفارقة كئيبة، كما بينا أعلاه.
وتكثر مثل هذه الإلماعات السريعة، والبوارق المشعة التي تنقدح فجأة في مسار القصة وتؤدي دورا هاما في الكشف عن بؤر خفية ما لدى يوسف جوهر في مجموعته القصصية هذه، كما نجد في قصص: الوزير والراقصة، وأربعة ذئاب ..ونعجة!، وكله تمام !، وعاصم بك نائب محترم!.. وغيرها؛ إلا أننا سنقف عند قصة جميلة من قصص “دموع في عيون ضاحكة”، وهي قصة: “سيدة..فاضلة جدا!”، وهي قصة توحي منذ عنوانها بالمفارقة وتشي بتشكل متخيلها انطلاقا من تشغيل المفارقة وتوليد السخرية لتشكل العوالم القصصية. والحكاية، أيضا، تبدأ في قطار، وتنتهي بالنزول منه، تماما، كما رأينا في القصة الأولى التي وقفنا عندها: “قوام رشيق”، غير أن لقاء السارد، هذه المرة لم يكن بسيدة، وإنما بزهرة جافة محفوظة بعناية بين دفتي كتاب شعر منثور. وعبر محكي هذه الزهرة، المتصل بها، والمرتبط بسيدتها الأولى، وبصديقتها “ليديا”، نكتشف أسرار الواقع الاجتماعي بما يعج به من ملاهي في خضم مآسي، ومن مفارقات عجيبة، ووقائع ساخرة.
هكذا تضطلع الزهرة بمهمة الحكي، في سياق فانتاستيكي واقعي، عن ولادتها وترعرعها في قصر، وعن عاشقها البستاني الذي كان يحرص على قطف أخواتها وتسليمهن للوصيفات ويبقي عليها ويخشى أن تمتد إليها يد سيدة القصر. ومن خلال أحاديث الوصيفات والخادمات والبستاني عرفت الزهرة حقائق كثيرة عن سيدتها “سميرة هانم”. وهي امرأة ذات وجه جميل كله طهر وبراءة، ولكن ما تسرده الزهرة عن المرأة يكشف مفارقة الظاهر والباطن، واختلاف ما تعلنه السيدة عما تفعله وتمارسه. وترجع بنا الزهرة إلى ماضي سميرة هانم التي كانت في ريعان صباها عاملة في محل حلوى تبيع الفطائر الساخنة مصحوبة بابتسامتها الشهية. هذه الابتسامة التي استمرأها سياسي كهل، فأكثر من أكل الحلوى، ومن ثم وقع في فخ صاحبة الحلوى والابتسامة. ومن هذه المحطة ابتدأت رحلة “سميرة هانم” في عالم أسر القلوب وحشد العشاق وتحقيق المآرب. تقول الزهرة مخاطبة سارد القصة والقارئ معا:
“وحذار أن تظن السوء بسيدتنا ذات الوجه الملائكي.. فإنها لم تبذل شيئا أكثر من ابتسامتها الشهية، التي سحرت أحدهم فوضع اسم الزوج العزيز، عندما كلف بتشكيل الوزارة، في رأس القائمة. وحرص أن يأخذ رأيه –ورأيها- في بقية الزملاء!..
وهكذا أصبحت “سميرة هانم” قرينة صاحب معالي.. وسكنت قصرا.. ومن الحق أنها ملأت مركزها، وصار يضرب بها المثل في الحشمة والوقار(..) ولا أريدك أن تنسى سياسينا المحنك.. أن السكرتير –ذلك الجندي المجهول- الذي كان يكتب لسيده المقالات النارية صار يكتب الخطب الرنانة، وكانت الزوجة لا تجد من زوجها هذه الفصاحة في أحاديثه معها، فأدركت أن في الأمر سرا.. وكان السكرتير كتوما، ولكن “سميرة هانم” ما زالت تتربص به، حتى ضبطته يضع الشكل على حروف خطبة عنيفة.. ومنذ فطنت إلى أن السكرتير يملي على زوجها تصرفاته، ويحشو فمه بالكلام، انتقل إعجابها من الببغاء إلى الملقن..”(ص.57/58)
بهذه السردية الساخرة، وعبر تتبع مسار حياة سيدة القصر “سميرة هانم” وتنوع مغامراتها: ما بين الزوج السياسي وسكرتيره والرياضيين الأربعة وحلاقها “ميتشو”، وما حققته من مكاسب وما أدته من دور عبر جمعيتها الخيرية التي تؤكد من خلالها براءتها وحشمتها ووقارها، أو بالأحرى فضيلتها الموهومة، يكشف السارد عن مفارقة الصورة الظاهرة لشخصيته وحقيقتها الباطنة التي تتنافى مع الفضيلة التي كانت صفة مقترنة بالسيدة.
