احتفالية بتجربة هشام البستاني القصصية في دار العين بالقاهرة

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

 

بدعوة من دار العين للنشر، عقدت أمسية قصصية للكاتب والقاص الأردني هشام البستاني، شارك فيها إضافة الى القاص نفسه كل من الشاعر والناقد تامر عفيفي، وصاحبة الدار الدكتورة فاطمة البودي، في حين قدم كل من الدكتور جمال عبد الفتاح والقاصّ اليمني محمد العربي عمران مداخلات انطباعية/نقديّة.

 

بدعوة من دار العين للنشر، عقدت أمسية قصصية للكاتب والقاص الأردني هشام البستاني، شارك فيها إضافة الى القاص نفسه كل من الشاعر والناقد تامر عفيفي، وصاحبة الدار الدكتورة فاطمة البودي، في حين قدم كل من الدكتور جمال عبد الفتاح والقاصّ اليمني محمد العربي عمران مداخلات انطباعية/نقديّة.

في كلمتها الافتتاحية، أشارت الدكتورة فاطمة البودي إلى إصرار البستاني على فن القصة القصيرة، واشتغاله على تطوير أدوات القصة العربية، فيما حيّت الروائي صنع الله إبراهيم على تقديمه لمجموعة البستاني الأولى، وهو الأمر الذي أدى إلى دفعه إلى مزيد من الإبداعات التالية، وهو أمر ليس غريباً على صنع الله إبراهيم الذي كان دائماً حاضراً للإشادة والتنويه بالمواهب الحقيقية والتجارب الإبداعية المتميزة. كما أشارت إلى دور دار العين الذي يقدّم الثقافة على كل الاعتبارات الأخرى، وأشارت إلى صالون الدار الثقافي الذي يُعقد كل أسبوع مستضيفا أهم الكتّاب والمثقفين في مصر والعالم العربي.

وقدّم الشاعر تامر عفيفي قراءة نقدية في مجمل إنتاج البستاني القصصي، مشيراً إلى أن نصوص البستاني اشتباكيه بامتياز، وأنها تجريبية بلا منازع، تتصف بحرفيّة عالية، يحاول الكاتب فيها أن يدمج السرد والشعر والإحالات السينمائية والفوتوغرافية والجرافيكية في بوتقة واحدة تصل إلى ما بعد الكتابة، مستشهداً برأي الناقد الأردني سامح المحاريق الذي وصف مجموعة البستاني الأخيرة “أرى المعنى…” بأنها “أدب ما بعد الكتابة“.

وقرأ البستاني مجموعة من نصوص كتابه الأخير “أرى المعنى…” من فصل “خلاص”، ومنها:

لن يفهموك.

ستظلُّ تعجنُ الماءَ حتى تصيرَ ترابًا.

وحينَ تُبعثركَ الريح في أربعِ جهاتها،

تبقى يافطةُ الكولا المعلّقة فوق قبرك تومضُ بلا انقطاع،

يرقصُ على أنغامها رجالٌ ونساءٌ كثرٌ رؤوسُهُم معبَّأَةٌ بالهواء.

وبعد سُكْرٍ طويلٍ طويل،

يعودون للنوم (بلا استيقاظٍ) في قبورهم،

ويغرقون في بحيرةٍ مُتخيَّلةٍ من المياهِ الغازيّة.

وحدها الأشجارُ والصخورُ والوحوشُ تعرفكَ جيّدًا وتناديكَ: صديقي،

ثم تسبحُ في السائلِ الأحمرِ الممتدِّ بين مُخّكَ وجمجمتك.

لهذا يلبَسُكَ صداعٌ من الصباحِ إلى الصباح.

وحين تقرّر أن تُحطّم مملكةَ الحوائط البيضاء التي تستيقظُ فيها كلّ يوم، تكتشفُ أنّ رأسكَ ليس بقوّةِ الكونكريتِ المسلّحِ بقضبانِ الحديد.

تكتشفُ أنّ هذا الأبيضَ لا ينتهي. لا ينتهي. لا ينتهي.

 

يذكر أن هشام البستاني هو قاصّ وكاتب. ولد في عَمّان/الأردن عام 1975. تنشر مقالاته ودراساته في الصحف والمجلات العربية والعالمية. صدر له: عن الحب والموت (بيروت: دار الفارابي، 2008)، الفوضى الرتيبة للوجود (بيروت: دار الفارابي، 2010)، أرى المعنى… (بيروت: دار الآداب، 2012). 

مقالات من نفس القسم