ومن خلال هذه السردية القائمة على التضاد يعمل السارد على تعرية عفن الواقع والسخرية من طبقة المتسلقين للمناصب والمراتب، وما يقدمونه من أوجه زائفة تخفي حقيقة أمراضهم النفسية والعقلية. ولم تكن “سميرة هانم” بدعا في هذه القصة، فإن هذا الزيف يشمل باقي الشخصيات المحيطة بها والدائرة من حولها: الزوج والسكرتير والأصدقاء وميتشو.. وغيرهم، بما يدل على أن العفن استشرى في الجميع وشمل مختلف الفئات الاجتماعية. وقد كان يوسف جوهر لماحا في إشاراته التصويرية ووقوفه عند مفارقة السلوكات الإنسانية الخفية وتعارضها مع الأفعال والأقوال المصرح بها عن سبق إصرار وترصد لتجميل الصورة وإيهام الناس بفضيلة لا وجود لها. وكأن الكاتب يضع اليد على داء ارتبط دائما وسيظل أبدا متصلا بمن يرتبط بعالم المال والسلطة والنفوذ، وبمن يصل إلى بعض المناصب أو الأوضاع الاجتماعية بدون كفاءة ولا استحقاق.
وبهذه الكيفية كانت المفارقة عنصرا أساسا في تشكل متخيل هذه القصة التي روتها زهرة كانت تتوق إلى العودة إلى صاحبتها: صاحبة كتاب الشعر المنثور “ليديا” الصبية الحالمة البريئة البعيدة عن عالم الكبار ومفارقاته وزيفه، وكان على السارد أن يبحث عن الفتاة ليحقق رغبة الزهرة.
ولا تبتعد نصوص قصصية أخرى في مجموعة “دموع في عيون ضاحكة” عن رصد تناقضات المجتمع واختلالاته، وتعارض الظاهر والباطن، وخاصة حينما يمعن الكاتب في تصوير الفئات المتنفذة سواء في القرى أو المدن، كما نلمس في قصص: الوزير والراقصة، وأربعة ذئاب.. ونعجة!، وعاصم بك.. نائب محترم!. ففي هذه القصص تؤدي المفارقة دورا تكوينيا لبناء عوالم النص المتخيلة، وكشف طبائع الشخصيات وتناقضاتها وحقيقتها الخفية المتعارضة مع ظاهرها المعلن. غير أننا بوقوفنا عند القصة السابقة “سيدة ..فاضلة جدا!” نكون قد ألممنا بجوانب من اشتغال المفارقة أثناء تناول تيمات امتلاك النفوذ والسلطة والمال، ومن ثم سنقف عند أفق تخييلي آخر، يرتبط هذه المرة، بأجواء أخرى للوقوف عند أوجه تشغيل المفارقة في “دموع في عيون ضاحكة”، ومن ثم اخترنا قصة “رحلة صيف” لتكون محور اشتغالنا في هذا الحيز.
تحكي هذه القصة عن حشمت أفندي الموظف البسيط الذي عاد من عمله مكدودا مرهقا، ليجد زوجته (فهيمة) تحدثه عن عزمها على إرسال ابنتيه (ناهد) و (نوال) في رحلة صيف تقضيانها بالإسكندرية رفقة أسرة جاره الموظف مثله، والذي فتح الله عليه وترقى وصار ميسور الحال؛ فقد كانت زوجته سعاد تلح على أن تأخذ البنتين معها إلى الإسكندرية وستكونان في ضيافتها. وقد سعت زوجة حشمت أفندي أن تبين له أهمية هذه الرحلة، فهي قد تعود عليه بالنفع، إذ ستسنح الفرصة لفتح موضوع ترقيته وطلب إنصافه، لأن أخ سعاد هو سكرتير الوزير، ولأن الوزير سيسهر عند سعاد ويرى البنتين ويعطف عليهما. كان حشمت أفندي مترددا، لكنه في الأخير رضخ مشترطا أن تسافر الأم معهما. وفي محطة القطار همس الموظف في أذن زوجته (فهيمة): “حافظي على البنتين وافتحي عينيك جيدا”، فردت عليه المرأة: “التعرف بسكرتير وزير فرصة لا تسنح كل يوم.. اطمئن.. قلبي يحدثني أنني سأعود بغير ناهد أو بغير نوال”(ص. 162)
فهل فعلا عادت (فهيمة) من غير إحدى ابنتيها؟ وهل تحققت أماني الأب (حشمت أفندي) في الترقية وتحسين وضع أسرته؟
لعل المفارقة تتولد، في هذه القصة الطريفة، من هذه العبارة التي نطقت بها (فهيمة) فشكلت بؤرة السخرية وعمق المفارقة، إذ إن مجريات الأحداث ستمضي في أفق غريب غير متوقع، لأن سكرتير الوزير (محسن) سيقع في حب أم البنتين الشابة الجميلة، وسيستولي عليها ويقنعها بالتخلي عن زوجها وابنتيها، لتعود (ناهد) و(نوال) من الرحلة بدون أمهما التي لم يعرفا لها طريقا. وحينما يلفظهما القطار العائد إلى القاهرة لن تجدا والدهما المكلوم في انتظارهما لأنه عجز عن تقبل الصدمة، وعند وصولهما إلى البيت وارتمائهما في حضنه سيسلم حشمت أفندي نفسه إلى رحلته الأخيرة. هكذا تتولد المفارقة بين رحلتين، ومصيرين لم يكونا متوقعين.
وبهذه الكيفية كانت المفارقة جوهر هذه القصة التي تثوي فيها المأساة في رحم الملهاة. وعلى هذه الشاكلة كان المتخيل القصصي في هذه القصة يقف عند غموض الأقدار وسخريتها، والتباس المشاعر والأهواء والآمال في النفس الإنسانية. وهكذا كان اشتغال المفارقة قائما على غير المتوقع وعلى أفعال وردود أفعال تخرج عن سياق المعقولية في الغالب.
انطلاقا من كل ما سبق، ومن خلال وقوفنا عند بعض النصوص التمثيلية لتجلية اشتغال المفارقة في مجموعة “دموع في عيون ضاحكة”، نؤكد أن كل قصصها اشتغلت ارتكازا على هذه الخاصية الفنية، وأن بعضها نحت مناحي السخرية، بينما جلت قصص أخرى أوجه المأساة المضمرة في كنه المأساة، وهي بذلك عملت على كشف اختلالات المجتمع وتناقضاته، كما عملت على تشريح طبائع الإنسان ودواخله.
وقد كتب يوسف جوهر قصصه باحترافية فنية عالية، وصياغة سردية فاتنة، ولهذا كان اسما لا ينسى في السردية العربية الحديثة. ومن هنا كانت هذه القراءة تذكيرا بمبدع قاص وروائي يحتاج إلى إعادة قراءته وتمثل فنية إبداعه الراقي في جمالياته وأبعاده الإنسانية الرفيعة، وليكون نبراسا تهتدي به الأقلام الجديدة التي تجهله.
هامش:
تتم الإحالة على النصوص المستشهد بها من كتاب يوسف جوهر، دموع في عيون ضاحكة، سلسلة اقرأ، عدد 350، القاهرة، فبراير 1972، داخل متن القراءة. وللإشارة، فإن قصص هذه المجموعة كتبت بين سنتي 1940 و1965 كما يثبت الكاتب داخل المجوعة، وهي، ولا شك، أخذت منه جهدا ووقتا كبيرا للكتابة والصياغة مما ينبئ عن مدى عناية الرجل بفن القصة واهتمامه بها.